الكبد هي أكبر أعضاء الجسم البشري ،حيث يبلغ وزنها كيلو ونصف الكيلو وتقع في الجزء الأيمن العلوي من تجويف البطن تحت الحجاب الحاجز خلف الأضلع،وتعد الكبد أكبر غدة في جسم الإنسان ،وهي من أكثر الأعضاء البشرية تعقيداً،وتعمل كأنها مصنع كيميائي رئيسي في الجسم،وواحد من مخازنه الكبيرة للغذاء.
والكبد كتلة بنية محمرة، وتتكون من فصين رئيسين هما الفص الأيمن والفص الأيسر واخرين صغيرين.في اسفل الفص الأيمن تقع المرارة والتي تتصل بالكبد عن طريق القناة المرارية،والتي تقوم بتخزين العصارة الصفراوية المفرزة من الكبد.
الكبد قادرة على أن تقوم بجميع وظائفها بشكل شبه طبيعي ب 25% من طاقتها لذا فلديها قدرة على أداء وظائفها حتى بعد فقدان 75% من قدرتها الوظيفية.
باختصار شديد سوف نوجز وظائف الكبد في النقاط التالية :
1-تقوم بدور رئيسية في التعامل مع السكريات والبر وتينات والدهون في جسم الإنسان .
2-تصنع مئات الأنواع من البر وتينات التي تحتاج إليها الجسم في بناء خلاياه المتعددة في الأعضاء المختلفة .
3-تفرز العصارة الصفراوية الكبدية التي تقوم بدور رئيسي في هضم الطعام والمساعدة على امتصاصه وخاصة الدهنيات
4-تحول الأحماض الأمينية إلى يوريا Urea.
5-الكبد جزء مهم من أجزاء الجهاز المناعي في الجسم .
6-بواسطة الأنزيمات المتنوعة والكثيرة جدا الكبد لديها القدرة على التعامل مع آلاف المركبات الكيميائية والعقاقير المختلفة وتحويل اغلبها من مواد سامة إلى مواد غير سامة أو مواد نافعة .
7-الكبد لها مهمة أخرى كثيرة مثل:
تكوين خلايا الدم الحمراء في الجنين داخل الرحم
تخزين الحديد وبعض المعادن الأخرى بالإضافة إلى الفيتامينات المهمة في الجسم
حفظ التوازن الهرموني في جسم الإنسان
يطلق مسمى وظائف الكبد على فحوصات الدم Liver Function Tests) ) ومختصرها LFTS)) والتي تشمل ما يلي :
أ-مستوى الصفراء في الدم Bilirubin))
ب- مستوى البروتينيات والألبيومين Total Protein Albumin))
ج-مستوى أنزيمات الكبد مثل AST,ALT,ALP,GGT))
إن ارتفاع مستوى الأنزيمات يدل على وجود خلل ما في القنوات الصفراوية ، ولكنها لا تدل على قدرة الكبد الوظيفية ، وعندما تكون هذه الأنزيمات طبيعية فليس بالضرورة أن تكون الكبد سليمة.
يمثل كل من إنزيمي أسبرتات أمينو ترانسفيراز(AST/GOT) (Aspartate aminotransferase) أو(ALT/GPT) (Alanine aminotransferase ) الوظائف الدالة على سلامة الكبد ,وتسمى بإنزيمات وظائف الكبد ,وتنشأ هذه الإنزيمات من أنسجة عديدة خاصة بالكبد والقلب والعضلات ,ويتراوح المستوى الطبي ل (GOT من صفر إلى 41 وحدة دولية /لتر ) ,بينما يتراوح مستوى ال( GPTالطبيعي من صفر إلى 45 وحدة دولية /لتر ). يرتفع مستوى هذه الإنزيمات في التهاب وتليف الكبد,بينما يقل مستوى هذه الإنزيمات في حالات نقص فيتامين (B6 ) والفشل الكلوي أثناء الحمل .
الالتهاب الكبدي الفيروسي يعتبر من أكثر الأمراض المعدية انتشاراً في العالم .يوجد ستة أنواع معروفون من الفيروسات تسبب الالتهاب الكبدي الفيروسي وهي :
الفيروس المسبب للالتهاب الكبدي (Hepatitis a) (أ)
الفيروس المسبب للالتهاب الكبدي (Hepatitis B)أوHBV)) (ب)
الفيروس المسبب للالتهاب الكبدي Hepatitis C)) أو(HCV) (ج)
الفيروس المسبب للالتهاب الكبدي Hepatitis D))(د).
الفيروس المسبب للالتهاب الكبدي Hepatitis E ) )(ه).
الفيروس المسبب للالتهاب الكبدي (Hepatitis G)(و).
فيروس التهاب الكبد الوبائي (أ) شديد العدوى ويكون أحياناً مميت ,ويصيب الفيروس ما يقارب 1,4 مليون إنسان على مستوى العالم كل سنة .أثناء السفر على بلدان ينتشر فيها الفيروس تكون نسبة الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي (أ) أكثر من نسبة الإصابة بالتفوئيد .
يتواجد الفيروس في براز الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد الوبائي (أ) ,وتنتشر العدوى عادة من شخص إلى شخص أو تتم الإصابة عن طريق الأكل والشراب الملوثين بهذا الفيروس من شخص مصاب به .فمثلا تتم العدوى عن طريق تناول الطعام الغير مطهي (مطبوخ) كالمحار shellfish ,السلطات ,الفواكه التي تؤكل بدون تقشير بعد غسله بماء ملوث أو بعد تلوثه من عمال المطاعم المصابين بالفيروس .
الذين يصابون بأعراض واضحة يصابون بأعراض مشابهة لأعراض الإنفلونزا (حمى ,قشعريرة) أيضاً ربما تشمل الأعراض فقدان الشهية للطعام ,غثيان ,يرقان (إصفرار الجلد والعينين ) ,تحول البول إلى اللون الداكن كلون الشاي وتحول البراز إلى اللون الفاتح ,ألم في الجزء العلوي من البطن .وضعف عام أو إعياء .
مع العلم إن التهاب الكبد الوبائي (أ) لا يتحول إلى مرض مزمن ولكن الشفاء التام يكون بطئ .الإصابة عند الأطفال (بالذات أقل من 6 سنوات )عادة تكون الإصابة بدون أعراض واضحة .بالنسبة للبالغين تستمر الأعراض لمدة شهر تقريباً والشفاء التام يستغرق 6 أشهر . تحدث انتكاسة مرضية عند 20% من المرضى .هذه الانتكاسة تتضعف للمريض لمدة 15 شهر تقريباً.
بالإمكان تجنب الإصابة بالفيروس بواسطة اللقاح الواقي أو المستضدات المناعية (immune globulin) فهي توفر حماية قصيرة المفعول (3-5 أشهر) .أما اللقاح الواقي أو التطعيم فيوفر حماية طويلة المفعول تستمر لمدة 4 سنوات تقريباً.
إذا كنت تعيش أو تنوي السفر إلى بلد ينتشر فيه الفيروس أو تتعرض لخطر الإصابة لسبب ما فأنه بالإمكان تجنب الإصابة باتباع التالي :
غسل اليدين جيداً قبل الأكل
غلي ماء الشرب أو شراء مياه صحية
عدم تناول طعام نيئ (غير مطبوخ) كالمحار والسلطات ,والفواكه التي تؤكل بدون تقشير .هذه المأكولات ربما تكون ملوثة حتى في أفخم المطاعم
تجنب المشروبات التي تباع في الشوارع
التطعيم ضدا فيروس التهاب الكبد الوبائي (أ).
لا يوجد دواء لعلاج التهاب الكبد الوبائي (أ) ويتم بتباع الأتي : أخذ قسط من الراحة
استخدام المسكنات مثل باراستيمول paracetamol لتخفيف الحرارة وتسكين الألم
أما فيما يتعلق بقلة الشهية فيستطيع الشخص المصاب تناول أي شيء يشتهيه دون أي تحفظات, ويستحسن الإكثار من السوائل والفاكهة الطازجة بعد غسلها جيداً.
ومن الأهمية أن يتخذ المريض الاحتياطات اللازمة لمنع إصابة الآخرين وخاصة من هم حوله ,وذلك بعدم مشاركتهم في الأكل والشرب ,وكذلك في الأغراض الشخصية وكما يجب عليه الاهتمام بالنظافة وغسل الأيدي بالماء والصابون عدة مرات يومياً,وخاصة بعد الذهاب إلى الحمام ,ويجب الاستمرار على هذا النظام لمدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع من بداية الأعراض حيث إ، الشخص يكون شديد العدوى للآخرين خلال هذه الفترة .ومع العلم أيضاً أن الفيروس يتم تدميره عند تعرضه لحرارة 85 درجة مئوية لمدة دقيقة ,ويمكن قتل في ماء الشرب بإضافة الكلورين لذا لابد من طبخ الطعام جيداً وإضافة الكلورين لماء الشرب أو غليه جيداً قبل الاستعمال الآدمي.
التهاب الكبد الفيروسي (ب)يعتبر مشكلة صحية عالمية رئسيه في الحقيقة المرض يأتي في الترتيب الثاني بعد التبغ كسبب للإصابة بالسرطان.بالإضافة لذلك إن فيروس الكبد (ب) يعتبر أكثر عدوى من فيروس نقص المناعة المكتسبة الذي يسبب مرض الإيدز .في الولايات المتحدة يصاب(000,300) إنسان كل سنة .تقريباً يموت( 900, 5)إنسانا سنويا كنتيجة للمرض 4,000 من التلف الكبدي ,1,500 من السرطان الكبدي و400 متطور سريع لالتهاب الكبد .
إن خطر الإصابة بالالتهاب الكبد الفيروسي (ب) يقدر ب5% في الولايات المتحدة .وتكون نسبة خطر الإصابة اكبر لبعض الفئات .معظم الأشخاص الذين يصابون بفيروس الكبد (ب) يستطيعون مقاومته وطرده من الجسم .إلا أن هناك نسبة تقدر ب10-5% لا تستطيع أجسامهم التخلص منه فيصبحون حاملين له وقد يتطور المرض عند نسبة قليلة منهم إلى تليف الكبد ,سرطان الكبد وفشل الكبد ,أو الموت .بالإضافة لذلك يتطور المرض عند 10% من المصابين تقريباً ليصبح مزمناً ويصبح حاملاً لهذا الفيروس وقادر على نشر المرض إلى الآخرين .في الولايات المتحدة يوجد 1,25 مليون إنسان مصاب إصابة مزمنة ,ونسبة كبيرة منهم لا يوجد لديهم أعراض مرضية .بالنسبة للعالم العربي يوجد أكثر من مليون إنسان يحملون الفيروس في المملكة العربية السعودية لوحدها .لحسن الحظ من الممكن منع الإصابة بهذا الفيروس بأخذ التطعيم الواقي منه وباتباع طرق الوقاية .
بعد الإصابة بالفيروس ب60-120 يوم تبدأ الأعراض بالظهور .ولكن تظهر الأعراض فقط في 50% من المصابين البالغين ,أما بالنسبة للرضع والأطفال فنسبة ظهور الأعراض تكون في الغالب أقل .بعض الناس يصبحون مرضى جداً بعد إصابتهم بالفيروس .أما بالنسبة للأعراض المرضية فيمكن أن تشمل :
يرقان (إصفرار الجلد والعينين).
تحول البول إلى اللون الداكن كلون الشاي .
تحول البراز إلى اللون الفاتح .
أعراض كأعراض( الأنفلونزا) فقدان الشهية ,ضعف عام وإعياء ,غثيان وقيء .
حمى ,صداع أو ألم في المفاصل .
طفح جلدي أو حكة .
ألم في الجزء الأيمن العلوي من البطن .
عدم تحمل للطعام الدسم والسجائر .
هذه الإعراض عادة لا تظهر لدى أغلبية المرضى المصابين بهذا الفيروس ولكنها تكون شائعة أكثر عند الذين يصابون بالالتهاب وهم كبار .الطريقة الوحيدة التي يمكن بها تحديد المرض هي تحليل الدم الخاص بهذا الفيروس .
يتواجد فيروس الالتهاب الكبدي (ب) في الدم وسوائل الجسم الأخرى مثل( السائل المنوي –الإفرازات المهبلية-حليب الام-الدموع-اللعاب).وتتم العدوى عند التعرض لهذه السوائل أثناء المعاشرة الجنسية،استخدام إبر ملوثة،عن طريق الفم أو عن طريق جرح أو خدش في الجلد.بمقدور فيروس الالتهاب الكبدي الفيروسي (ب)العيش على سطح المواد الملوثة لمدة شهر ومن الممكن الإصابة به من خلال المشاركة في استخدام أدوات الحلاقة أو فرش الأسنان .ومع ذلك فانه في حوالي من 30%من الحالات لا تعرف الطريقة التي تمت بها العدوى .
إذا نستطيع تلخيص طرق انتقال هذا الفيروس من شخص إلى أخر كالتالي:
1-من الام إلى الجنين
2-انتقال بين افرد العائلة
3-ينتقل عن طريق الممارسة الجنسية وسوائل الجسم
4-طرق أخرى غير معروف
هل سبق لك الإصابة بمرض جنسي ؟
هل سبق أن عاشرت جنسيا اكثر من شريك واحد؟
هل سبق لك أن شاركت في استعمال الإبر (الحقن) أو شاركت في تعاطي المخدرات عن طريق الحقن المشترك؟
هل تقوم بإجراء غسيل كلوي أو تتلقى دم أو مشتقاته؟
هل تعيش مع شخص مصاب بالفيروس؟
هل سبقا لك أن تعرضت للحجامة،للوشم،لثقب الأذن أو الأنف أو للختان .هل تقوم بمشاركة أحد ما في أدوات الحلاقة أو فرش الأسنان؟
هل تعمل في مجال تتعرض فيه إلى التعامل بالدم أو سوائل الجسم الأخرى؟
إذا أجبت بنعم لأي من الأسئلة فربما تكون لخطر عدوى الالتهاب الكبدي الفيروسي (ب)
تأكد من انك وأفراد عائلتك قد تلقيت ال3 جرعات التطعيمية.
استخدام العازل الطبي عند المعاشرة الجنسية (إذا لم يكن لدى الزوجين مناعة ولم يتلق التطعيم وكان أحدهما مصابا أو حاملا للفيروس).
ارتداء القفازات عند لمسك أو تنظيفك لأي دم.في حالة عدم توفر قفازات واقية ينصح عند تنظيف منطقة بها دم لشخص أخر استخدام قطعة من القماش وكثيرا من الماء بعد التأكد من انه لا يوجد جروح في الأيدي.
تجنب الاستعمال المشترك لأدوات الحلاقة (مثلا الأمواس في محلات الحلاقة).وفرش الأسنان أو أقراط التي توضع في ثقب الأذن أو الأنف للسيدات والأدوات المستخدمة لهذا الغرض ومقصات الأظافر ،وأدوات الحجامة والوشم والختان.
تجنب الاشتراك مع الآخرين في مضغ اللبان أو إعطاء الطفل طعاما ممضوغا من قبل الآخرين.
تأكد من تعقيم الإبر والمعدات الطبية ذات الاستعمال المشترك مثل معدات الأسنان .
لا ينتقل التهاب الكبد الفيروسي (ب) عن طريق التعاملات البسيطة مثل :
المصافحة
القبلات العادية التي لا تحمل لعاباً
تناول طعام تم إعداده عن طريق شخص حامل للفيروس
زيارة مصاب بالمرض
اللعب مع طفل حامل للفيروس
العطاس أو السعال
الأكل والشرب من وعاء واحد مع مصاب
بعد الإصابة يقوم جهاز المناعة بتخليص الجسم من الفيروس عند 95% من البالغين وبذلك يتم شفائهم خلال شهور قليلة ولن تتم إصابتهم به مرة اخرى بسبب تكوين أجسام مضادة لهذا الفيروس والتي يمكن اكتشافها بواسطة تحليل الدم المسمى (أنتي بي أس)(Anti-HBS) هذا يعني أن المريض قد شفي من هذا المرض ولن يعود إليه مرة اخرى وليس حاملا للفيروس ,أي لن ينقل الفيروس للآخرين . تكون نتيجة التحليل anti-HBS غالباً إيجابية عندما يأخذ الشخص التطعيم الخاص بالالتهاب الكبدي الفيروسي (ب). أما بالنسبة لحولي 5% من البالغين و25% إلى 50% من الأطفال أقل من 5 سنوات و90%من حديثي الولادة المصابين بالالتهاب الكبدي الفيروسي (ب)لا يستطيعون التخلص من هذا الفيروس ويصبحون بذلك مصابين أو حاملين لهذا الفيروس ,أي بإمكانهم نقل الفيروس إلى أشخاص آخرين .
الحامل للفيروس عادة لا تحدث له أية علامات أو أعراض للمرض كما أن إنزيمات الكبد لديه تكون طبيعية ولكنه يظل مصاباً لسنوات عديدة أو ربما مدى الحياة ويكون قادراً على نقل الفيروس لغيره .معظم حاملي الفيروس لا يعانون من مشكلة حقيقية مع الالتهاب الكبدي (ب) ورغم إنهم يعيشون بصحة جيدة إلا أن قلة منهم يكونون عرضه أكثر من غيرهم للإصابة بالالتهاب الكبدي المزمن والتليف وأورام الكبد والأورام تنسأ عادة عند الأشخاص الذين أصبح لديهم تلف كبدي .
منعاً من انتقال هذا الفيروس بواسطة حامل الفيروس يجب عليه أن لا : يقوم بالمعاشرة الجنسية إلا إذا كان الطرف الأخر لديه مناعة أو قد تلقى التطعيمات اللازمة ضد هذا الفيروس وإلا فعليه أن يلتزم بارتداء العازل الطبي .
يتبرع بالدم أو البلازما أو أي من أعضاءه للآخرين أو أن يشارك استخدام أمواس الحلاقة أو فرش الأسنان أو مقصات الأظافر
يقوم بالسباحة في المسابح في حالة وجود جروح في الجلد .
*ويجب على حامل الفيروس القيام بما يلي :
مراجعة الطبيب المختص كل 6-12 شهرياً لعمل الفحوصات اللازمة والتأكد من أن الكبد على ما يرام .
الابتعاد نهائياً عن تناول المشروبات الكحولية لما لها من أثر مدمر على الكبد وخاصة لحاملي الفيروس .
عدم استعمال الأدوية إلا بعد استشارة الطبيب وتحت إشرافه وذلك لأن كثير من الأدوية الممكن أن تؤثر على الكبد .
تناول الغذاء الصحي المتوازن والمواظبة على ممارسة الرياضة .
فحص أفراد العائلة وإعطاء التطعيم لغير الحاملين للفيروس والذين ليس لديهم مناعة .
أخذ الحذر من الإصابة بفيروس الكبد (د).
أما المصاب بالمرض فهو مصاب بالفيروس إصابة مزمنة أي لم يستطيع التخلص منه خلال ستة أشهر مع وجود ارتفاع في أنزيمات الكبد .يتم تأكيد الإصابة المزمنة عن طريق أخذ عينة من الكبد وفحص نشاط الفيروس في الدم وHBV-DNA أو ما يسمى بتحليل أل PCR وهذا يعني أن الفيروس يهاجم الخلايا وإذا أستمر هذا الالتهاب المزمن النشط لفترة طويلة فمن الممكن ظهور أنسجة ليفية داخل الكبد وهذا ما يسمى بالتليف الكبدي .والتليف يؤدي إلى :
1-إلى خشونة الكبد وتورمها.
2-الضغط على الأوردة مما يعيق تدفق الدم فيها ومن ثم يرتفع ضغط الوريد البابي مما يؤدي إلى ظهور دوالي في المريء والمعدة أحياناً والتي قد تنفجر مسببة نزيفاً دموياً يظهر على شكل دموي أو تحول لون البراز إلى اللون الأسود وقد يؤدي إلى ظهور الاستفتاء والتعرض لحدوث اعتلال المخ والغيبوبة الكبدية.
3- قابلية أكبر لظهور أورام الكبد .
يوجد الدواء المسمى الإنترفيرون interferon والذي ثبت فاعليته في السيطرة على المرض في حوالي 30% من المرضى .هناك أيضاً بعض الأدوية الأخرى والتي ثبتت فاعليتها حديثاً مثل دواء Lamuvidine لاموفيدين ولا تزال الأبحاث مستمرة لإيجاد أدوية أخرى ذات فاعلية كبيرة وأقل مضاعفات .
أكثر من 90% من الحوامل اللاتي لديهن هذا الفيروس ينقلن العدوى لأطفالهن عند الولادة ,ولهذا يجب على النساء الحوامل إجراء اختبار التهاب الكبد (ب) خلال فترة الحمل لمعرفة ما إذا كن مصابات به أم لا ,و لا بد من تطعيم جميع الأطفال بعد الولادة مباشرة لحمايتهم من الإصابة بهذا المرض ولإكسابهم مناعة تستمر معهم لمدة طويلة, إن برنامج (التطعيم الإجباري) ضد هذا الفيروس لجميع المواليد يقيهم شر الإصابة بهذا الفيروس وهو فعال في حدود 95% .
الالتهاب الكبدي الوبائي (ج) قاتل وهو يوصف غالباً بالوباء "الصامت" ,الالتهاب الكبدي الوبائي (ج) يبقى مجهول بشكل نسبي وعادة يتم تشخيصه في مراحله المزمنة عندما يتسبب بمرض كبدي شديد .الالتهاب الكبدي الوبائي (ج) أكثر عدوى وأكثر شيوعاً من فيروس (إتش آي في ) (HIV) الفيروس الذي يسبب مرض الإيدز .(ويمكن أن يكون مميت فالالتهاب الكبدي الوبائي (ج) يصيب على الأقل 170 مليون إنسان على مستوى العالم بضمن ذلك 9 مليون أوروبي و 4 مليون أمريكي .فهو يعتبر أكثر من تهديد للصحة عامة ,إذ بإمكانه أن يكون الوباء العالمي القادم . في الولايات المتحدة الأمريكية وحدا يصاب 180,000 إنسان سنوياً ويقدر عدد الذين يموتون سنوياً بسبب الالتهاب الكبدي الوبائي (ج) ب10,000 إنسان .يتوقع ارتفاعا هذا العدد إلى ثلاثة أضعاف خلال العشرة سنوات القادمة .الحقيقة القاسية هي إننا إلى الآن نعرف فقط القليل جداً عن الالتهاب الكبدي الوبائي (ج) .
ينتقل بشكل أساسي من خلال الدم أو منتجات الدم المصابة بالفيروس .فهو واحد من عائلة من ستة فيروسات (أ,ب,ج,د,ه,و,)أو(A,B,C,E,D,G) تسبب التهاب كبدي والسبب الرئيسي لأغلبية حالات التهاب الكبد الفيروسي .بعد الإصابة بالفيروس يستغرق تطور مرض الكبد الحقيقي حوالي 15 سنة .ربما تمر 30 سنة قبل أن يضعف الكبد بالكامل أو تظهر الندوب أو الخلايا السرطانية ."القاتل الصامت" الالتهاب الكبدي الوبائي (ج) لا يعطي إشارات سهلة التميز أو أعراض . المرضى يمكن أن يشعروا ويظهروا بشكل صحي تام ,لكنهم مصابون ويصيبون الآخرين .طبقاً لمنظمة الصحة العالمية 80% من المرضى المصابين يتطورون إلى التهاب الكبد المزمن .ومنهم حوالي 20% يصابون بتليف كبدي .ومن ثم 5%منهم يصابون بسرطان الكبد خلال العشرة سنوات التالية .حالياً يعتبر الفشل الكبدي بسبب الالتهاب الكبدي (ج) المزن السبب الرئيسي لزراعة الكبد في الولايات المتحدة . ويكلف ما يقدر ب 600 مليون دولارا سنوياً في النفقات الطبية ووقت العمل المفقود .لقد تم التعرف على الفيروسات المسببة للالتهاب الكبدي (أ) و(ب) منذ زمن طويل إلا إن الفيروس المسبب للالتهاب الكبدي (ج) لم يتم التعرف عليه إلا في عام 1989 م .ولقدتم تطوير وتعميم استخدام اختبار للكشف عن الفيروس (ج) عام 1992 هذا الاختبار يعتمد على كشف الأجسام المضادة للفيروس ويعرف باسم (ANTI-HCV) .
نقل الدم ,منتج الدم (المواد المخثرة للدم ,إدمان المخدرات عن طريق الحقن ,الحقن).
زراعة الأعضاء (كلية ,كبد ,قلب ) من متبرع مصاب
مرضى الفشل الكلوي الذين يقومون بعملية الغسيل الكلوي معرضون لخطر العدوى بفيروس الالتهاب الكبدي (ج)
استخدام إبر أو أدوات جراحية ملوثة أثناء العمليات الجراحية أو العناية بالأسنان
الإصابة بالإبر الملوثة عن طريق الخطأ
المشاركة في استعمال الأدوات الحادة مثل أمواس الحلاقة أو أدوات الوشم
العلاقات الجنسية المتعددة الشركاء .الفيروس لا ينتقل بسهولة بين المتزوجين أو من الأم إلى الطفل ولا ينصح باستخدام الواقي أو العازل الطبي للمتزوجين ,ولكن ينصح باستخدامه لذوي العلاقات الجنسية المتعددة .
أهم طرقتين لانتقال العدوى هما إدمان المخدرات عن طريق الحقن بسبب استعمال الإبر وتداولها بين المدمنين لحقن المخدرات ,ونقل الدم ومنتجاته .لذلك كان مستقبلو الدم حتى عام 1991 معرضين لخطر العدوى بفيروس الالتهاب الكبدي (ج) .كذلك أصبح الالتهاب الكبدي من نوع (ج) واسع الانتشار بين مرضى الناعور أو الهيموفيليا Hemophilia مرض عدم تجلط الدم والذين يتم علاجهم بواسطة مواد تساعد على تخثر الدم والتي كانت تعد من دم آلاف المتبرعين قبل اكتشاف الفيروس وتحدث العدوى أيضا بين الأشخاص دون وجود العوامل التي تم ذكرها ولأسباب غير معروفة.على العكس من فيروس الالتهاب الكبدي (أ) ففيروس الالتهاب الكبدي (ج) لا يتم نقله عن طريق الطعام أو الماء أو البراز كما أن فيروس الالتهاب الكبدي (ج)
غير معد بصورة كبيرة بين أفراد الأسرة .
يوجد بضعة عوامل مساعده تلعب دور مهم في تطور التليف الكبدي:
1-العمر الوقت العدوى (في المعدل،المرضى الذين يصابون
بالمرض في عمر أكبر يكونون عرضة لتتطور المرض بشكل
سريع،بينما التطور يكون أبطأ في المرضى الأصغر)
2-إدمان الخمور (كل الدراسات تأكد على أن الكحول عامل مشارك مهم جدا في تطور الالتهاب الكبدي المزمن إلى تلف كبد)
3-عدوى متزامنة مع اتش أي(HIV) الفيروس الذي يسبب مرض الإيدز
4-عدوى متزامنة مع فيروس الالتهاب الكبدي (ب)
معظم المصابين بالفيروس لا تظهر عليهم أعراض في بادئ الأمر ولكن البعض يعاني من أعراض الالتهاب الكبدي الحاد (يرقان أو ظهور الصغار).قد يستطيع الجسم التغلب على الفيروس والقضاء عليه،ونسبه حدوث ذلك تكون بحدود15% النسبة الباقية يتطور لديها المرض إلى الحالة المزمنة .
نسبة الحالات التي تتحول من التهاب حاد إلى مزمن تقدر ب 70%-85% وان نسبة 25% منها تتحول من التهاب مزمن إلى تليف في الكبد خلال10 سنوات أو اكثر .الالتهاب المزمن مثل الحاد يكون بلا أعراض ولا يسبب أي ضيق،ما عدا في بعض الحالات التي يكون من أعراضها الإحساس بالتعب وظهور الصفار وبعض الأعراض الأخرى .عندما يصاب المريض بتليف الكبد تظهر أعراض الفشل الكبدي عند البعض،وربما لا تظهر أعراض للتليف وربما يكون السبب الوحيد لاكتشافه تضخم الكبد والطحال أو غيره من الأعراض .التليف في الكبد من الممكن أن يعرضه لظهور سرطان الكبد .تطور الالتهاب الكبدي (ج)بطئ ويحتاج إلى عقود من الزمن .لذلك فأي قرار تنوي اتخاذه بخصوص العلاج ليس مستعجلا ولكن يجيب أن لا تهمل العلاج.
الفيروس لا ينتقل بسهولة بين المتزوجين و لا ينصح باستخدام الواقي أو العازل الطبي للمتزوجين ،ولكن ينصح باستخدامه لذوي العلاقات الجنسية المتعددة
الشركاء.نسبة الالتهاب الكبدي(ج)أعلى بين المجموعات التي تمارس علاقات جنسية مختلطة أو شاذة مثل محترفي الدعارة أو ممارسي اللواط.وهنا يصعب التفريق بين تأثير عوامل أخرى مثل إدمان المخدرات عن طريق الحقن.يوجد بضعة عوامل قد تلعب دور في نسبة الإصابة بالالتهاب الكبدي(ج)من خلال الممارسات
الجنسية مثل مستوى الفيروس في الدم وطبيعة الممارسة الجنسية
من ناحية التعرض للتلوث بالدم أثناء الدورة الشهرية أو وجود
تقرحات في الجهاز التناسلي أو تزامن عدوى مع اتش آي في (HIV)الفيروس الذي يسبب مرض الإيدز أو أمراض جنسية أخرى أو الاتصال جنسيا عن طريق الشرج (اللواط).
فيروس الالتهاب الكبدي (ج)لا ينتقل نقله عن طريق الطعام أو
الماء أو البراز و لذلك فهو غير معد بصورة كبيرة بين أفراد الأسرة نسبة انتقال العدوى تزداد إذا تمت المشاركة في
استعمال الأدوات الحادة مثل أمواس الحلاقة أو فرش الأسنان لا يجب القلق من احتمال نقل العدوى عن طريق الطعام أو الشراب عن طريق الشخص الذي يقوم بتجهيزها.
لا يمنع الحمل بالنسبة للنساء المصابات بفيروس الالتهاب الكبدي(ج)و لا يوصى بإجراء فحص لفيروس الالتهاب الكبدي (ج)للنساء الحوامل فنسبة الانتقال العمودي (من أتلام إلى الطفل )اقل من 60% و لا يوجد أي طريقة لمنع ذلك .و مع ذلك فالأطفال المصابين بهذا الفيروس منذ الولادة لا يتعرضوا لمشاكل صحية في سنوات العمر الأولى يلزم إجراء مزيد من الدراسات لمعرفة تأثير الفيروس عليهم مع تقدمهم في العمر
يبدو إن خطر الانتقال اكبر في النساء ذوات المستويات العالية من الفيروس في الدم أو مع وجود عدوى متزامنة مع اتش أي في
(HIV) الفيروس الذي يسبب مرض الإيدز طريقة الولادة (قيصرية أو طبيعية) الالتهاب الكبدي (ج)من الام إلى الطفل كما لا يوجد ارتباط بين الإرضاع عن طريق الثدي و العدوى من الام إلى الطفل ولكن لا يبدو إنها تؤثر على نسبة انتقال فيروس
ينصح بوقف الإرضاع عن طريق الثدي إذا تعرضت حلمات الثدي للتشقق أو إذا أصيب الثدي بعدوى جرثوميه إلى أن يتم حل المشكلة .
*يأتي المريض أحيانا بأعراض تشير إلى وجود تليف بالكبد مثل
الصفار الذي يصاحب الاستسقاء،أو تضخم الكبد والطحال أو نزيف الدوالي أو أي أعراض شائعة مثل التعب.
*الأعراض عادة غير شائعة و إذا وجدت فان هذا ربما يدل على وجود حالة مرضية حادة أو حالة مزمنة.
*يكتشف بعض الأشخاص وجود المرض لديهم بالمصادفة عند إجراء اختبار دم والذي يظهر وجود ارتفاع في إنزيمات الكبد باسم(ALT) أو ((AST و الفحوصات الخاصة بفيروس (ج)\
العديد من الأشخاص المصابين بالالتهاب الكبدي (ج)المزمن لا يوجد لديهم أعراض،لكن يجب مراجعة الطبيب لتلقي العلاج.
بعض الأشخاص يشكون فقط من تعب شديد.
*عند احتمال إصابة شخص بالالتهاب الكبدي عن طريق وجود
أعراض أو ارتفاع في إنزيمات الكبد فان الالتهاب الكبدي
(ج)يمكن التعرف عليه بواسطة اختبارات الدم والتي تكشف وجود أجسام مضادة للفيروس (ج.ANTI-HCV)
*إذا كان فحص الدم بواسطة اختبار( اليزا((ELISA إيجابيا،فهذا يعني أن الشخص قد تعرض للفيروس وان مرض الكبد ربما الكبد قد سببه الفيروس (ج).ولكن أحيانا يكون الاختبار إيجابيا بالخطاء ولذا يجب أن نتأكد من النتيجة عادة تكون عدة أسابيع تأخير بين الإصابة الأولية بالفيروس وبين ارتفاع نسبة الأجسام المضادة في الدم لذا فقد يكون الاختبار سلبيا في المراحل الأولى للعدوى بالفيروس ويجب أن يعاد الاختبار مرة أخرى بعد عدة شهور إذا كان مستوى إنزيم الكبد ALT مرتفعا.
*من المعروف أن حوالي 5%من المرضى المصابين بالالتهاب الكبدي (ج)لا يكونون أجساما مضادة للفيروس (ج)ولكن تكون نتيجة اختبار الدم HCV-RNAإيجابية.
*إذا كان الفحص السريري واختبارات آلم طبيعية فيجب أن يتكرر الاختبار لان الالتهاب الكبدي (ج)يتميز بان إنزيمات الكبد فيه ترتفع وتنخفض وان الإنزيم الكبدي ALTمن الممكن
أن يبقى طبيعيا لمدة طويلة ولذا فان الشخص الذي يكون إيجابيا لاختبار V ANTI-HC يعد حاملاً للفيروس إذا كانت أنزيمات الكبد طبيعية
*أما إذا كانت الأجسام المناعية المضادة للفيروس (ج) موجودة في الدم (ANTI-HCV) فهذا يمكن ترجمته على أنه دليل لوجود عدوى سابقة بالفيروس (ج) ,ونظراً لأن الاختبار التأكيدي (HCV-RNA) للفيروس إيجابي ,فيجب أن يتم تحويل هؤلاء الأشخاص إلى طبيب متخصص بأمراض الكبد لإجراء مزيد من الفحوصات وأخذ عينة من الكبد نظراً لأن نسبة كبيرة منهم مصابون بالتهاب كبدي مزمن .
لسوء الحظ لا يوجد حتى الآن تطعيم أو علاج وفائي ضد
الالتهاب الكبدي (ج) ولكن توجد بعض الإرشادات التي يمكن اتباعها للحد من الإصابة به :
استعمال الأدوات والآلات الطبية ذات الاستعمال الواحد لمرة واحدة فقط مثل الإبر.
تعقيم الآلات الطبية بالحرارة (أوتوكلاف –الحرارة الجافة)
التعامل مع الأجهزة والنفايات الطبية بحرص
تجنب الاستعمال المشترك للأدوات الحادة مثل (أمواس الحلاقة والإبر وفرش الأسنان ومقصات الأظافر )
تجنب المخدرات
المرضى المصابون بالالتهاب الكبدي (ج) يجب أن لا يتبرعوا بالدم لأن الالتهاب الكبدي (ج) ينتقل عن طريق الدم ومنتجاته .
هناك شبه إجماع في الوقت الحالي على أن الأشخاص المصابين بالفيروس (ج) يجب ألا يقلقوا من انتقال العدوى إلى ذويهم في البيت ,أو إلى الذين يعملون معهم إذا اتبعوا التعليمات السابقة .لأن الفيروس (ج) لا ينتقل عن طريق الأكل والشرب ,لذا فإن الأشخاص المصابين بالفيروس (ج) يمكن أن يشاركوا في إعداد الطعام للآخرين .الشخص المصاب بالالتهاب الكبدي (ج) معرض أيضاً للإصابة بالالتهاب الكبدي (أ)و(ب) .ويلزم استشارة طبيب بخصوص إمكانية التطعيم ضد الالتهاب الكبدي (أ)أو(ب) .
أحدث الأبحاث الطبية تنصح باستخدام دواء إنترفيرون ألفا ALPHA INTERFERON عن طريق الحقن ثلاث مرات أسبوعيا مع دواء ريبا فيرين RIBAVIRIN عن طريق الفم
لعلاج الالتهاب الكبدي المزمن (ج) لمدة 6أو 12 شهراً.
دواء ريبا فيرين RIBAVIRIN ضار بالجنين ويسبب تشوهات ,لذلك يمنع الحمل أثناء تعاطيه سواء من قبل الأم أو الأب .ويجب اتخاذ جميع الاحتياطات امنع حدوث الحمل عن طريق استخدام وسائل منع الحمل .
الفيروس (د) ويسمى أيضاً بفيروس الدلتا (DELTA VIRUS) لا يستطيع استنساخ نفسه (التكاثر) إلا بوجود فيروس أخر ,لذلك ففيروس التهاب الكبد الوبائي (د) يوجد دائماً مع التهاب الكبد الوبائي (ب) .يوجد الفيروس (د) في المملكة العربية السعودية عند 8% من المصابين بالتهاب الكيد الوبائي (ب) وعند أقل من 2% من حاملي فيروس التهاب الكبد الوبائي (ب) .
ينتقل التهاب الكبد الوبائي (د) عن طريق نقل الدم أو منتجاته .أو بالاتصال الجنسي .العوامل المساعدة على انتقاله تشبه العوامل المساعدة على انتشار فيروس التهاب الكبد الوبائي (ب) والمدمنون على المخدرات عن طريق الحقن هم أكثر المصابين .
عندما يصاب المريض بعدوى الفيروس (د)والفيروس (ب) في نفس الوقت تسمى العدوى عدوى متزامنة (CO-INFECTION ) وعندما تحدث الإصابة بفيروس (د) في أي
وقت عند المريض المصاب بفيروس التهاب الكبد الوبائي (ب) تسمى عدوى إضافية (super-infection) يجب وضع احتمال العدوى الإضافية بالفيروس (د) عند أي مريض بالتهاب الكبد الوبائي (ب) المزمن والذي يعاني من تطور سيئ ومفاجئ للمرض .وعادة يوجد سابقة أو سوابق للتعرض للدم الملوث ,مثلاً مدمن على المخدرات عن طريق الحقن .وفي الحالات الحادة والشديدة بشكل خاص من التهاب الكبد الوبائي (ب)
فإنه يوجد احتمالا كبيرا بأن تكون هناك إصابة متزامنة بالفيروس (د).
يستخدم دواء انترفيرون ألفا (interferon alpha) لعلاج المرضى المصابين بالتهاب الكبد الوبائي (ب)و(د) .بعض الدراسات تقترح بأن استخدام جرعات أعلى من تلك المستخدمة لعلاج التهاب الكبد الوبائي (ب) ربما يكون مفيداً
يتم تشخيص العدوى المتزامنة أو الإضافية للفيروس (د) عن طريق اختبار للكشف عن وجود الأجسام المضادة للفيروس (د)
لا يوجد إلى الآن تطعيم ضد هذا الفيروس,ولكن بما أته يلزم وجود الفيروس (ب) لتتم العدوى بالفيروس (د) فالتطعيم ضد الفيروس (ب) يوفر الحماية ضد الفيروسين ولو بطريقة غير مباشرة بالنسبة للفيروس (د) أما المرضى المصابين بالفيروس (ب) فهم معرضين للإصابة بالفيروس (د) ولذلك يجب اتخاذ إجراءات الوقاية الضرورية لتفادي الإصابة .
التهاب الكبد الوبائي ( ه)يعتبر من الأمراض الوبائية المرتبطة بتلوث المياه .لقد تسبب الفيروس (ه) في حدوث
عدة كوارث وبائية في عدة بلدان كالهند (1955-1975-1976) والاتحاد السوفيتي (1975-1976) ونيبال (1973)وبرما (1976-1977) والجزائر (1980-1986) وساحل العاج (1983-1984) ومخيمات اللاجئين في شرق السودان والصومال (1985-1986) والمكسيك(1986) بينت بعض الأبحاث أن هذا الفيروس تقريباً أصاب 10% من سكان المملكة العربية السعودية و25%من سكان جمهورية مصر العربية .
ينتقل الفيروس إلى الإنسان عن طريق الفم بواسطة الأكل أو الشرب الملوثين .ولأن الفيروس يخرج من جسم المصاب عن طريق البراز فعادة يكون سبب العدوى مياه الشرب الملوثة بمياه الصرف الصحي .تتراوح فترة حضانة الفيروس بين أسبوعي و9 أسابيع .ويعتبر الأشخاص بين 15-40 سنة أكثر عرضة للإصابة بالفيروس . النساء الحوامل أكثر المعرضين وبشكل خاص للإصابة بهذا الفيروس وتكون نسبة الوفاة لديهم أعلى بكثير .إذ ربما تصل إلى 20% مقارنة بأقل من 1% عند الآخرين .
سريرياً لا يوجد فرق بين التهاب الكبد الوبائي (ه) (والتهاب الكبد الوبائي (أ) .الفيروس (ه) يسبب التهاب كبدي حاد عادة يزول تلقائيا والأعراض تشمل الصفار (اليرقان ) ضعف عام ,ضعف الشهية ,الغثيان ,آلام البطن .وارتفاع الحرارة .من الممكن أن يؤدي الالتهاب إلى قتل خلايا الكبد وبالتالي إلى فشل كبدي ثم الوفاة خاصة عند النساء الحوامل .
المعرفة بوجود كارثة وبائية تساعد على سرعة التشخيص ويتم التأكد بعمل فحص للدم.
الفيروس (ه) يسبب التهاب كبدي حاد عادة يزول تلقائياً لذلك لا يتم إعطاء أدوية ولكن ينصح المريض بالإكثار من شرب السوائل وتناول غذاء صحي ومتوازن .
منع تلوث مياه الشرب بمياه الصرف الصحي
شرب الماء النظيف
تناول الأطعمة الغير ملوثة أو المطبوخة (الحرارة تقضي على الفيروس )
الاهتمام بالنظافة الشخصية خاصة لدى المصابين وذلك بغسل اليدين بالماء والصابون بعد استعمال الحمام .
اكتشف الفيروس عام (1996) ولكن المعلومات المتوفرة قليلة جداً ولا تزال الأبحاث جارية لمعرفة المزيد والمعلومات المتوفرة حالياً ربما تتغير مع ظهور نتائج الأبحاث .
عن طريق الدم ,وربما تكون بشكل يشبه انتقال فيروس التهاب الكبد الوبائي (ج) (Hepatitis C)
تقدر نسبة حدوثه ب 0,3% أو 3 حالات من كل 1000 حالة من حالات الالتهاب الكبدي الحادة .ويعتقد بأنه يسبب من 900إلى 2000 حالة التهاب فيروسي في السنة معظمها بدون أعراض وبأن نسبة 90-100% من المصابين به تصبح إصابتهم مزمنة ولكنه نادراً ما يسبب مرضا مزمنا شديد المضار مقارنة بفيروسات الكبد الأخرى
نقل الدم أو منتجات الدم
إدمان المخدرات عن طريق الحقن
تزامن وتعدد الإصابة بفيروس الكبد الوبائي (Hepatitis C)
طرق أخرى (لا تزال غير مؤكدة أو معروفه )
حالياً لا يوجد تعليمات إلى أن يتم التأكد من خصائص ومسببات هذا الفيروس ,طرق انتقال العدوى وتطوير طرق سهلة للكشف عنه .
يجري تصوير الكبد والطحال بالاعتماد على وظيفة الكبد بالتقاط الجزيئات الكبيرة من الدم ,فيحقن مستحلب موسوم بمادة مشعة في الوريد فيقوم الكبد والمرارة والنخاع العظمي بالتقاط هذه المادة ,لتظهر الصور المأخوذة التغيرات المرضية في هذه الأعضاء ,من أورام أو تشمع . وفي حالة الشك بوجود ورم وعائي تحقن خلايا الدم الحمراء الموسومة بمادة مشعة لتميز هذا الورم عن غيره من الأورام .أما في حالة الشك بمرض في المرارة أو القنوات المرارية مثل اليرقان عند حديثي الولادة فتحقن مادة يجري إفرازها مع العصارة المرارية ليكتشف ما إذا كان اليرقان ناجماً عن تشوه خلقي في القنوات المرارية أو نتيجة التهاب كبدي .كما تستخدم هذه الصورة للتمييز بين التهاب المرارة الحاد أو المزمن .وفي أكياس القنوات المرارية وغيرها .
تعتبر أمراض الكبد الكحولية مشكلة صحية رئيسية حيث تشمع الكبد من أهم الأسباب لحدوث الوفيات في الولايات المتحدة الأمريكية .إذ يستجيب الكبد أولا للكحول بتراكم الشحوم في خلاياه ,يلي ذلك التهاب الكبد ثم تشمعه .إن 90%-100% من مدمني الكحول مصابون بالكبد التشحمي بينما 10-35% مصابون بالتهاب الكبد وحوالي 8-20% مصابون بتشمع الكبد .إن أعراض الالتهاب الكبدي أو تشمع الكبد هي : تضخم الكبد, رخاوة الكبد ,شعور بالأم , فقدان شهية ,غثيان ,حين في البطن (امتلاء سوائل ) ما يؤدي إلى نتوء وبروز البطن .هذه الأمراض تؤدي أيضا إلى تضخم الطحال والتهاب ونزيف في المريء والمعدة .
إن حالة شخص مصاب بمرض الكبد الكحولي قد يتحسن إذا ما أقلع عن تناول الكحول قبل أن يصبح تفادي الخطر غير ممكن .إن الكبد الطبيعي ذات لون بني مائل للبني ,متماسك غير مدهن .وخلال تراكم الدهون في خلاياه لكثرة تعاطي الكحول يزداد حجم الكبد ويصبح طرياً مدهناً وذا لون أصفر إن كلمة Cirrhosis تشمع مأخوذ من الكلمة اللاتينية (Kirrhos) والتي تعني اللون الأصفر .إن التشمع عبارة عن عملية متقدمة شاملة للكبد تتمثل بتدمير خلايا الكيد بواسطة نسج ليفية تليها كثرة الندب وتبدل يصيب نسج الكبد الطبيعية التي تتحول إلى كييسات قاسية غير طبيعية .إن الندب يعيق تدفق الدم إلى الكبد ويزيد ضغط الدم في البطن وهذا يؤدي إلى عوارض اخرى مثل تجمع السوائل في البطن ,تضخم الطحال ,توسع أوردة المريء تورم الكاحل واضطرابات كلوية .يبدو الكبد المصاب بالتشمع للعين دهنيا, أصفر إلى برتقالي ,كثير الندابات وهو قد يكون تارة صغيراً, متقلصاً, قاسياً وطوراً كبيراً ودهنياً .
المخدرات بلاء ودمار شامل .والكبد كسائر أعضاء الجسم تتأثر تأثراً شديداً وسيئاً بسبب تعاطي المخدرات ,والكبد هو العضو المسئول عن التخلص من السموم وبواسطته تتم تنقية الجسم من كل ما هو ضار .إلا أن خلايا الكبد لا تستطيع الصمود طويلاً أمام السموم القوية التي تفتك بها وتدمرها وهنا أمثلة لبعض أنواع السموم المخدرة :
المورفين :المورفين يؤدي إلى انقباض شديد في فتحة القناة المرارية الموصلة بين الكبد والإثني عشر وهذا يؤدي إلى انحباس السائل الصفراوي واسترجاعه إلى الكبد .ومع تكرار هذا الحدث لفترة طويلة يحدث تلف في القنوات المرارية الدقيقة داخل الكبد ويظهر أثر ذلك على المريض على شكل اصفرار في الجلد والعينين كذلك حكة شديدة بالجلد .
الكوكايين : تؤدي هذه المادة المخدرة إلى تكسر في خلايا
الكبد خاصة في المنطقة المجاورة لفروع الوريد البابي .هذا التكسر قد لا يؤدي إلى أثار واضحة في البداية ولكنه مع الاستمرار في تعاط هذا المخدر يزداد التلف في خلايا الكبد وتضعف وظائفها وتتكون ألياف نسيجية في مكان الخلايا التالفة والتي إذا كثرت نسبتها قد تسبب تليف في الكبد.
الأمفيتامين : هذه المادة لا تخدر الجسم ولكنها تهيج الجهاز العصبي بصورة غير طبيعية وتخل بوظائفه لذلك اعتبرت من المواد المحظورة وصنفت ضمن المخدرات .وهي المادة الأساسية المكونة لنبات (القات) .تأثير هذه المادة الملاحظ كثيرا هو ارتفاع إنزيمات الكبد وهو التهاب شديد في خلايا الكبد الذي يتضح بدقة عند فحص عينة نسيجية من الكبد .
الهروين: الهروين له أضرار خطيرة على الكبد فبالإضافة إلى تأثير المباشرة على خلايا الكبد مما يؤدي إلى تلفها فانه وخاصة عند الذين يتعاطون شرب الكحول يؤدي إلى تشحم الكبد والتليف خلال وقت اقل لان كلا منهما يساعد الأخر في أحداث الضرر ومتى ما نتج التليف فان الشخص المصاب يدخل في مشاكل متلاحقة.
واختتم بأهم واخطر الإصابات التي تسببها المخدرات وهي انتقال فيروسات الكبد الوبائية وبالذات فيروس (ب)وفيروس(ج)اللذان يصلان إلى الكبد عن طريق الدم في حالة استخدام حقن المخدرات الملوثة أيا كان نوع المخدر و لابد لهذه الحقن من التلوث مهما بلغت درجت الحرص لأنها أولا تستخدم في حقن اكثر من شخص وتتلوث بدم شخص مصاب وتنقل الفيروسات إلى شخص غير مصاب وثانيا لان المواد المخدرة المستخدمة ملوثة وثالثا لان الجلد الذي تعطى من خلاله الحقنة غير نظيف وأضرار فيروسات الكبد معروفة لدى الجميع من التهاب حاد في الكبد إلى التهاب مزمن من الجهاز الهضمي واستسقاء وغيبوبة كبدية وأخيرا إلى فسل كبدي تام مصاحب في كثير من الأحيان بتكون أو رام سرطانية في الكبد.
فلماذا إذا نعرض أنفسنا للخطر وقد أعطانا الله عقلا نميز به الضرر والنفع؟أسال الله الشفاء لجميع المرضى ووقانا الله وآيكم شرور المخدرات.
بعد ما يقارب الخمسة والعشرين عاما من الأبحاث المكثفة،لم يتم التواصل إلى علاج فعال لمرض التهاب الكبد الوبائي،الذي يقتل اكثر من مليون شخص سنويا حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية كما إن الكثرين ممن ينجون من هذا المرض يصابون بتليف الكبد أو الفشل الكلوي المزمن.والعلاج الوحيد المتوفر للفشل الكلوي هو عملية زراعة الكبد،غير إن الحصول على أكباد ليس أمرا سهل المنال،كما إن هذه العملية المعقدة والمكلفة تفشل في الكثير من الأحيان.
ومن هنا فقد نشأت حاجة ماسة إلى تطوير كبد اصطناعي.وعل العكس من القلب والكليتين،فان بمقدور الكبد إعادة تكوين خلاياه وتحقق الشفاء،والكثيرون من المصابين بالفشل الكلوي يمكنهم الشفاء إذا تمكنوا من الاستمرار على قيد الحياة بمساعدة كبد اصطناعي إلى إن يشفى كبدهم من التليف الذي أصابه.كما إن مثل هذا الجهاز يمكن أن يساعد المرضى الذين ينتظرون إجراء الجراحة،أو الذين يبحثون عن كبد جديد بعد فشل عملية زراعة كبد.
ولسنوات طويلة كان الجميع يعتقدون إن تطوير كبد اصطناعي أمر مستحيل،نظرا للتعقيد البالغ الذي يتسم به الكبد ووظائفه التي قدر أن أحد الصحفيين مرة أن الأجهزة التي يمكنها أن تقوم بها تحتاج إلى مبنى كبير فالكبد يقوم بإزالة السموم من الدم وبضع اكثر من 1000نوع من البروتين والمواد الأخرى التي يحتاجها الجسم.
وبدلا من صنع أطنان من الأجهزة المعقدة للقيام بهذه الوظائف التي لا يزال الكثير منها مجهولاً للعلماء، فقد توصل العالم الدكتور كينيث ماتسومورا، بمساعدة الدكتور ويليام هاميلتون في مؤسسة ألن فاونديشن، إلى أسلوب مختلف تماما لتطوير كبد اصطناعي، وهو الاعتماد على خلايا الكبد المأخوذة من الحيوانات، حيث يستخدم الجهاز الجديد خلايا من كبد الأرانب للقيام بهذه الوظيفة وفي الوقت نفسه يتجنب المشاكل المرتبطة برفض الجسم للأنسجة الغريبة عليه.
ويحتوي الجهاز الذي طوره الدكتور كينيث ماتسومورا على قسمين،أحدهما يحتوي على دم المريض،والأخر على خلايا حية مأخوذة من كبد الأرانب في محلول يحفظ حياتها ,وبين القسمين غشاء توليفي شبه نفاذي فريد من نوعه .ومع مرور السميات الموجودة في الدم من خلال هذا الغشاء ,فإن خلايا كبد الأرنب تقوم بتأييض هذه السموم ,أي القيام بالعمليات الحيوية الضرورية لبناء البروتوبلازما وإدخال التغيرات الكيميائية التي تؤمن الطاقة الضرورية للعمليات والأنشطة الحيوية في الخلايا وتأمين المواد الجديدة للتعويض عما اندثر منها .وبعد أن تنتهي خلايا كبد الأرنب من عملية التأييض هذه ,فإنها تعيد إلى الدم البر وتينات وغيرها من المواد النافعة .ونظراً لوجود الغشاء شبه النفاذ ,فإن خلايا كبد الأرنب لا تلامس الدم البشري ,مما يحد من احتمالات العدوى أو رفض الأنسجة الغريبة .وهذا الجهاز الآن في طور التجارب النهائية ,والغرض من أن يخدم بصورة مؤقتة المرضى الذين يعانون من فشل كلوي حاد أو الذين سبق أن رفضت أجسادهم الأكباد المزروعة فيما سبق .كما يمكن للجهاز أن يمنح للكبد التالف الفرصة للشفاء من تلقاء نفسه , مما قد يغني المريض عن زراعة الكبد بالمرة .وسيتم إنتاج وحدات يمكن استخدامها ثم التخلص منها بعد الاستخدام تشبه تلك المستخدمة في الغسيل الكلوي .