الحقيقة العلمية والحقيقة القرآنية
الدكتور .... زغلول النجار
ما هي "الحقيقة العلمية" وما تعريفك لها؟ وكيف يمكنك وضعها بإزاء "الحقيقة القرآنية"؟ وكيف تفرق بين "الحقيقة العلمية" و"الحقيقة القرآنية"؟
كثيرا ما يخلط الناس بين قضايا كثيرة.. القرآن الكريم ليس كتاب علم أو هندسة أو طب أو فلك، ولكنه كتاب هداية من الله للإنسان في القضايا التي لا يستطيع الإنسان أن يضع لنفسه فيها أي ضوابط؛ مثل قضايا العقيدة وكلها غيب، وقضايا العبادة وكلها أوامر، وقضايا الأخلاق والمعاملات وكلها سلوكيات، وهذه هي رسالة القرآن الأساسية.
أما ما جاء في القرآن غير ذلك؛ من إشارات كونية أو ذكر للأمم السابقة..، فكل هذه نماذج تأتي لتأكيد الفكرة الأساسية، وهي أن هذا الكلام كلام رب العالمين، وأقول إن الآيات الكونية في القرآن الكريم لم ترد للإنسان من قبيل الإخبار العلمي المباشر؛ لأن الله تبارك وتعالى يعلم أن العلم من المجالات التي يستطيع الإنسان أن يصل إليها بعقله وبجهده منفردا؛ فالقرآن الكريم هو بيان من الله تعالى للإنسان في القضايا التي لا يستطيع الإنسان أن يضع لنفسه أية ضوابط.
الحقيقة القرآنية هي غيب لا يمكن أن أصل إليه، أو أمر إلهي لا يمكن أن أحاكيه، أو ضابط أخلاقي سلوكي لا أخالفه، ما عدا ذلك من حقائق لا بد أن أرجع فيه إلى العلم الكسبي.