فن الأقنــــعة
فن عرف منذ القدم ..برع الصينيون فيه ..من قواعدهدا يتوجب عليك الرد اولا حتى ترى الروابط الأساسية إخفاء الشخصية الحقيقة وراء قناع ولعب دور شخصية أخرى.. ربما تمثل هذه الشخصية الجانب الإيجابي من النفس البشرية وربما العكس .. بالطبع مرتدي القناع يمتلك شخصية اخرى لا نعلم هل تمت للدور بصلة ام لا...يعتمد ذلك على براعة المقنع في اقناع الجمهور ..إما أن تظهر الشخصية مهزوزة تتهاوى بين آداء فاشل أو أن نعتقد بأن مايجري أمامنا هو واقع وليس تمثيل فنصفق له على براعته في اقناعنا ..
مسرح الحياة...
الذي تؤدى على منصته اروع الأدور واخطرها.. وايضاً للمقنعون الحظ الأوفر في ادوار البطولة ..
في هذا المسرح تاهت معالم "الصدق..الأمانة..الوفاء " بين تعدد الأقنعة وتوحد الأشخاص..دوامة لاتنتهي من الأسئلة هل من نثق بهم هم اخوة لنا أم أعداء بقناع الصداقة
تجهزوا ...... سنرفع الستائر
اجعلوا الأضواء خافتة .. لا توحي إلا بالقليل من ملامح القناع
أنت خذ هذا القناع .. وانت ذاك .. وانت .. وأنت ....
نريدها ملحمة .. تنتهي بها اسطورة الصدق..
نريدها خناجر تقطع الأحشاء ..
لا توحوا باللون الحقيقي .. أجعلوه مزيجاً من الألوان .. لا مجال للوضوح خلف الأضواء
أحيلوها قلوباً جوفاء ..
والدموع اسيلوها دماء
إنه صراع البقاء
آآآآآه نسيت .. انت .. ابقى هناك .. لا تقترب .. لا تفسد علينا لذة الكذب والرياء
فحزنك يعكس صدق قلبك .. وهذا لا ينبت في أرض جرداء
ابتعد .. ونعدك ..
سيكون لك من الخناجر نصيب ..
للأسف من هنا تبدأ رحلة الزيف والتدليس..
رحلة تعدد الأقنعة ..
نرى تظاهرات رائعة باسم الأخوة والصداقة..وجوه تعلوها مسحة براءة وطيبة..
من كان بالأمس رمزاً للملائكية والنقاء اليوم هو الشيطان مجسداً..
قمة البراعة ان يجتمع هذان القناعان بكيان واحد..
دوامة من الكلمات الرنانة اختلطت معانيها ..ضاع الأصل من التقليد
اقنعة ... غابة ... حياة ... براءة .. أخ ..مجزرة
نسقط .. نفشل بالاحتفاظ بصديق .. ونبكي
البكاء ليس على الصديق الخائن و لا على الأخ المزيف
ولا على مسمى الصداقة ..
لكننا نبكي زمناً ضاعت فيه معالم الوفاء
رغم كل هذا نقول ...ليست العظمة أن لا تسقط أبداً .. ولكن العظمة أن تسقط وتنهض من جديد .. وتحمل جرحك مشعلاً ينير لك باقي الطريق ..
وبين اللقاء والوداع ..نقابل كل يوم مئات الأشخاص.. نبحث في الوجوه عن ملامح حقيقية غير مقنعة ..
منهم من يزرع الوفاء..ومنهم من يقطفه بقسوة ..
صدقاً غايتنا الصدق
هل تريد أن تعرف صدق كلامي ... مجرد نظرة خاطفة حولك ..
ستخيفك وترعبك.... ملايين الأقنعة المحيطة بك..
لحظة .. لما كل هذا العناء .. ارتداء القناع 1 ومن ثم خلعه لإرتداء القناع2 وربما لا ينفع فنستبدله بالقناع 10 هل نخجل من صورتنا الحقيقية .. هل نخشى أن تتعرى حقائقنا أمام الآخرين ..
الجدير بنا أن نخجل من أنفسنا .. ولا نتمادى في الدور .. لما لا يظهر الإنسان حراً .. نظيفاً .. هل نعجز عن ذلك .. هل نحن قاصرين عن هذا .. وما الذي نريده أصلاً من كل هذا .. هل نتلذذ بقتل الآخرين .. هل نفرح عندما ندخل عالم الآخرين .. هل نجد كلماتنا أجمل في النفاق .. هل للكذب والمجاملة المبالغ بها حتى وصلت حد الرياء .. هل لها طعم ونكهة أجمل من نكهة الصدق والصراحة ..كيف نستطيع أن نسقط كل قناع ونظهر النفوس متجردة من كل الأقنعةوالألوان؟؟