في حلقة جديدة من مسلسل العنصرية ضد الإسلام والمسلمين في بريطانيا وسعيًا لكسب أصوات المتشددين، دعا الحزب القومي البريطاني، أحد الأحزاب التي ستتنافس في الانتخابات العامة التي ستجرى الشهر المقبل، في برنامجه الانتخابي إلى وقف هجرة المسلمين لبريطانيا باعتبارها تشكل "خطرًا مميتًا" للبلاد، على حدّ تعبيره.
ودعا البرنامج، الذي أعلنه زعيم الحزب نك جريفين في بلدة ستوك شمالي انجلترا، إلى وقف الهجرة من كافة الدول الإسلامية، كما تضمن البرنامج خطة تقضي بمنح البريطانيين المنحدرين من أصول إسلامية حوافز مادية لإقناعهم "بالعودة إلى أوطانهم الأصلية".
وكان الحزب، الذي يوصف بأنه متطرف ويتبنّى سياسات تتعمد نشر الفرقة في صفوف المجتمع، قد غيّر في الآونة الأخيرة شروط الانتساب إليه، بعد أن أصدر القضاء البريطاني حكمًا يقول: إنّ شرط العضوية المعمول به في السابق، والذي يجعل الانتساب للحزب حِكْرًا على البِيض، يعتبر مخالفًا للقانون، ويسعى الحزب إلى الفوز بأول مقعد له في مجلس العموم.
ولا يَحْظَى الحزب القومي البريطاني بتأييد كبير، فمع أنه نجح في إيصال اثنين من أعضائه إلى عضوية البرلمان الأوروبي في الانتخابات الأوروبية التي جرت العام الماضي، لم يفز إلا بأقل من 1% من مجموع الأصوات في الانتخابات العامة الأخيرة التي شهدتها بريطانيا عام 2005، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
ويَعْتبر الحزب موضوعَ الهجرة همه الأول، ويطالب بمنع الهجرة إلى بريطانيا كليًّا إلا في "الظروف الاستثنائية"، ويتعهد بترحيل كل المهاجرين غير الشرعيين.
وقال جريفين لدى إعلانه عن برنامج الحزب الجمعة الماضية: إنّ البرنامج يضم وعدًا جديدًا للناخبين يتلخص في تعهد الحزب إعادة النظر في كل القرارات التي منحت بموجبها الجنسية البريطانية لمقيمين أجانب والتي صدرت منذ عام 1997 للتأكد من أنها ما زالت "مناسبة". وقال جريفين: إن بريطانيا "مزدحمة" بالسكان، وإن الأوان قد آن "لإغلاق الأبواب".
وينصّ برنامج الحزب على أنه "يجب إيقاف الهجرة من البلدان الإسلامية تمامًا؛ لأن هذه الهجرة تشكل أكبر تهديد لبقاء أمتنا."
وكان الحزب قد قال في السابق: إن الإسلام لا يتلاءم مع الأنظمة الديمقراطية العلمانية المعاصرة، على حدّ قوله، إلا أنّ جريفين أكّد أيضًا أن حزبه سيدعم "الأقليات المقيمة التي تحترم نفسها وتعترف بأن بريطانيا يجب أن تبقى بريطانية". ويعيش في بريطانيا نحو 2 مليون مسلم من إجمالي عدد السكان البالغ أكثر من 61 مليون نسمة.