شيع إلى مثواه الأخير في مقبرة الدحداح بدمشق، بعد ظهر اليوم الاثنين، الفنان السوري محمد رافع، والذي توفي أول أمس السبت مقتولا، بعد يومين على اختطافه، على أيدي مجموعة مسلحة في العاصمة السورية أطلقت على نفسها اسم ” كتيبة أحفاد الصديق” وذلك على خلفية موقفه السياسي من الأزمة السورية والتي قالت الجماعة المسلحة أنها صفّته نظرا لدعمه النظام السوري.
وشارك في مراسم الدفن نخبة من نجوم الوسط الفني في سورية وعدد كبير من أعضاء نقابة الفنانين، فضلا عن مسؤولين حكوميين ومثقفين سوريين معروفين، إضافة إلى غفير من الشعب ممن عدوا رافع شهيدا في سبيل الوطن.
محمد رافع، وقبل ثلاث سنوات تماما، كان من ضمن فئة محدودة من الممثلين السوريين الفلسطينيين الذين تمكنوا من زيارة قطاع غزة المحاصر والمحتل.
ذهب جنبا إلى جنب، مع دريد لحام ومع والده أحمد رافع ، والكاتب الشهير هاني السعدي وآخرين…وحينها، وإثر العودة، سألناه، ماذا جلبت لنا معك من غزة؟… كان جوابه مؤثرا ومرتبطا بأرض الآباء والأجداد وجدانيا. قال: لم أجلب شيئا، لأن حُبيبات التراب التي جلبتها معي من أرض فلسطين لأنثرها على المحبين السوريين، أكلتها في طريق العودة عندما جعت.
وردا على سؤال آخر عن شعوره حين وطأت قدماه أرضا مقدسة تحولت إلى قضية دولية وتاريخية، قال: لا شعور سوى أنني بات بإمكاني اليوم أن أموت دون أحزن على شيء.. يهمني أنني زرت بلدي وأرضي.. نمت في فلسطين.. تمشيت في شوارع غزة.. أكلت هناك، شربت.. لا شيء يحزنني بعد اليوم…أنا جاهز للموت في أية ساعة.
والد محمد رافع :
والد الفنان الراحل، الممثل الشهير أحمد رافع، أكد إن ولده محمد هو شهيد لوطن ولقضية عادلة، مشيرا إلى أن سعر ولده بسعر كل شهداء سورية من عسكريين ومدنيين، داعيا السوريين إلى الكف عن متابعة حوار النار، والركون إلى طاولة مفاوضات.
فنانون…
وعبر فنانون حضروا مراسم الدفن عن عمق حزنهم على رحيل محمد والطريقة التي قضى بها، مذكرين بأن الحق لا يضيع طالما أن وراءه من يطالب به.