حنانك لا تخشي أذاي ولا ضري فما أنا ذو ناب ولا أنا ذو ظفر
حنانك لا يخفق جناحاك رهبة ولا ترمني عيناك بالنظر الشرز
أحذراً وفي جنبي ياطير ن للورى وللطير دنيا من رؤى الحب والشعر
أراعك هذا الحمل يناد تحته مطاي فلا ينفك ينجده صبري
وخطو يثير الأرض لولا نداوة ذرتها على ميت الثرى أدمع القطر
وسورة أنفاس يكاد زفيرها يسيل شعاعاً في لوافحه سحري
فلملمت أطراف الجناح تحفزاً وأمسكت خوف الغائلات عن النقر
وقلت وقد أسرفت باغ من الورى أخو شرك يطوي الضلوع على مكر
حنانك بعض الظن إثم فما أنا ودنيا الورى إلا الغريب مع السفر
حنانك لست المرء يطلب يسره بآلام مخلوق سواه على عسري
سلي خفقات النجم في لجة الدجى وعربدة الأسحار في يقظة الفجر
سلي عرف هاتيك الأزاهير في الربى وهينمة الصفصاف في عدوة النهر
سلي الوادي النشوان بالعطر والندى يطل عليه السفح بالحلل النضر
سليها فمن على كل نفحة بها اثر يروي المكتم من سري
سلي عن أغاني الحياة فلم يزل بسمعها رجع من النغم البكر
لئن أخفتها قسوة الدهر فترة لفي النفس لحن عز عن قسوة الدهر
فقد يخرس الطير الحبيس وملؤه حنين يهز الروح للأفق الحر
وددت لواني جارك العمر كله أذود بنفسي عنك عادية الغدر
تضوء عشياتي برياك فتنة وتسكرني نجواك في البكر الخضر
ويسبقني في الحقل ظلك عابثاً فأقفز فوق الشوك في إثره أجري
وأنعم تحت العش في حضن مضجع يسيل عليه الطل من أكؤ س الزهر
فراشي فيه العشب غضاً ممهداً وثيراً ولكن الوساد من الصخر
ومن ورق الدفلى علي غلالة تقي جسمي العاري أذى البرد والحر
منى من تهاويل الخيالات حاكها صناع من الوهم المجنح في صدري
حلمت بها في غفوة الخطب برهة فلما صحا جفت رؤاي من الذعر
وهمت بذكراها وقد حال بيننا غياهب من ليل الحقيقة والفكر
أعدت الى القلب المحطم طيفها جديداً فعاد السحر في دمه يسري
وأنسيته أوجاع دنيا هوت بها زعازع تذرو الموت في البر والبحر
طغا في مغانيها الدمار وصوحت مفاتنها - رغم النهى - شهوة الشر
فخلي جفوني المغصمات تضمها قليلاً وخلي الطيف يلمسه ثغري
ولا تفسدي بالشك نشوة حلمنا فما هي إلا فترة ثم لاندري