الشباب الأردني المؤهل من أهم عناصر القوة الوطنية للدولة لأنهم يشكلون نصف الحاضر وكل المستقبل، إضافة إلى أن المجتمع الأردني مجتمع فتي ومنتج من خلال الاستثمار في قدرات الشباب الأردني، فماذا أعددنا لهذا الشاب وكيف نترجم التوجيهات والرسائل الملكية في كل مناسبة ليؤكد لنا على ضرورة الاهتمام بالشباب الأردني وتأمين متطلبات الحياة الكريمة من وظيفة وسكن، ومن هنا سأطرح التساؤلات التالية على كل الجهات المعنية بتأمين فرص العمل للإنسان الأردني:
كيف تعاملت الحكومات المتعاقبة مع الإستراتيجيات والخطط التي وضعتها هيئة شباب كلنا الأردن عندما التقى معهم جلالة الملك قبل عامين في البحر الميت وطلب منهم وضع أولويات وخطط عمل تهم الحكومة آنذاك لتكون هذه الأولويات كدليل استرشادي لعمل الحكومة وكانت الأولوية الأولى التي وضعها الشباب هي البطالة والفقر «البعد الاقتصادي»، وجاءت رسالة التكليف السامي الأخيرة للحكومة تؤكد على هذا البعد حتى لا يبقى الشباب بدون عمل يعانون ويتذمرون وعلى المخطط أن يدرك أن الشباب هم العنصر المستهدف لفكر التطرف وتطرف الفكر في ظل البيئة الضاغطة من حولنا، ونسأل أنفسنا متى يكون الإنسان غير منتم وغير منتج...؟.
ويكون ذلك عندما يحس بالفراغ والحرمان والغبن والاحتقان وبدون عمل.
كيف يتعامل المخطط الإستراتيجي مع مخرجات التعليم الجامعي – حيث يصل عدد خريجي الجامعات سنوياً إلى أكثر من 80 ألف خريج – فكيف تتعامل مع هذه المخرجات؟ هل التوظيف هو الحل الوحيد أم هناك خططاً أخرى بين القطاع العام والقطاع الخاص لإيجاد المشاريع المشتركة التي تنتج وظائف مشتركة، وهل هناك قاعدة بيانات حول توزيع الخريجين على المناطق والتعامل معها حسب الخطورة والأهمية فنجد أن خريجي المناطق النائية يبقون سنوات ينتظرون الدور، بينما خريجو المناطق القريبة من المركز لا يعانون كثيراً، وأعتقد أنه لولا مبادرات ودور القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى لاستيعاب أعداد كبيرة من شباب الوطن في مجالات متعددة كالشركة الوطنية للتشغيل والتجنيد خصوصاً في الأطراف والمناطق النائية، إضافة إلى عدم إغفال توظيف عدد كبير من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث أصبحت القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية تلعب دوراً تنموياً اقتصادياً مميزاً في الداخل والخارج، إضافة إلى دورها الأمني في الداخل والخارج لمنع الإرهاب من أن يصل إلى هذا البلد الآمن إن شاء الله.
هل يدرك المخطط الإستراتيجي أن الشاب تخلص من ثقافة العيب ويناشد النخب أن يتحدثوا مع الشباب على مستوى المحافظات للاستماع إلى تطلعاتهم ومعاناتهم فلديهم من الأفكار البناءة والرائعة لبناء هذا الوطن.
هل يدرك المخطط الإستراتيجي أن الأمن الفكري للشباب هو خط الدفاع الأول، فكيف نجعل الشباب محصنين وكيف نحمي أفكارهم من التشويش والإقصاء والتطرف، وأقول للمخطط الإستراتيجي أن الخطورة على الدولة إذا تم اختراق العقول وإفراغ البطون من لقمة العيش، فالأمن الاقتصادي مطلب وطني والأمن الفكري مطلب وطني أيضاً، فكيف نحقق هذان المطلبان وبقية المطالب الأخرى؟ ونسأل أنفسنا ماذا يريد الشاب الأردني، أعتقد أنه يريد تعليما وهذا مؤمن ويريد علاجا وصحة وهذا مؤمن، ويريد أمناً وهذا مؤمن والحمد لله، ويريد وظيفة وهذا غير مؤمن ويريد سكناً وهذا غير مؤمن ويريد زواجا وهذا صعب في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
لماذا لا نقتدي بقياداتنا الهاشمية الذين وضعوا أنفسهم لخدمة الوطن وشباب الوطن وكرسوا حياتهم وجهدهم لتفقد أحوالنا الاجتماعية من مبادرات ومكارم مستمرة، وأين النخب واين الجهات التي تتواصل مع الشباب وتقتدي بتواضع جلالة الملك لتعيش معاناة وألم الإنسان الأردني، وتفكر وتخطط وتساعد الشباب لإيجاد فرص العمل الكريم والسكن الكريم والعيش الكريم ونجعلهم يعملون ويفرحون بدلاً من المعاناة والتذمر.
نقلا عن مقاله في جريدة الراي د. صالح لافي المعايطة