فتح 12 زرّاً من دشداشته الرمادية، تأهباً لمرور سماعة الطبيب التي بحجم (البريزة).. تقدم الطبيب تجاه السرير، سحب سماعته من على كتفه وضعها شمالاً، يميناً، وبقي يستمع بإنصات (لورشة القلب).. طلب منه الجلوس على السرير، فاستند بتباطؤ.. ثم وضع السماعة من جديد على ظهر ابي يحيى..ودقق مع كل شهيق وزفير..
*ابو يحيى: انا يا دكتور بشعر...
الدكتور: اشششششش... حجي الوجع اللي بظهرك(بنخز نخز) صح؟
* ابو يحيى: ايوه..بنخز نخز!!.
هزّ الدكتور رأسه: وكتب له وصفة !!
***
بعد شهر لم يختفِ الوجع..زار الرجل طبيباً آخر..وضع الطبيب سماعته يميناً،شمالاً، فوق، تحت..طلب منه الجلوس على السرير و(القرمزة)تحت السرير..وبعد أن دقق مع كل شهيق وزفير
*ابو يحيى: انا يا دكتور بحسّ...
الطبيب: اشششش.. حجي الوجع اللي بظهرك (بشلخ شلخ) صح؟
*ابو يحيى: ايوه..تقول انك معي..بشلخ شلخ يا دكتور..
هز الدكتور رأسه: وكتب له وصفة جديدة..
***
بعد شهرين آخرين لم يختف الوجع، فزار ابو يحيى طبيباً ثالثا..وضع الطبيب سماعته على يسار صدر ابي يحيى ثم على يمينه ثم على (السرّة) و(الركبة) ومناطق أخرى يصعب حصرها أو يحظر ذكرها..وبعد ان دقق في كل شهيق وزفير، وفي كل عطسة وسعلة..
*ابو يحيى: الوجع يا دكتور بيجيني..
الطبيب: اشششش.. حجي انت الوجع اللي بظهرك (بنقُف نقــُف) صحّ!!
*ابو يحيى: ايوه الله ينوّر عليك..فعلاً (بنقف نقف)!!
هز الدكتور رأسه: وكتب له على (كبسولات) (انتي نــقُــُف) anti naguf
***
الشعوب العربية مع حكوماتها مثل حالة ابي يحيى: لا هي قادرة أن تصف أوجاعها، ولا الطبيب مستعد لسماعها..