اعتمد الأردن وفرنسا الصيغة النهائية لمذكرة التفاهم التي سيوقعها البلدان خلال زيارة رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فييون للمملكة الشهر القادم والتي ستمهد الطريق امام اتفاق لدعم مشاريع الطاقة والمشاريع الكبرى في المملكة.
وتم الاتفاق على صيغة المذكرة بنهاية يومين من الاجتماعات بين الجانبين في هيئة الطاقة الذرية الاردنية والتي جاءت تجسيدا للتوجيهات الملكية لدعم التقدم العلمي والتكنولوجي في المملكة من خلال إنشاء مؤسسات علمية وتعليمية تعتمد النموذج الفرنسي لمعهد البوليتيكنيك "ايكول بوليتيكنيك"، حيث جاءت هذه التوجيهات السامية في أعقاب زيارة جلالته لفرنسا العام الماضي.
وتتمحور المذكرة حول إنشاء مركز اردني للتميز يتضمن جامعة اردنية-فرنسية على نسق كلية البوليتيكنيك الفرنسية المتخصصة في العلوم النووية والبحث العلمي تعمل على دعم مشروع الطاقة النووية الأردني من خلال توفير حزمة واسعة من التخصصات العلمية والتكنولوجية وهو ما سينعكس ايجابا على تأهيل وتدريب الكوادر الوطنية المتخصصة.
وستكون باكورة هذه البرامج ماجستير إدارة مشاريع في الجامعة الأردنية (2010-2011) وماجستير في الأمان والتنظيم النووي في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية (2011-2012) وبكالوريوس مهني لتأهيل فنيين ومختصين مهرة من خريجي كليات المجتمع تقدمه الجامعة الأردنية وجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية (2011-2012).
وسيكون هذا المركز أردنيا بجدارة يقدم مناهج تعليمية متعددة لخدمة المشاريع الوطنية الكبيرة ويستقطب الطلاب من مختلف الدول العربية. وسيتم تطوير المناهج المتخصصة بالتعاون مع عدد من المؤسسات التعليمية الفرنسية العالمية والرائدة.
وقد شددت المذكرة التزام فرنسا بصفتها دولة رائدة في مجال الطاقة النووية بالعمل مع الأردن لتطوير الاستخدامات السلمية للطاقة النووية كما نص عليها اتفاق التعاون الموقع بين البلدين.
كما ستقوم فرنسا بتقديم الدعم لعدد من المشاريع الأردنية الكبيرة في مجالات الطاقة ولتطوير البرامج التدريبية وبناء القدرات في الموارد البشرية من مهندسين وخبراء وفنيين في عدد من المشاريع المتخصصة. وقد عرضت الحكومة الفرنسية من خلال المذكرة دعوة القيادات والمختصين في مؤسسات الطاقة الذرية والجامعات والمؤسسات الاكاديمية لزيارة مؤسساتها التعليمية والتدريبية للمساهمة في تطوير المركز الأردني للتميز.
كما ستقوم الحكومة الفرنسية بتقديم منح دراسية وعدد كبير من التسهيلات العلمية والعملية والتمويلية والبحث العلمي المشترك لدعم وتطوير المركز الاردني للتميز.
وشارك في الاجتماعات كل من رئيس هيئة الطاقة الذرية الاردنية الدكتور خالد طوقان ومفوضي الهيئة، ورئيس الجامعة الاردنية الدكتور خالد الكركي، ورئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردني الدكتور وجية عويس، ونائب رئيس جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور نعيم العجلوني. كما شارك فيها من الجانب الفرنسي كل من السفيرة الفرنسية السيدة كورين بروزيه، وممثلين عن المفوض الأعلى للطاقة الذرية معهد التكنولوجيا الفرنسي، ومعهد البوليتيكنيك في غرينوبل، ووزارة الخارجية ووزارة التعليم العالي الفرنسية.
يذكر أن جامعة العلوم والتكنولوجيا أنشأت في العام 2006 قسما لتدريس تخصص الهندسة النووية يمنح شهادة البكالوريوس للخريجين. كما وضعت الجامعة الأردنية وجامعة اليرموك وجامعة البلقاء التطبيقية برامج لشهادة الماجستير في الفيزياء النووية والفيزياء الطبية.
ويوجد هناك المئات من الطلاب الأردنيين الذين يدرسون مختلف التخصصات في الجامعات الأردنية والاجنبية والذين سيشكلون العماد الإنساني الأساس لبرنامج الطاقة النووية الأردني من علماء ومهندسين وفنيين.
وكانت هيئة الطاقة الذرية الأردنية قد اختارت ائتلافاً كوريا جنوبيا لبناء أول مفاعل نووي بحثي في المملكة سيتم المباشرة ببنائه في حرم جامعة العلوم والتكنولوجيا خلال العام الحالي.
وسيصبح هذا المشروع نقطة الارتكاز الرئيسية لمركز أردني للعلوم والتكنولوجيا النووية يكون مسؤولا عن تأهيل وتدريب أجيال جديدة من المهندسين والعلماء النوويين في المملكة. وسيكون بإمكان المفاعل البحثي، الذي يعمل بقدرة 5 ميغاواط ويمثل أعلى المستويات التكنولوجية في الأداء والأمان والسلامة، إنتاج النظائر المشعة التي تحتاجها مختلف القطاعات الصناعية والزراعية والطبية والخدمات النووية.