[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]دعاة الباطل..
اقتضت
سنة الله الكونية أن يكون للباطل دعاة يجادلون به ويتزعمونه قال تعالى :
{وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق}...
يتولى
كبر-هذا الباطل-ويقود جنده،ويرأس حزبه: إبليس اللعين الشيطان الرجيم،
ويعينه على نشره شياطين الجن المردة الذين يأتمرون بأمره،وينفذون مخططه،
قال صلى الله عليه وسلم
(( إن إبليس يضع عرشه على الماء ، ثم يبعث سراياه يفتنون الناس،
فأدناهم منه منزلةً أعظمهم فتنة )) رواه مسلم.
ويحمل
لواءه-كذلك-شياطين الإنس من الكفرة والفجرة،الذين وجندوا أنفسهم للشيطان،
وصاروا من حزبه،وساروا في ركابه،قال تعالى :
((وكذلك جعلنا لكل نبيٍ عدواً شياطين الجن والإنس يوحي بعضهم
إلى بعض زخرف القول غروراً ، ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون)).
فكل كافر فاجر،ومنافق
مراوق،وشهواني فاسق،ومبطل مفسد.. فهو للشيطان طائع،وللباطل تابع،وللحق ممانع،
قال جل وعلا ((ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل)) قال قتادة أي إبليس.
أولئك هم حملة لواء الباطل من عبدة المناصب،والدراهم،المرتزقة الأذلاء،الذين يعيشون
على فتات موائد من ملأ الأرض دماءً وأشلاءً من الطغاة المفسدين يتقربون إليهم ببغض الحق ومعادة أهله،لا همّ لهم إلا الوصول إلى المناصب والرئاسات،وقضاء الوطر والشهوات،
وحصول المصالح والرغبات،ولو باتهام المصلحين،والكذب على الصالحين،وتزوير الحقائق،
بل ولو كان على حساب سحق المبادئ والقيم،وتدمير الفضائل والشيم،والتخلي عن الأخلاق
والمثل التي يتظاهرون بها...
إن دعاة الباطل هم هم
في كل مكان وزمان،يتنادون لنصرة الباطل،والتعتيم على أضراره،وإخفاء
مفاسده،ويتجمعون على معاداة الحق ومحاربته ومحاولة طمس نوره،تفرق شملهم ألا على
محاربة الفضائل وأهلها بكل طريقة،
والدعوة إلى الرذائل وزخرفتها بكل وسيلة!!...وحملة لواء الباطل اليوم،هم نفسهم حملته
في الأزمنة الغابرة،صفاتهم واحدة،وأفكارهم متشابهة،وأساليبهم متفقة،قال عزّ وجلّ
( كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم تشابهت قلوبهم)
كأن بعضهم يوصي بعضاً بذلك (أتواصوا به بل هم قوم طاغون)
فيا لله كم من دعاة
للباطل بين أظهُرنا،وفي صفوفنا نحسبهم معنا وهم ضدنا،كنا نرجوا خيرهم فبُلينا
بشرِّهم،كشفتهم الأحداث فعرفناهم كما قال الله (ولتعرفنهم في لحن القول) ،
فإذا هم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (دعاة على أبواب جهنم،من أجابهم قذفوه
فيها..من بني جلدتنا ويتكلمون بلغتنا ويأخذون من الليل كما نأخذ) تراهم –تارة-
يكتبون في الصحف والمجلات مطالبين بتهميش الدين،وإلغاء الهيئات،ومنع المراكز والمخيمات،ويحاربون الدعاة،ويحرضون عليهم،ويلصقون بهم التهم !!
وتسمعهم-تارة-يتحدثون في الإذاعات والقنوات منادين بالاختلاط والسفور،داعين إلى حرية
الفكر(الكفر)،ويشيدون بالروايات الهابطة الكفرية،ويتبنون المذاهب الهدامة
الفكرية،ويتهمون المناهج الدراسية الشرعية..
تبرز دعوتهم إلى الباطل:من خلال أساليب واضحة جلية،وأخرى بطرق ملتوية خفية،تارة باسم الحضارة،وأخرى بدعوى الإصلاح،وحيناً على هيئة أنشطة ثقافة وندوات أدبية،
وحيناً على شكل روايات ومقالات صحفية.
تارةً بشراء الذمم ،وأخرى بحجة التعرف على ثقافات الأمم،تارة بدعوى مواكبة العصر،
وأخرى باسم حرية الرأي والفكر،وتارة باسم حقوق الإنسان وتحرير المرأة ،
وأخرى بدعوى محاربة الإرهاب،وكشف أربابه،وتارة باسم القضاء على القلاقل والفوضى،
وأخرى بحجة حفظ الأمن والاستقرار،على شكل مقالات،أو قصائد،أو لقاءات،أو اقتراحات
وقد أمضى –دعاة الباطل أولئك- سني عمرهم،وأفنوا زهرة شبابهم،وقضوا شرخ كهولته
نشراً للباطل،ودفاعاً عنه،وتزييناً له،ودعوةً إليه،ولازالوا على طريق الباطل سائرون
حتى صار أحدهم أشيمط ضال،وهو يعتقد أنه على هدى وبصيرة،يظن نفسه مصلح
وهو مفسد،ويخال أنه محق وهو مبطل،
قال تعالى
(وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون،ألا إنهم هم
المفسدون..) فهم سبب كل بلاء وفتنة،وموقدوا كل حرب وفرقة!!
ومن دعاة الباطل وأنصاره-للأسف- فئام من الجهلة المغررّ بهم،انخدعوا ببهرج الباطل،
وانساقوا وراء دعواته من أتباع كل ناعق،ووقود كل فتنة،يعينون المبطلين،
ويدعون إلى الباطل وهم لا يشعرون...
(قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم
يحسبون أنهم يحسنون صنعاً)
فكل من
نادى إلى معصية،ودعا إلى منكر،هو من دعاة الباطل،،،وكل من نشر فاحشة،وزين للناس
مخالفة..فهو من دعاة الباطل،،، وكل من كتم الحق وسكت عن باطل فهو من دعاة
الباطل،،،فلنحذر من هؤلاء ـ ولو تكلموا بألسنتنا وكتبوا بلغتنا ـ لئلا ننخدع
بالباطل كما انخدعوا،وننجرف عن الحق كما انجرفوا حينما( نسوا الله فنسيهم).
فإنه في نهاية المطاف
ستدور عليهم-بإذن الله-الدوائر،قال الله تعالى{بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه
فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون }فإن أمرهم إلى زوال،ومكرهم إلى وبال،
وأمرهم إلى اضمحلال،بإذن الله الكبير المتعال(وخسر هنالك المبطلون)،..
فلا يكن
أحدنا للباطل ظهيرا،ولا لأهل الباطل معيناً،بل يجب أن يدفع الباطل بكل قوته،ويحاربه
بكل قدرته..فيكون من دعاة الحق،لا من دعاة الباطل ..
(ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]