(طخ عرس)
نحن الشعوب العربية نعشق الزهو و الافتخارالمبني على تعظيم الذات المغموسة بالخيالات الساكنة عقولنا , فمنذ بدء التاريخ الحديث تراجعنا إلى الصفوف الخلفية غير مواكبين لحركة سير الأمم نحو التقدم و اكتساب العلوم للوصول إلى الرفاه , نحن مأزومون هائمون بين واقع لم نعد نمتلك فيه القدرة على التعاطي مع مفرداته و خيال و أوهام لا واقع لها إلا في عقولنا المجهدة من كثرة استخدامها في كل غير ذي منفعة , تماما مثل من يطلق العنان لرشاشه تحية للعريس ساعة تقديم الطعام للمدعوين فلا الرصاصات غيرت من جودة الطعام و لا صوت الرصاص شد من أزر العريس في ليلته الاولى , في النهاية لا شيء تغير سوى خسران ثمن الرصاصات عدا عن إزعاج الحضور الذين تقلصت أمعاؤهم خوفا و فزعا ليكون الأمر برمته في النهاية ( طخ عرس).
نحن امة أصبحت أفكارها لا تنتج عنها مشاريع و خطط تصلح للإنجاز حتى انتخاباتنا في شتى الميادين وما يرافقها من جلبة مصحوبة بالضوضاء المفتعلة ( طخ عرس) هذا غير تخريج الآلاف من الطلبة من الجامعات التي دفعنا لبنائها الملايين دون تخطيط لاستخدام طاقات شبابنا, حتى مشاريعنا النضالية المؤدلجة بغير قناعاتنا المخترقة دائما قبل انطلاقها , بما فيها أحزابنا الواهنة المحشوة بالمبادئ الخالية من الجماهير التي من المفروض ان تكون هي مصدر قوتها أيضا ( طخ عرس) , أما تغيير المسؤولين بآخرين باستخدام مبدأ تغيير التغيير و إقالة من لم يسخن مقعده بجلب مسؤول آخر أقل كفاءة ووضع الامن الإقتصادي على آخر سلم أولويات الأمن في أوطاننا نحن العرب , و حشر الصحافة بين المطارق و السنادين و تقنين حرياتها المسلوبة أصلا ما هو إلا( طخ عرس) , أما مشاريعنا الزراعية غير المتواكبة مع العلم و التقدم في هذا الجانب و ازدياد حجم المستوردات الغذائية , و دور المرأة التي ندعي دوما أننا إلى جانبها مناصرين لها عاملين على رفع الجور الذكوري عنها تمشيا مع متطلبات العصر ومتطلبات المانحين و الداعمين دون قناعة كذلك ( طخ عرس) , الدعوة للتكامل العربي على كل الصعد , و الوصول إلى حالة إجماع تلبي رغبة هذه الشعوب ما هو إلا إمعان في إطلاق الرصاص في الهواء , بعد ذلك هل قدرنا أن نبقى أمة و مجموعة من الشعوب من المشرق إلى المغرب عبارة عن ظاهرة صوتية , أليس من المؤلم أنه لم يبقى هناك شعوب نقاس بها؟ كما أليس من المؤلم أن نبقى خارج كل المعادلات مع ذلك لا زلنا نزهو بالخيالات البعيدة عن الواقع بُعد السماوات عن الأرض ,مع التأكيد المسبق أن مقالتي هذه التي قد لا تعجب الكثيرين أرجو اعتبارها (طخ عرس)