سيدتى.. أحذرى التمييز بين الأبناء
"اشمعنا"
كلمة تتكرر فى كل بيوتنا تعبيرا عن الوضع الذى لا يرتضيه، غير أنها كلمة لافتة لنظر المحيطين وتستحوذ على استعطاف الكبار، ولأن الأطفال يستخدمونها طوال الوقت شعورا منهم بأنهم أقل شأنا من أخوانهم، فدائما يقع الأبوان فى حيرة، ويتساءلان "إننا حريصان على المساواة بين الأبناء، ولم نعمد التفرقة بينهم، فلماذا نحن متهمان طوال الوقت بالتمييز؟".
يفسر الدكتور عصام عبد الجواد أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية النوعية بجامعة القاهرة، بأنه لا يوجد سلوك فى علم النفس غير مبرر، فدائما ما يحرك الإنسان دوافع سواء كانت سوية أو مؤلمة، سواء كانت فى حيز الشعور لدى الإنسان أو فى اللاشعور، فهى داخلية سواء صرح بها أو كانت مختزنة فى عقله الباطن. ولأن علم النفس هو التنشئة الاجتماعية للفرد، وعلم الاجتماع هو التطبيع الاجتماعى، وعلم التربية هو ذلك العلم الذى يختص بأساليب التربية،
فمعنى هذا أن جميع السلوكيات تخرج من بوتقة واحدة تهتم بنفسية الفرد، وتعمل على تأهيله للانخراط فى المجتمع دون اضطرابات نفسية، والعمل على تحويله من كائن بيولوجى إلى كائن اجتماعى، وعلى هذا يجب أن يقبل كل أب وأم على استقبال طفلهما بمعرفة أهم أسس التربية للأطفال، وإذا ما رزقا بابن آخر عليهما أن يدركا التغيير الذى سيطرأ على نفسية الطفل الأول نتيجة "الغيرة" التى سوف تنتج لمجيئ أخ له يقاسمه حنان أبويه.