إبعاد الفلسطينيين «كارث سياسي ضاغط»
يتحرك اللوبي الصهيوني «ايباك» من خلال 76 سيناتورا كقوة ضاغطة على المستوى المحلي والعالمي لترجمة مشروع الابعاد الفلسطيني لحوالي مائة الف والذين يمثلون على الاقل ربع العائلات الفلسطينية في شتى قرى ومدن الوطن المحتل مع التوجه لتطبيق الخطة الرابعة للابعاد من عرب 48 والمالكين للجنسية الاسرائيلية مع ان دماءهم عربية اصيلة ومحاولة اصحاب القرار في الحركة الصهيونية لتوظيهفم داخل المجتمع الاسرائيلي لكسر حال التعنصر وانصهارهم في بوتقه واحدة.
ومع ان هذا التوجه لم يكن ضمن خطط اسرائيل منذ ان وطأت اقدامهم ارض فلسطين وزعيمهم «بن غوريون» الذي كان يعمل على تثبيت الدولة اليهودية واعتماده على خزانات الهجرة من روسيا والدول الاوروبية في جذب يهود الاشكناز ويهود السفارديم من البلدان العربية والاسلامية اضافة الى يهود الفلاشا من اثيوبيا.
وبعد ان استقروا في فلسطين بدأ الشعور بالنزعة العنصرية التي يتعامل بها قادة اسرائيل وخاصة الوظائف العسكرية والامنية وحتى المدنية ما ادى ذلك الى استهجان شعبي الذي اذا استمر سيؤدي الى ثورة شعبية وقد شعر اليهود بان مشكلة عدم التوازن «الديمراغرافي» السكاني قد سببت لهم ارقا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا.
ومن هنا لن يجدي نفعا اللجوء الى الامم المتحدة عن طريق جامعتنا العربية وحتى منظمات حقوق الانسان والتي تبقى جهودها على المستوى الفردي وقادتنا العرب وفي مؤتمرهم الاخير يرفضون المواجهة ويبتعدون عن حالة التحدي لاسباب تكمن في ضعف قراراتهم مع ان موقف الاردن وكان اكثر ايجابا واصبح يمثل قوة حقيقية في المواجهة فكيف لو ينظم الاخرون الف وثلاثمائة مليون مسلم في كل بقاع الارض، ومع ان اليهود يروجون لايديولوجية الدولة اليهودية الا انهم يستخدمون وسائل الشر باشكاله المختلفة مثلما قال نتنياهو في مؤتمره الاخير بانه لا يعتمد على احد من الخارج.
ومع ان اصرار نتنياهو على ابعاد الفلسطينيين الى الخارج فانه يعتبر صفعة قوية لاصحاب القرار الفلسطيني لان المقصود في هذا الضغط عليها وقبولها ما تمليه الادارة الامريكية والاسرائيلية بدون شروط.
وفي النهاية لن يستمر هذا الكارث الضاغط سياسيا وتكون هنالك وعلى المستوى الاوروبي وفضا ولو جزئيا مع ان هذا ليس تحولا جذريا لمصلحة قصتنا مع الاوروبيين وانما تغير الاحوال في العالم وازدياد القرصنة اليهودية ووسائل ابتزازها للعالم ستدفع هذه الدول لمنع هذا القرار والا ستكون حربا عالمية ثالثة تدمر المنطقة بكاملها..