يوما ما سقطت الوردة الحمراء
تحت كريات الثلوج المتتابعة
بكيت وعلمت انها اخر الدقات
فقد بلغ الطريق منتهاه
فوق تلك الاريكة الخشبية
كانت جلستنا ساعات
نتكلم نتهامس نخشى ان يرانا انسان
ربما نضحك وربما نبكى فدوما نحيا وحدنا
وعالمنا يحيط بقلوبنا فيشعل بها النيران
وسط الثلوج والبرد والصقيع
لا نشعر الا بلهيب يحرق
ودفء ينتشر فى ارواحنا
مبعثه الحب المستعر بداخلنا
وفيضان من الاحلام يغمرنا
ورياح العشق الثائر تعصف بنا
ونوم اقسم الا يلامس اجفاننا
كى لا يحرمنا لذة اللقاء
وعيوننا تتلاحق كى يظل الوصل مقام
وتلك شجرة اخذت على نفسها عهدا
ان تصبح كتابا يحفظ ما بيننا من اسرار
تخط بقلبها ذكرى هوس وجنون عشناه
وطقوسا مارسناها صباح مساء
وان تصبح نهرا من قصص يرويها العشاق
يتغنى بها كل حبيب مشتاق
تسطر بحروف من ذهب اسمينا
تحفظ عهد سجل بين قلبينا
فنرحل ونبعد ونرجع اليها بكل الاشواق
ان حبنا حبيبى باق كبقاء تلك الاشجار
تمتد جذورها لاعمق الاعماق
حاملة معها جذور هوانا العملاق
فهى على الحب شاهدة صامدة امام الانواء
هذا بيتنا بنيناه بدقات قلوبنا
وجعلنا غديره يجرى بدموع اشواقنا
وزرعناه ورودا ورياحينا واسقيناها دماءنا
وجلسنا على شرفاته نعانق احلامنا
ورسمنا فوق صخوره خططا لقادم عمرنا
وربيع آت يحمل حصاد حبنا
ولاحقنا فيه فراشات تهتف باسامى ابنائنا
ومسكنا بين ايدينا قمرا يحوم حولنا
ونجوما ضاحكات ترقب ظلنا
وغنينا معا على انغام ناى اسمه الهوى
اعذب ما تسمعه آذان او يشدو به طير السما
وعشناها اياما واعواما
فما ملت منا ازمانا
ولا تغير الربيع واصبح شتاءا
ولكن السنين والحنين والعمر الجميل
يرحلون وينتهون وبغير وداع يذهبون
وتبقى الوردة الحمراء تحت تساقط الثلوج
ترتجف وتبحث عن قلب دافئ يعيد لها الحياة
فيلتقطها عاشق اخر وعاشقة اخرى
وهكذا الحياة شتاء يليه ربيع
وصيف يليه خريف
واناس بعد اناس
يأتون