لقد حرص الإسلام على تربية أبنائه على معانى الأخوة والوحدة وحذرهم من كل ما يتنافى مع هذه الرابطة أو ينتقص منها ومن أهم الأخلاق السيئة التى تضر بهذه الرابطة ما يكون من سرور الأخ بما يصيب أخاه من المصائب فى الدنيا أو الدين، وهذه هى الشماتة إن الشماتة إذن لا تليق بمسلم تجاه أخيه المسلم أبدًا، بل هى من صفات الأعداء الذين حذر الله منهم ووصفهم بقوله إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ آل عمران وقوله تعالى: إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ التوبة
ولقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله من شماتة الأعداء فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: كان النبى صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله من جَهْد البلاء ودَرَك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء
إن من الأمور المهمة بالنسبة للمجتمع المسلم أن يوطن أبناؤه أنفسهم على الفرح بفرح بعضهم، والتألم والحزن لما يصيبهم وقد جعل الله تعالى من العقوبات القدرية لمن كان شامتًا بأخيه المسلم أن يُبتلى بمثل ما كان سببًا لشماتته. قال صلى الله عليه وسلم: لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك
ومن الشماتة المذمومة شرعًا أن يتوب الله على عبدٍ من ذنبٍ ما فيأتى أخوه فيعيره به، وقد حذر النبى صلى الله عليه وسلم من ذلك أيضًا بقوله: من عيَّر أخاه بذنبٍ لم يمت حتى يعمله
ولو لم يكن من مضار الشماتة إلا أنها تسخط الربَّ تبارك وتعالى ، وتدل على انتزاع الرحمة من قلوب الشامتين لكفى بذلك زجرًا عنها، فكيف وهى تورث العداوات وتؤدى إلى تفكك أوصال المجتمعات