موعد سباق الجائزة الكبرى البحريني 2013 , اسباب وتفاصيل الاحتجاج على سباق الجائزة الكبرى البحريني الفورملا-1 موعد سباق الجائزة الكبرى البحريني 2013 , اسباب وتفاصيل الاحتجاج على سباق الجائزة الكبرى البحريني الفورملا-1 موعد سباق الجائزة الكبرى البحريني 2013 , اسباب وتفاصيل الاحتجاج على سباق الجائزة الكبرى البحريني الفورملا-1
يعود سباق الفورملا-1 إلى البحرين هذا الأسبوع، وقد هدد المحتجون في هذه الدولة الخليجية الصغيرة مجددا بتعطيل السباق السنوي الكبير، لكن من الذي يحتج في البحرين ولماذا؟تتشكل مملكة البحرين، التي تتضاءل بجوار جارتها الكبيرة المملكة العربية االسعودية، من 33 جزيرة في الخليج، وقد شهدت اضطرابات وأعمال شغب بشكل يومي تقريبا لأكثر من عامين.وقد بدأت المشاكل في الظهور مع اندلاع الربيع العربي، وهو موجة ثورية من المظاهرات والحروب الأهلية في العالم العربي، في بداية عام 2011.واندلعت الاحتجاجات في العاصمة البحرينية المنامة يوم 14 فبراير/شباط عام 2011، وذلك عندما احتل محتجون دوار اللؤلؤة، أحد أبرز المعالم الرمزية في البحرين، وكانوا يناودن بالإصلاح والديموقراطية في بلد تحكمها عائلة آل الخليفة المالكة منذ أكثر من 200 عام.وكان العديد من المحتجين من المسلمين الشيعة، الذين يشكلون أغلبية السكان في البحرين.ويبلغ عدد سكان البحرين 600 ألف بحريني، ويمثل الشيعة نحو 60 في المئة من هذا الرقم، وهناك عدد كبير من المغتربين أيضا، مما يجعل مجموع سكان هذا البلد أكثر من مليون شخص.ومثلهم مثل الغالبية العظمى من العرب في منطقة الشرق الأوسط، تنتمي عائلة آل خليفة الحاكمة إلى الإسلام السني. أغلبية غير سعيدةوعلى مدى عقود، يشكو الشيعة في البحرين من التمييز، ومن نسبة البطالة المرتفعة، ومن السكن غير اللائق، وذلك في بلد أصبح غنيا بسبب النفط الذي اكتشف عام 1931.وفي فترة التسعينيات، كانت هناك حملة واسعة النطاق استهدفت قادة الدين من الشيعة، وشخصيات سياسية معارضة، ونشطاء حقوق إنسان، وقد واجهوا اعتقالات تعسفية، وسوء معاملة خلال احتجازهم، كما توفي 40 شخصا خلال قمع المعارضة.وقد تحسنت الأوضاع في البلاد بشكل كبير بعد تولي الملك السلطة عام 1999، واعدا بالإصلاح.وقد أشرف الملك حمد بن عيسى آل خليفة على الانتخابات البرلمانية، وعلى تخفيف القيود على الصحافة، والإصلاحات الاقتصادية، وهو ما أعطى نشطاء حقوق الإنسان والأغلبية الشيعية أملا جديدا.وفي ظل هذا المناخ من الأمل استطاعت البحرين أن تحصل على مكانة مهمة في قائمة سباق الفورملا-1، وكان السباق الأول الذي جرى في حلبة البحرين الدولية بمنطقة صخير عام 2004، وبلغت جوائزه 94 مليون جنيه استرليني، قد حقق نجاحا كبيرا.وقد مر هذا الحدث بسلاسة لعدة سنوات، وقد حاز إعجاب جميع البحرينيين تقريبا. أمير له رؤيةوكان سباق الفورملا-1 في البحرين من أفكار ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وقد نظر إليه البعض على أنه مجدد ومصلح، وقد شهد قوة هذا الحدث الدولي الذي قدم البلاد لجمهور عالمي كبير.ومع الإصلاحات الأخرى التي قدمتها، تضع البحرين نفسها كدولة خليجية تقدمية منفتحة على الغرب وتأثيراته. وقد أثبت سباق الفورملا-1 أنه منصة رائعة لنقل هذه الرسالة، وقد ازدهرت البلاد والسباق معا.لكن هذا الصعود السلس تعرض لضربة عام 2011، حينما أدت الاضطرابات في المملكة إلى تأجيل ثم إلغاء هذه المسابقة التي تعرف أيضا بسباق الجائزة الكبرى.وكان احتلال المحتجين لدوار اللؤلؤة أمرا سلميا، لكنه تحول بعد ذلك إلى العنف الدموي، حيث أُخلي الميدان بالقوة مما أدى لمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة المئات.وقد وجدت الحكومة نفسها في موقع المشاهد، بينما استمرت المظاهرات السلمية، وأعيد احتلال دوار اللؤلؤة مرة أخرى.وأخلت الحكومة أخيرا الدوار مرة أخرى حينما دخلت قوات من المملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى من مجلس التعاون الخليجي إلى المملكة في مارس/آذار عام 2011 فيما عُد لحظة إهانة للعائلة الحاكمة. إلغاء السباقوفي الأشهر التي أعقبت دخول قوات مجلس التعاون الخليجي وإلغاء سباق الجائزة الكبرى، توفي أكثر من 50 شخصا، من بينهم خمسة من قوات الأمن.وقد اعتقل مئات الأشخاص، وتعرض العشرات منهم للتعذيب في السجون، وأدينوا أمام محاكمات عسكرية، في حين تم فصل أكثر من أربعة آلاف شخص من وظائفهم، من بينهم 29 موظفا من العاملين في مضمار السباق بمنطقة صخير.وكانت الأغلبية العظمى من هؤلاء المتضررين، بما في ذلك موظفي شركة BIC، من الشيعة.وقد أدت الانتقادات الدولية إلى تعيين الملك حمد للجنة من الخبراء في مجال حقوق الإنسان للتحقيق في أحداث فبراير/شباط، ومارس/آذار 2011.وكان تقرير لجنة البحرين المستقلة لتقصي الحقائق برئاسة الخبير المصري شريف بسيوني يمثل إدانة لاذعة للحكومة، لكن الملك حمد قبل نتائج هذه اللجنة ووعد بإصلاحات شاملة.وقالت الحكومة، كدليل على التزامها بالإصلاح، إن نظم تطبيق القانون تم إصلاحها، وتم إعادة الموظفين الذين فصلوا تعسفيا إلى وظائفهم، وأنشئت وحدة خاصة للنيابة للتحقيق في مزاعم سوء المعاملة.لكن المنتقدين يقولون إنه منذ صدور التقرير لم يتغير إلا القليل، ويشيرون إلى السجناء السياسيين الذين لا يزالون قيد الحبس، وإلى الاعتقالات المستمرة، وإلى ما يصفونه بالضربات القضائية المفرطة ضد المحتجين الشباب، وإلى الاستخدام المفرط للغاز المسيل للدموع.وقد انطلق سباق السيارات العام الماضي، لكن في جو من تشديد الإجراءات الأمنية، والتوترات المستمرة، والبعيدة عن الجو الاحتفالي لسباق الفورملا-1 الذي استمتعت به البحرين قبل الانتفاضة عام 2011.وقد تمكنت الشرطة من إنقاذ أربعة من الفنيين في فريق فروس إنديا بعد وقت وجيز من اندلاع مواجهة في إحدى الطرق الرئيسية بين مجموعة من الشباب الذين يقذفون قنابل المولوتوف وبين الشرطة التي ترد باستخدام قنابل الغاز.ولم يصب أي من أعضاء الفريق بأذى، لكن اثنين منهم طلبا العودة إلى بلادهم. انفجار سيارة يهز العاصمةوسعت الحكومة لطمأنة مشجعي سباق الفوملا-1 والمجتمع الدولي بأن سباق هذا العام سيكون آمنا.وفي مؤتمر إعلامي، قالت وزيرة شؤون الإعلام البحرينية سميرة رجب إن الوضع في البحرين "مطمئن جدا"، وألقت باللوم على وسائل الإعلام الأجنبية لأنها "تهاجم (الجانب) الأمني بشكل مفرط".وأضافت: "لم يكن هناك تصعيد رئيسي في العنف على الأرض في الفترة الأخيرة مع اقتراب موعد سباق الجائزة الكبرى".لكن وقوع انفجار سيارة في قلب المنامة بعد ساعات قليلة من حديثها كان بمثابة إشارة واضحة إلى أن الأمور ليست على ما يرام في البحرين، بالرغم من هذه التطمينات.وأعلنت مجموعة غامضة من المحتجين تطلق على نفسها اسم حركة 14 فبراير/شباط مسؤوليتها عن الانفجار.ومع استمرار الاضطرابات وعدم إحراز تقدم ملحوظ، يستمر الشباب الغاضب في القرى الشيعية في إطلاق الزجاجات الحارقة بشكل يومي، وفي إشعال إطارات السيارات التي تعوق الطرق، وفي إدارة المعارك مع الشرطة.وكان الرد من قبل السلطات عنيفا، إلا في حالات ناردة، مع إطلاق الشرطة لأعيرة الخرطوش من مسافات قريبة، ولكميات كبيرة من قنابل الغاز المسيل للدموع على كل من المحتجين السلميين، وأولئك الذين يمارسون العنف.ولأن البحرين مكان صغير، وأغلب سكانه يعيشون في منطقة ليست أكبر من حجم مدينة لندن وضواحيها، فإن الجميع يتأثرون بالاضطرابات المستمرة بشكل أو بآخر. أكبر من أن يكون سباقاوغير أي مكان أخر تجري فيه سباقات الفورملا-1، تجد البحرين نفسها في مستنقع سياسي ليس له مخرج يسير، وسوف يسعد منظمو هذا السباق بلا شك إذا خفت حدة الجدل السياسي حول هذا الحدث.لكن سباق الفورملا-1 في البحرين أصبح يمثل أكثر من كونه مجرد سباق للجائزة الكبرى، وبشكل ساخر، فإن مكانة هذا السباق الدولية هي من ضمنت له، غير أي رياضة أخرى في البحرين، أن يصبح رمزا استراتيجيا لكلا الطرفين (المؤيد والمعارض للحكومة).فبالنسبة للحكومة ومؤيديها، تدلل إقامة مثل هذا السباق على أن المملكة مستقرة وتعود إلى سابق عهدها، وبالنسبة للمعارضة فإن السباق ليس إلا محاولة لإخفاء ما يقولون إنه حقيقة قبيحة للحياة اليومية في المملكة.وبالنسبة للأشخاص العاديين في البحرين، وللعدد الكبير من المغتربين أيضا، يمثل سباق الفورملا-1 سبيلا لوضع حد، على الأقل لأيام قليلة، للطرق التي تعوقها الإطارات المشتعلة، والحواجز الأمنية التي تقيمها الشرطة، ولاستنشاق الغاز المسيل للدموع في الهواء.