إن اعجب ما في البحار والمحيطات والبحيرات أن تكون تلك الأماكن
قائمة على سطح كروي , ومع ذلك فإن مياهها لا تنزلق من نصفها الشمالي
باتجاه نصفها الجنوبي , كما أن مياه محيطات النصف الجنوبي
للكرة الأرضية المتجه سطحها نحو الأسفل ولا سيما المحيط القطبي
الجنوبي لا تسقط منها ذرة واحده من الماء , رغم ما ينتابها مياهها من
حركات عنيفة , وفي مقدمتها الأمواج والمد والجزر , وذلك بفعل
الجاذبية الأرضية بقدرة الله عز وجل , وهذه الجاذبية هى التي تجعلك
وأنت تركب الباخرة فوق مياه المحيط القطبي الجنوبي وقد اصبحت الباخرة
بمن فيها مقلوبة نحو الأسفل , تحس وأنت هكذا بإن كل ما حولك سليم ,
وأن رأسك وسطح باخرتك متجهان نحو الأعلى , وما على الذين لا يصدقون
هذا الكلام , إلا أن يحركوا ايديهم مع باخرة صغيرة فوق سطح الكرة المجسم
حتى يبلغوا ما يعادل سطح المحيط القطبي الجنوبي ليتأكدوا بإنفسهم من صحة
ذلك الأمر ومن حقيقته .
************
أنهار في مياة المحيطات
في عرض المحيطات وعند سطحها , وكذلك عند سواحل بعض البحار , تجري كمية ضخمة وهائلة من المياة على شكل انهار , مياهها من مياة المحيطات , وقيعانها وكذلك ضفافها من مياة تلك المحيطات , أيضاً يبلغ عرض تلك الأنهار في بعض الأحيان مئات الكيلو مترات وبعمق يتراوح من 100 الى 200 متر وتسير تلك المياة بسرعة 1 الى 2,5 متر في الثانية وقد دعى العلماء هذه الظاهرة العلمية باسم التيارات المائية المحيطية.