السلام عليكم ورحمة الله وبركاتـــــــــــــه ،،،
في وقتنا الحالي ، إنشغلنا بأمور كثيرة نتيجة المسئوليات العديدة والصراعات المستمرة التي أوجدتها مشاغلنا اليومية ، من أجل البحث عن الغد الأفضل والمستقبل المريح .
ونتيجة ذلك أهملنا وفقدنا أمور هامة جداً ، أهملنا الحب ، وفقدنا الإحترام والثقة والوفاء والإخلاص ، فكثير من البشر يبحث الواحد منهم عن الماديات والمصالح الشخصية ، وانتشرت الانانية وحب الفردية على حب الجماعة .
وسأتناول اليوم موضـــوع ( الحب ) ، وأتمني أن يلقى القبول .
من شروط الحب ، هو حب الله عز وجل وحب الرسول صلى الله عليه وسلم ، فهذا الحب الإلهى الساطع نوره والذى يضيء الكون بما فيه من مخلوقات ، هو النبع الصافي لمعانى الحب ونقطة هامه ومؤثرة في حياتنا تدل على مدى قدرتنا وقابليتنا للحب من عدمه .
من خصائص الحب الفريدة أنه لا يُنال إلا بالمنح ، فإذا أردت أن يحبك الناس يجب أن تحبهم أولاً ، وكلما أخلصت في العطاء زادت حصيلتك العامة ، فقد تحب الخير لصديق ، وهو لا يبادلك ذلك ولكن سوف تكافأ علي حسن نيتك من طريق آخر ، وتجد المحصلة النهائية لك هي الحب والتقدير من الناس .
من خصائصه أيضا أنه لا يمكن زيادته بإرادتنا وتحكمنا ، أحيانًا إنسان يحاول شراء قلب إنسان بمالٍ ، فاعلم أنّك لو أنفقت أموال الدنيا من أجل الولاءات فلن تفلح ، لكن حينما يكون الإيمان بين رجلين فهذا الإيمان يؤلِّف بينهما ، وهذا أساس القوة .
عن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول :
( الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف و ما تنافر منها اختلف )
الدين إذاً جعل بين المؤمنين مودة ، ومحبة ، وتراحمًا ، وتعاونًا وتعاضدًا ، وإخلاصًا ، وتضحية ، وإيثارًا ، وكلُّه مِن خَلْقِ الله :
" لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم ".
يكفي أن تكون مؤمناً حقاً ، ويكفي أن يكون أخوك مؤمناً حقاً ، تجد اللقاء العفوي ، المحبة ، التعاون ، الإخلاص ، التضحية ، الإيثار ، ويصبح المؤمنون صفاً واحداً ، "كأنهم بنيان مرصوص " .
ولذلك بدلا من محاولات التقرب والمغالاة في الاهتمام بمن نحب من الأفضل أن نعتدل في ذلك ونوجه فضل جهدنا للتقرب والتعبد لمولانا وخالقنا مسبب الأسباب ومقلب القلوب ومن يقول للشئ كن فيكون ، تصدم كثير من الزوجات لأنها أحاطت زوجها بحبها ولاحقته باهتمامها وخنقته بأسئلتها حتي فر منها بلا رجعة.
ويحدث ذلك أيضا مع الأبناء وخاصة الابن الوحيد الذي يأتي الاهتمام الزائد معه بنتائج عكسية وتفسد كثرة الحب علاقته بوالديه ومن يحيطون به ، كما تؤثر علي شخصيته المستقلة.
لا أطالب بقلة الحب ولكن بتنوعه ، فإذا انشغل الزوج بعمله والابن بدراسته والابنة بشئونها ، هنا يجب توجيه الفائض من المشاعر لمن يحتاجها .. للوالدين ، للجار الفقير ، للجارة الحزينة .. للأرملة التي فقدت عائلها ،، هنا يسعدهم هذا الإهتمام ويفرحون ، وبالمقابل تسعدنا فرحتهم ، فنشعر بالسعادة ، لأن الحب هنا هو السائد .
الحب .. أيها الكرام ، روعته في سجود للخالق ، ودوران في فلك الطاعة ، وتناغم بين البشر من جهة ، وبين البشر والعالم بأسره من جهة أخرى ، وهو السعادة والإخلاص والوفاء .
بالحب نقضى على الانانية .. بالحب ندفن الكراهية .. بالحب نستطيع أن ندافع عن الإسلام .. بالحب ننصر المظلومين .. بالحب نعيد البسمة للقلوب اليائسة .
نحن في حاجة ماسة لنعيد الحب لحياتنا .. وفي حاجة لنملأ قلوبنا بالحب حتي لا يكون فيها مكاناً للكراهية التي مزقتنا وفرقتنا .
اللهم رضاءك لتمنحنا الرضا ، لنعرف معنى أن نحب ، فلا نفقد الرضا ، ولا ننسى الحب ..!!