فِي طَريقِي امرأَة
أيْنَما مشيتُ
أتعثـرُ بِهَا
فَتُمطرْ ،
و تُمْطِرُ مَعَها فُصُولُ الحُلمْ
و تحطُّ في يَدِي
كلَّما تقدّمْتُ أكثـر ،
لا تُبَارِحُنِي
و قَـدْ وُلِدَ من الغِيابِ
مَوْتٌ يُزهـرْ ،
فـي طرِيقِي امرأَةْ
تأتِي مِنْ شرقِ الأَنْدَلُسِ
إلى وَعْيٍ أَزْرَقْ
و تُطالِعُنِي
كما تُطالـعُ أورَاقُ البَريـدِ
جُرحـاً أعمَقْ
تَسكُننِي
مرّةً على كأسِ خمرٍ
صَدِأَ في يَدِ النُّدَامَى
و مرَّةً ..
في بَابِ المَدينَة
حيثُ كُنْتُ في المَاضِي أغْرَقْ
فأمْشِي
و أتعثـرُ بِهَا
و تَنْتَهِي فيها الأشيَاءْ
كلّمَا سَرِحَ بها قلبِي
و نَطَقْ ،
في طرِيقي امرأَة
شقرَاءُ كَشَمْسٍ ..
في أَقَاصِي القَتْلْ
بَيْضَاءُ ..
كَحَرْفٍ خَاطئٍ
في أغَانِي الغـزْلْ
فأمْشِي
و تصيرُ المَسَافاتُ بنادِقَ
في وُجُوهِ الفُقَراءْ
فَيَحْتَضرُ العُمـرُ
و يتلاشـى الأمـلْ ،
في طَريقـي امرأَة
تُرَافِقُ الجُرْحَ
فَأُقادِحْ
تُشرقُ في مَوْتِي
فَأُقادحْ
و تُقادِحُ مَعِي
كلُّ فوهاتِ الصَّوْتِ
في صَوْتِي
فأتعثـرُ بِها
فتسقُطُ منها الأمانِي
و تصغرُّ كل بَلاغَاتِ الحُزْنِ
في صَمْتِي
فأُنادِي :
يا تلكَ الشَّقراءُ
التي تَسْكُنُ حاناتِي
ما بِها المَواسمُ العربيـة
تُعيدُ الذّكـرَى
فتبْتِسمينْ
و حِينَ تقتربيـنْ
تُصبِحينَ امرأَةً أُخرى !