يحتفل العراق في السادس من كانون الثاني من كل عام بذكرى تأسيس جيشه بعد تشكيل أول فوج له في عام 1921 سمي بفوج موسى الكاظم .
ويعد الجيش العراقي الذي يحتفل به اليوم بالذكرى الـ[92] من الجيوش العربية الاولى في المنطقة وان لم نبالغ ان قلنا كان اقواها .
ففي السادس من كانون الثاني من عام 1921 اعلن عن تأسيس الجيش العراقي الذي اتخذ من خان الكربولي في مدينة الكاظمية مقراً له، وفي تموز من العام نفسه تم تشكيل اولى وحداته المقاتلة واطلق عليها فوج [الامام موسى الكاظم عليه السلام] وبعدها بشهر تم تشكيل كتيبة الخيالة الاولى واطلق عليها [كتيبة الهاشمي] ، ثم توالت عمليات اكمال المفاصل الاساسية للجيش العراقي فتم تشكيل الصنوف والمدارس على اسس حديثة، وعلى عقيدة عسكرية مستندة الى النبل والمهنية والفروسية والاخلاقية العالية.
وتشكلت أيضا وزارة الدفاع العراقية التي ترأسها الفريق جعفر العسكري واعتمد الجيش على المتطوعين وشكلت الفرقة الأولى مشاة في الديوانية والفرقة الثانية مشاة في كركوك، في العام 1931 استقل العراق من بريطانيا وكانت القوة الجوية العراقية قد شكلت، تبعتها بعد سنوات القوة البحرية بعدة زوارق نهرية.
ولم تخل مسيرة الجيش العراقي من منعطفات كانت بعضها سياسية حيث زجه بعض قادته العسكريين في انقلابات عسكرية على الانظمة الحاكمة ابرزها ثورة 14 تموز 1958 التي قام بتنفيذها العميد عبد الكريم قاسم مع زميله في التنظيم عبد السلام محمد عارف والتي أنهت الحكم الملكي وأعلنت قيام الجمهورية العراقية .
وخلال 92 عاما شهد الجيش العراقي تحولات ومنعطفات وخاض حروبا ومعارك لم تتوقف حتى الساعة ، وكانت هذه السنوات الطويلة حبلى بالأحداث والمتغيرات، ولم يخرج الجيش العراقي من حالة الانذار طوال تلك الاعوام نتيجة سياسة النظام السابق التي خاض فيها حروبا مع ايران والكويت ودول التحالف فضلا عن الحروب الداخلية مع الاكراد ابتداءً من عام 1980 ولغاية سقوطه في عام 2003 .
وبعد دخول القوات الامريكية الى العراق بعد 2003 قامت الولايات المتحدة بحل الجيش العراقي وبناء تشكيلاته من جديد .
ولم تكن نهاية النظام السابق نهاية لحالة الانذار والمعارك للجيش العراقي بل بدأت بعدها مرحلة جديدة من الانذارات العسكرية والمعارك الداخلية مع الارهاب والمليشيات والعصابات المسلحة .
ومع الاختلافات والخلافات السياسية التي تشهدها الساحة العراقية بدأت بعض الجهات بأتهام القيادة العليا للقوات المسلحة بتسيس الجيش وما ان ينفذ أي عملية اعتقال او مداهمة حتى تتعالى الاصوات منددة ومستنكرة العملية حتى وان كانت هناك اوامر قضائية بالقاء القبض واصبحت هذه الاستنكارات السمة الغالبة التي ترافق العمليات العسكرية التي تنفذ في بعض المناطق .
ولم يكن الجيش العراقي الرسمي وحده في الساحة فهناك تنظيمات وجماعات مسلحة غير رسمية اتسمى جيوشا مثل الجيش الاسلامي في العراق وجيش الراشدين وجيش اهل السنة وجيش المهدي وجيش اهل الحق واللواء الموعود والجناح المسلح لما يسمى بدولة العراق الاسلامية واخيرا ظهور ما يسمى بالجيش العراقي الحر بالاضافة الى قوات حرس اقليم كردستان [البيشمركة].
وخاض الجيش العراقي مع البعض من هذه الجيوش معارك شرسة والبعض الاخر اختلف معها وكادت تصل حد الاقتتال لكن النتيجة كانت لصالح الجيش العراقي الرسمي في كل المخاضات رغم الحالة السياسية المتعثرة والمتأزمة.
ولم تكن المؤسسة العسكرية بعيدة عن الفساد المالي فقد شابت بعض صفقات التسليح شبهات فساد ابرزها الصفقة مع روسيا حيث شكلت لجنة برلمانية بهذا الخصوص وفي تسريبات من هذه اللجنة اعلنت عن اسماء المتورطين فيها وجميعهم من المسؤولين الكبار والتحقيق مازال جارياً في القضية .
المطالبات مازالت مستمرة بتطوير امكانات الجيش العراقي وتسليحه باحدث الاسلحة والتقنيات العالية لكونه يبقى سور الوطن والمدافع عن ارضه ومائه وسمائه وشعبه ولا احد سواه.