دلالات الزهور والثمار في تراث الحب العربي الذي نقل عنه المشعلاني:
فالسوسن عن العرب دلالته السوء.
وفيه يقول شاعر:
يا ذا الذي أهدى لنا سوسنا ما كنت في إهدائه محسنا
أوله سوء، فقد ساءني يا ليت أني لم أر السوسنا
أما عند الإفرنج فإنه يعني الحوار والوصال.
فإذا أرسل محب لمحبوبه سوسنا فإنه يعني أن يحرر له رسالة. ويتطير العشاق العرب من زهر الياسين لأن في اسمه يأس، يقول شاعر:
أهدي حبيبي ياسمينا فبي من شره الطيرة وسواس
أراد أن يؤنس من وصله إذا كان في شطر اسمه الياس
أما عند من نقل عنهم المشعلاني فيدل الياسمين على اللطف والأنس، والرمان عند العرب ينبئ بقرب الوصال واللقاء.
وعن اللوز قال الشاعر:
ومهد إلينا لوزة قد تضمنت لمبصرها قلبين فيهما تلاصقا
كأنهما حبان فازا بخلوة على رقبة في مجلس فتعانقا
الزهور في الحضارات و التاريخ
تاريخ الزهور
الزهور تتكلم .... نعم هي مقولة صحيحة ومتعارف عليها منذ القدم.
ماذا قالوا بالزهور؟
عادة إعطاء الزهور وما ترمز إليه بدأت منذ القدم وكانت تستخدم للتعبير عن المشاعر.
عند الفراعنة كانت الزهور توضع على المقابر وتدفن مع الأجسام، في زمن توت عنخ أمون منذ 3500 سنة كانت زهرة السوسن رمز لسلطة الفراعنة المصريين. وقد وجدت باقة ورد رسمية في قبر الفرعون الصغير.
زهرة السوسن لم تكن الوحيدة التي لها علاقة بالآلهة والملوك.
فعند الرومانيين القدماء كانت زهرة الأنيمن ترمز إلى الحب وكانت تبعثر على مذابح آلهة الحب.
وعند الإغريق كان أوفيد يحول الشباب جميلي الهيئة والأحجار الكريمة إلى زهور تسمى باسم الآلهة.
في العصور الوسطى، بتلة الكولمبين الشبيهة بالحمامة ارتبطت بالروح القدس، وزنبقة العذراء ارتبطت بالسيدة مريم العذراء.
وفي عهد الإليزابيثي كانت النساء تحملن الباقات الصغيرة ذات رائحة زهور و أعشاب سميت بـ توسي موسيس عطرة وذلك لتبعد الروائح الكريهة لاعتقادهم أن تلك الروائح هي وباء.
وتدريجيا أصبح تداول التوسي موسيس وباقات الزهور كهدايا، وأصبح استخدام الزهور ليس فقط في العلاج بل تطور وأصبح اختيار الزهور لجمالها.
وفي القرن السابع عشر، كان الناس مدركين لأهمية الزهور والنبات لارتباطه بالعادات القديمة لديهم، ولكن يعتقد أن مفهوم لغة الزهور نشأ لدى الحريم عند المسلمين.
وبناءا على الأساطير كان إذا تغير وضع الزهرة في الباقة بحيث مال ساقها إلى اليمين أو اليسارفإنه يعطي مفهوما وانطباعا ورمزا مختلفا عنه في كل وضعية ولها شعور خاص بها.
لغة الزهور في إنجلترا ارتبطت بالسيدة ماري ورتلي مونتاجو، عند نشر رسائل قسطنطين في عام 1763، فقد شرحت معاني الرموز. كتبت: ليس هناك لون، لا زهرة، لا عشب ... لا تمثل شعر أو آية خاصة بها.
من خلالها بإمكانك التشاجر، العتاب أو إرسال رسائل عاطفية أو عن الصداقة أو الأدب أو حتى إرسال الأخبار دونما تلوين أصابعك بالحبر.
لغة الزهور نقلت إلى شواطىء أوروبا وتم نشر أول قاموس خاص بلغة الزهور في باريس عام 1818 وتم إعادة طبعه 18 مرة وتم أخذ هذه القواميس الفرنسية إلى إنجلترا وأسبانيا في عمليات القرصنة.
أما في الولايات المتحدة هذه العادات تأخرت قليلا.
وبالرغم من أن بعض مؤلفوا هذه الكتب أشاروا إلى أن منبع تلك المعاني آتي من الشرق الأوسط إلى أنهم لم يتطرقوا إلى تفاصيل تلك المعاني.
في العهد الفكتوري كانت السيدات يشغلن وقت فراغهن وطاقتهن بزرع الحدائق والزهور.
وبتعدد قواميس لغة الزهور إلا أن معظمها اتفق على معانيها على سبيل المثال زهرة النرجس فهي تعني الأنانية التي تمثل أسطورة الشاب الجميل الذي فتن بجمال صورته المنعكسة على الماء فمال بجسده ووقع في الماء وغرق ولذلك أطلق عليه اسم النرجس لأن ساق هذه الزهرة يتمايل دائما نحو الماء.
ومن المتعارف عليه أيضا أن الزهور قد تحمل عدة معاني في نفس الوقت
(منقول للامانة)
(دندنه)