الجارح
| موضوع: الغرباء في أوطانهم 18/4/2010, 16:01 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فضيلة والدي الشيخ الدكتور / أحمد بن عبدالعزيز الحداد الغربة ليست شراً ولا غضاضة فيها، بل قد تكون عزاً للمرء وذخراً لمستقبله، كما قال الشافعي رحمه الله: تغرب عن الأوطان في طلب العلا.. فإن كانت غربة في الوطن فهي كارثة، كما كان من بني إسرائيل أيام الفراعنة، الذين قتلوا أبناءهم واستحيوا نساءهم، والإخراج من الديار يوازي قتل النفس وذهاب الحياة، فقد كان عقاب الله تعالى لأولئك العصاة من بني إسرائيل:{أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم} ولا تقبل منهم توبة إلا بإحدى الوسيلتين البالغتي الأسى. ولعل سلالة بني إسرائيل اليوم تستنسخ ما جرى لأسلافهم الغابرين قبل آلاف السنين كعقاب إلهي، لتطبقه بصنع بشري على أبناء أوطانهم وقاطني ديارهم من الفلسطينيين، هاهم الصهاينة اليوم يقررون إخراج نحو 70 ألفاً من ديارهم في الضفة، ولم يشفع لهم السكون التام، ولا عدالة النظام، الذي هو طوع إرادتهم في سائر الأيام؛ لأن العقيدة الصهيونية التي عبرت عنها بروتوكولات حكماء صهيون لا تفرق بين مستكين وثائر، ما دامت الأرومة الكنعانية أو العربية واحدة، فبالأمس القريب أبادت المدافعين عن أنفسهم من إخوانهم في غزة، واليوم تخرج الطائعين في الضفة، والهدف واحد هو استحلال الأرض من غير بشر ولا شجر، على أعين البشر، فماذا هم فاعلون؟ لا جرم لم ولن يفعلوا شيئاً؛ لأن الحياة اليوم تحكمها المصالح، وليس المبادئ، كما يصرح بذلك كل سياسيي العالم، وهاهم أصحاب المبادئ من أفراد حقوق الإنسان أو الحريات العامة يُنكل بهم أشد تنكيل، فلا تحميهم دولهم أو تمنع عنهم الأذى، فإذا لم يكن لدى هذا الشعب المغلوب على أمره، الغريب في وطنه، مصالح ماثلة، فلا مطمع في أن ينجده مشرقي فضلاً عن غربي، أو عربي. وكيف يصنع المصالح وقد أوهنه الخلاف، وأذله الجوع، وخذله القريب قبل البعيد، فما هي المصلحة التي ستجعل السياسة العالمية تراعيه؟! ليست المصالح متانة الاقتصاد، أو قوة العُدة والعتاد، بل يمكن أن تكون قوة الكلمة، وعدالة القضية إذا اسطاع صاحب الحق أن يصنعهما ويبلغهما غيره، فهل عجز هذا الشعب الذي لا يقل عدداً عن المغتصب الظالم، المتجمع من شتات المعمورة، والأماكن المطمورة أن يصنع وحدة صادقة، يستطيع بها أن يمنع عن نفسه الجور الذي تداعى له اللئام على طعام الأيتام؟ ولكن ما لجرح بميتٍ إيلام! نعم يقدر وبجدارة لو أراد لنفسه الحياة الكريمة، وذلك إذا تخلى عن الذات وتجرد لقضيته العادلة؛ وأنكر الاختلاف، وجمع شمله، وامتثل قول خالقه سبحانه:{ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِن اللهَ مَعَ الصابِرِين} فكأن هذا الخطاب لم ينزل إلا لهم، فأين هم منه؟ ومن قول حكيم العرب مَعن بن زائدة:كونوا جمـيعاً يا بني إذا اعـترى ... خَطْبٌ ولا تتفرقوا أجـناداتأبى القِداح إذا اجتمعن تكسراً ... وإذا افترقن تكسرت أفرادابذلك يستطيع شعب الجبارين تكوين السنة الكونية في التدافع التي تمنع القوي أن يأكل الضعيف، وبه تعمر الأرض، ويحمى العرض، فما لهم لا يسمعون؟ بل لا يعقلون!فقد أسمعتَ لو ناديتَ حيا ولكن لا حياةَ لمن تُناديكبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دبي ❊ | |
|
remxx
| موضوع: رد: الغرباء في أوطانهم 20/4/2010, 06:56 | |
| | |
|