تحميل رواية لا طريق إلى الجنة حسن داوود , تحميل رواية لا طريق إلى الجنة حسن داوود , صورة من رواية لا طريق إلى الجنة حسن داوود كاملة
تحميل رواية لا طريق إلى الجنة حسن داوود
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]تبدأ الرواية في مستشفى حل فيه بطلها. وبطل الرواية هذا رجل الدين اظهرت الفحوص الطبية انه مصاب بسرطان وهو ما زال في سن ليست بالكبيرة المتقدمة. ابلغه الطبيب انه مصاب بسرطان "ليس سريعا" وان الحياة ستكتب له بعد عملية جراحية يجب ان تجرى له.
كان يهجس بهذا المرض حتى كأنه قد استجلبه واستدعاه ليصيبه. في المستشفى ركز جهده لا على التغلب على خوفه بل على اخفاء هذا الخوف عن الاعين. هو متزوج وله ثلاثة اولاد.. صبيان ابكمان وبنت. وابوه الذي كان شيخا شهيرا عاجز يرقد في سريره ويحتاج الى رعاية دائمة. زوجته ناقمة على حياتها البائسة. وفي نفس البطل ميل شديد الى ارملة اخيه الذي توفي شابا. هذا الرجل تتمثل فيه حالتان.. حالة مرض كان يخاف منه وحالة حياة لم يكن يتمناها.
هو شيخ اي رجل دين بعمامته وجبته. انه امر اختير له ولم يختره هو. يقول "بعد ان لبست العباءة والعمامة بقيت اشعر انني مستعير ثياب سواي حتى انني كنت استغرب نفسي كيف انا... استغرب نفسي حين ينظر الي احد على الطريق تلك النظرة التي تسبق وصوله لي وقوله السلام عليكم. يراني اصغر مما يجب علي ان اكون. وهو سيعود ينظر اليّ ملتفتا نحوي بعد ان يصير ورائي لكي يتحقق مما استغربه في وليرى مشيتي التي حتى يومي هذا لا اعرف ان كانت مشية رجل يؤم الناس في صلاتهم.
"ذاك اني انقل رجليّ تنقيلا فيما اخطو بهما مؤرجحا يديّ الى الامام والخلف فأبدو كما لو انني مسرور بخفة حركتي. مشيتي هذه لن يغيرها تمريني امام المرآة في بيتنا ولا قول ابي انني امشي كأنني اهم بأن ارقص." كان ابوه قوي الشخصية جبارا ولعل ذلك اثر في شخصية الابن الذي ادرك انه لن يستطيع ان يكون في قوة الاب وسطوته.
خطب له ابوه فتاة وسافر مع الخطيبة الى النجف حيث كان يدرس. يقول عنها "وأنا رحت افكر في انها ربما كانت مثلي تنتظر ان تتاح لها حياة اخرى. انها مثل رفيقاتها من البنات تحلم بأن تعيش حياة غير التي عاشتها عند اهلها والتي ستعيشها معي".
كان تفكيره في ارملة اخيه يلهيه عن مرضه. قال له الطبيب انه سيحتاج الى العملية الجراحية وانه سيعيش لكنهم سيستأصلون بعضا من اعضائه وان امامه هذا او الموت. يقول "وتفضيل الموت على الخسارة لا نشاهده الا في الافلام ولا نقرأه الا في كتب الروايات".
الكاتب يصف بدقة تفاصيل اجواء المستشفى والاعداد للعملية ويصف الالام التي رافقتها.
بعد العملية عاد الى قريته وقرر وضع ولديه في مدرسة للصم والبكم. يقول "افكر في انهما ان تعلما شيئا سيريحانني من شعوري بالشفقة عليهما." يضيف "كنت مستعجلا ذهابهما. في احيان ارى ذلك يشبه رغبتنا في ان نسرع في انجاز امر لابد من حدوثه او يشبه ان تنفتح قناة كانت الماء عالقة بها".
نشعر بأن معظم علاقات هذه العائلة خاصة من جهة الرجل هي علاقات ميكانيكية آلية.
اما علاقته بأرملة اخيه فكانت تسبب له تصوره لاخيه الراحل وهو ينظر اليه مدركا ما يجري "اقول له ولكنك مت".بعد وضع الولدين في مدرسة الصم والبكم عادت ادارة المدرسة فرفضتمها بسبب عنفهما وعدوانيتهما. وما لبث ابوه ان توفي.
اخذ الرجل يتلكأ عن واجباته في الجامع حيث كان الذين يأتون للصلاة قلة في كل حال. في تلك الحقبة وبسبب اهماله واهمال رجال الدين امثاله عامة اخذت جماعات من المتدينين الملتحين من غير رجال الدين تحتل الجوامع في القرى وتجذب الناس اليها خاصة من هم صغار السن. كانت احزابهم ترسلهم كما قال البعض.
مرض ابنه الاكبر وصار يجب اخذه الى المستشفى كل اسبوعين. الرجل كسول كما تتهمه زوجته وعلاقاته الانسانية ميكانيكية ويكاد الامر يكون كذلك حتى مع اولاده.
في النهاية يبلغ صديقه ابا عاطف انه قرر ان يتبرع للجامع ومحتليه بكتب والده في ما بدا شبه تخل عن تراث اجداده الذي لم يعد ينسجم كثيرا مع الايام الحاضرة. وابلغه كذلك انه قرر خلع الجبة والعمامة والتخلى عن دور رجل الدين والعودة الى حياة الناس العاديين.