كان في بني إسرائيل عابد فلبث سبعًا لم يطعم هو وعياله شيئًا.
فقالت له امرأته: لو خرجت وطلبت لنا شيئًا.
فخرج فوقف مع العمال فاستؤجر العمال وصرف اللّه عنه الرزق
فقال: والله لأعملنّ اليوم مع ربي فجاء إلى ساحل البحر فاغتسل وما زال راكعًا وساجدًا حتى إذا أمسى أتى أهله
فقالت له امرأته: ماذا صنعت
فقال: قد عملتَ مع أستاذي وقد وعدني أن يعطيني
ثم غدا إلى السوق فوقف مع العمال فاستؤجر العمال وصرف الله عنه الرزق ولم يستأجره أحد
فقال: والله لأعملن اليوم مع ربي فجاء إلى ساحل البحر فاغتسل وما زال راكعًا وساجدًا حتى إذا أمسى أقبل إلى منزله
فقالتَ له امرأته: ماذا صنعت
قال: إن أستاذي قد وعدني أن يجمع لي أجري فخاصمته امرأته وبرزت عليه فلبث يتقلب ظهرًا لبطن وبطنًا لظهر وصبيانه يتضاغون جوعًا
ثم غدا إلى السوق فاستؤجر العمال وصرف عنه الرزق ولم يستأجره أحد
فقال: والله لأعملن مع ربي فجاء إلى ساحل البحر فاغتسل وما زال راكعًا وساجدًا
حتى إذا أمسى قال: أين أمضي تركت أقوامًا يتضاغون جوعًا
ثم تحمل على جهد منه فلما قرب من داره سمع ضحكًا وسرورًا وسمع رائحة قديد ورائحة شواء فأخذ على بصره وقال: أنائم أنا أم يقظان تركت أقوامًا يتضاغون جوعًا و أشم رائحة قديد ورائحة شواء وأسمع ضحكًا وسرورًا
دنا من الباب فطرق الباب فخرجت امرأته حاسرة وقد حسرت عن ذراعيها وهي تضحك في وجهه ثم قالت: يا فلان قد جاءنا رسول أستاذك بدنانير ودراهم وكساء وودك ودقيق وقال: إذا جاء فلان فأقرئوه السلام وقولوا له: إن أستاذك يقول لك:
رأيت عملك فرضيته فإن أنت زدتني في العمل زدتك في الأجرة.