تنتحر الحروف على شفاه التعبير فتفقد رونقها وتصبح كباقي الأشياء
ولذالك أدرك تماما أن الصمت الكاذب بيننا هولغة الحقيقة الصارخة في وجه المشاعر المنمقة
فلاتتكلمي
................................
سرعان مابدأت الأحلام تنطفئ رويدا بين جوانحي ، وأدرك أن مسرح الهوى ، لايبدوا كافيا لأسكب فيه من كأس المشاعر أشواقي
فلم أدرك بداية وصولي هنا أن الرباط كبير جدا وأن المغرب أكثر أتساعا
كما لم أعرف أن العالم الخفي بيني وبين روحي سيبقى إلى الأبد
أتصل بها فأجدها، ونضرب الموعد فتخونني وعودي
لأن تسارع دقات الثواني في المدينة الهاربة من الوقت لايترك لي سوى الدقائق الأخيرة قبل مغادرة القطار
فأقف عند محطة الرباط المدينة أنظر إلى حركة البشر ولاأحرك ساكنا ،
أبني حلما صغيرا لايتعدى عمره لحظات، فلربما تخرج من بين المارة مفردة جناحيها محلقة فوق المستحيل
فأسرع نحوها دون أدنى تفكير ، أعانقها، أقبل يديها، وأشرب ماء الحياة من عناقها
ثم أودعها ، ومن يدري فقد أستبدل حينها تذكرة اليوم بصباح الغد و..
_ تقاطعني الصفارة وصول القطار ، فأفارق حلمي وأجدني بين أحضان المارة
هذا يدفعني وذاك يجذبني وأناهارب من لحظة وجودي.
يبدأ نداء الرحلة أمامك دقيقتين للركوب في في القطار المتجه نحو رباط اكدال ، المحمدية ، عين السبع
أودع المدينة وأحداثها راكبا قطار الوقت رغما عني فيتلاشى جزء من أمل للقاء في كل مرة
لمن أهديك ياقلب وأنت لاترغب سواه ...