سوريا: لن يستطيعوا شرعنة الإرهاب!

لن يستطيعوا شرعنة الإرهاب!

لا يتوقعنّ أحد أن يسعى «الأصدقاء» المزعومون لفك الحصار الاقتصادي عن الشعب السوري, ولم يكن أحدٌ من هذا الشعب يتوقع أن يغلق هؤلاء أبواب الإرهاب في اجتماع مراكش.. لكن ما أدهش الجميع أن يقف رئيس «ائتلاف الدوحة» على المنبر ويطلب من الولايات المتحدة الأميركية أن تعيد النظر بتصنيف «جبهة النصرة», وتشطبها من قائمة المنظمات الإرهابية!

لقد أكدت معظم الجرائم التي ارتكبها المسلحون على الأرض السورية, ومنذ الأسبوع الأول للأزمة أن أصابع «القاعدة» ومشتقاتها هي التي تقف وراء تلك الجرائم, وأن نشر الإرهاب والترويع والفوضى هو الهدف الأهم لتلك المجموعات المسلحة المدعومة من أميركا وحلفائها, حيث كانت مواقف أعداء سورية تنصب على تسويق تلك الجرائم على أنها «حراك سلمي», من خلال المئات من الفضائيات ووسائل الاتصال الأخرى, وكذلك من خلال تقديم الغطاء السياسي الذي يكفل استمرار نزيف الدماء على الأرض السورية, والاستمرار في معاقبة سورية بكل مكوناتها على موقفها التاريخي المناهض لأميركا و«إسرائيل» ولدول الاستعمار القديم التي حافظت على ممارسة أدوارها المشبوهة بقفازات عصرية..

الجديد في تصريحات رئيس «ائتلاف الدوحة» هو هذه المطالبة الوقحة لأميركا وللعالم الاعتراف بشرعية جرائم فصائل «القاعدة» المختلفة وتزويدها بالسلاح والمال والرجال للإجهاز على ما تبقى من عروبة وإسلام وكرامة في دول المنطقة ككل, خاصة أن رئيس الائتلاف يعلم بأن وضع «جبهة النصرة» على قائمة المنظمات الإرهابية يعني وضعه شخصياً ووضع ائتلافه والدول الداعمة فهذا «الائتلاف» وفق ماسماه وزير خارجية قطر على قائمة الإرهاب.

لقد أكد «أصدقاء إسرائيل» الذين تنادوا للتآمر على الشعب السوري في مراكش مؤخراً أنهم أعداء للشعب السوري, وأعداء لشعوبهم, وأعداء للأمن وللسلم الدوليين, وقد حاولوا التغطية على انفضاح نياتهم بتزوير تصريحات لميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي للإيهام بأن الموقف الروسي قد اقترب من مواقفهم المريبة تجاه الأزمة السورية, وسارعوا لنصب بطاريات «باتريوت» فوق الأراضي التركية إمعاناً في ممارسة العدوان على سورية وإيران وروسيا وحتى على الشعب التركي الذي يرفض سياسات أردوغان وسياسات أسياده في واشنطن... لكنهم لن يحصدوا إلا الفشل والخيبة ولن يستطيعوا تشويه صورة سورية التي تكافح الإرهاب, ولن تستطيع محاولات هؤلاء الخائبين السائرين وراء أميركا و«إسرائيل» وقطر وغيرهم من أطراف التآمر, نزع صفة الإرهاب عن الفصائل التي تحاول إيهام العالم بأن طريق الديمقراطية يمر عبر دخان السيارات المفخخة, وأشلاء الأطفال التي تتناثر بعد كل عملية تفجير آثمة..

إن سورية التي لن تتهاون في مكافحة الإرهاب, تمد يدها وتفتح صدرها لكل المعارضين الذين يتبنون أجندات وطنية, لبدء حوار وطني شامل يفضي إلى تجاوز الأزمة, وبناء سورية القادرة المتجددة على حماية أبنائها من أعداء الداخل والخارج على حد سواء.

بقلم: محي الدين المحمد