يا من سقاني سما بطعم العسل
كيف عن حالي تسأل
إن رسمي أضحى مرتعا لكل العلل
يقولون ماذا دهى ذا الرجل
يتفصد دمعه دررا من المقل
أو ليس داء الحب بالخطب الجلل
يهد من كان بقوة الجبل
ويفقد صواب كل ذي عقل
وكل ذي علم بحضرته يصاب بالجهل
أجئت تتفقد بصدري وجعي
وتقولي بُعْدَكَ قد قَذَّ مضجعي
أو لست أنت من أذكى النار بين أضلعي
أرجوكِ عن الخداع أقلع
و إلى سابق عهدك لا ترجع
فما يغني الفراق والتمنع؟
وهل الحُبُ حُبٌ بالتصنع؟
وأدنى ريحٍ تَهُزُهُ يَتَصَدَّع
لا تخاف انتقامي ولا تجزع
يكفيني أنك نفس الكأس تتجرع
فالنفس تحصد من طينة ما تزرع
وطبعها من متاع الدنيا لا تشبع
فمن يمشي على كثبان العداب يخدع
ومن يعتلي عرش غيره يخلع
وكم يلزم المذنب من التضرع
إن قلبي أبلى لك عندي أن يشفع
لا عفوكِ إليَّ فأنا أشرب من المنبع