ونحن على أبواب الشهر الكريم، مرة بعد مرة تعود الكرّة، ويعود الحديث والنقاش حول الاستعانة بآلات الرصد في رؤية هلالي شهر رمضان المبارك، وعيد الفطر السعيد، ومرة أخرى توجه التهم وينعت علماء المسلمين بالتخلف والجهل، في حين أن طلاب المرحلة الإعدادية في أوروبا، على سبيل المثال، يدرسون حركة القمر وبإمكانهم أن يحددوا لنا مواعيد شهر رمضان المبارك والعيد السعيد بالتمام بعد ثلاثين عاما منذ اليوم، وبطريقة حسابية بسيطة أو بواسطة برنامج حاسوب.
إن الاستعانة بآلات الرصد أمر ضروري لإخراج أنفسنا من هذه البوتقة ومن هذا الموقف الذي يحرج الإسلام في كل عام أمام العالم خاصة إذا ما أعلنت كل دولة عربية أو إسلامية العيد على هواها وحسب هيئاتها الدينية أو السياسية أحيانا!
نلاحظ أن دور الإفتاء في العالم الإسلامي اليوم إنما تأخذ بالحديث النبوي الشريف أكثر مما تأخذ بالقرآن الكريم ويعتمد مصدروا الفتاوى على الحديث الشريف القائل "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين" في حين أنهم لا يأخذون بالآية الكريمة "والشمس والقمر بحسبان" ولا يأخذون بالآية الكريمة "ويسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج". لماذا هم يستعينوا بالساعة لتحديد مواعيد الصلاة كل يوم ولا يخرجون لرصدها؟ فإن للشمس أيضا حركة محسوبة وكذلك للقمر لقوله تعالى "والشمس والقمر بحسبان". ولماذا لا يجوز الاستعانة بالتليسكوب ما دام هو متوفر في حوزة الفلكيين العرب، ولن يبخلوا في خبرتهم على علماء المسلمين! شو رأيك ؟