لم تعد أمة واحدة
اذا كانت اسرائيل تحاول حبس نبض العرب من خلال قرارها بترحيل الاف الفلسطينيين من الضفة الغربية فعليها ان تطمئن الى ذلك، فلم يعد لدى العرب لا نبض ولا حتى قلب يخفض باسم فلسطين كما كان سابقا، وبالتالي يمكن لحكومة نتنياهو ان ترتاح للمواقف العربية الخجولة التي تأتي دائما على استحياء سواء تجاه هذا القرار الاسرائيلي او اي اجراءات اخرى اتخذتها اسرائيل سابقا..
فالعرب مثلا عقدوا اجتماعا طارئا في الجامعة العربية على مستوى المندوبين حيث لم يكلف وزراء الخارجية العرب انفسهم للاجتماع ومناقشة هذا الموضوع الهام، أليس من حق اسرائيل وحكومتها ان تنام مطمئنة والوزراء العرب ينامون بكل راحة في غرف نومهم الوثيرة والاف الفلسطينيين ينتظرون الترحيل عن ارضهم..؟
صدر القرار الاسرائيلي، فجاءت دعوة عربية اخرى لعقد قمة عربية طارئة قبل شهر تشرين الاول المقبل، يالها من مهزلة عربية يندى لها الجبين، انهم يدعون لقمة من اجل معالجة الامر ولكن بعد ستة اشهر من القرار، حيث تكون اسرائيل قد رحّلت الالاف فعلا، وكأن العرب يريدون منح حكومة نتنياهو الوقت الكافي واللازم لتنفيذ قرارها المذكور.. امة عربية ذات رسالة خالدة، هذا كان في القديم، فهي لم تعد امة واحدة، وليس لديها اي رسالة لا خالدة ولا غير خالدة، تغيرت الامور، وتبدلت الادوار، وبقي الشعب الفلسطيني وحده يعاني ويواجه ويقاوم وما زال العرب ووزراء العرب يشخرون في غرف نومهم..
اجزم بان الشعب الفلسطيني بات غيرمعني ابدا لا بمؤتمرات القمة ولا بوزراء الخارجية او مندوبيهم، وأيقن هذا الشعب بانه اصبح وحيدا في المواجهة، وليس له الا الله والثبات على ارضه، ارض آبائه واجداده ولتذهب كل مؤتمرات العرب الى الجحيم التي اصبحت بلا طعم ولا لون ولا رائحة...