فتوى الشيخين بن عثيمين وبن فوزان في حكم الأضحية خارج البلاد
قال الشيخ العلامة محمد العثيمين- رحمه الله-: (...الأضاحي عبادة محددة معينة لأنه لو كان المقصود الانتفاع باللحم لكان الإنسان يشتري لحماً ويتصدق به يوم العيد،أهم شيء الذبح لله-عز وجل- كما قال –تعالى-: (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم) [الحج37]. ،ثم إنك إذا أخرجت دراهم ليضحى عنك في بلاد أخرى فقد خالفت أمر الله؛ لأن الله-تعالى- قال: (فكلوا منها وأطعموا البائس والفقير) [الحج28]. ،وهل يمكن أن تأكل منها وهي تضحى في الصومال؟.. لا ،إذن خالفت أمر الله ،وقد قال كثير من العلماء : "إن الأكل من الأضحية واجب يأثم الإنسان بتركه" ،وبهذا نعرف أن الدعوة إلى استجداء الدراهم ليضحى في خارج البلاد دعوة غير سليمة ،وأنه لا ينبغي للإنسان أن يساهم في ذلك بل يضحي في بيته وعند أهله ،وتظهر شعائر الإسلام في البلاد ،ومن أراد أن ينفع إخوانه في أماكن محتاجة فلينفعهم بالدراهم والثياب وغير ذلك، أما شعيرة من شعائر الإسلام يتقرب إلى الله بذبحها والأكل منها فإنه لا ينبغي أبداً أن يفرط الإنسان بها...)أ.هـ كلامه.[شريط/أحكام الحج/الوجه الأول].
وقال الشيخ العلامة صالح الفوزان – حفظه الله-: (وأما ما أحدثه بعض الناس من دفع ثمن الأضحية للجمعيات الخيرية لتذبح خارج البلد وبعيداً عن بيت المضحي ،فهذا خلاف السنة وهو تغيير للعبادة ، فالواجب ترك هذا التصرف وأن تذبح الأضاحي في البيوت وفي بلد المضحي كما دلت عليه السنة، وكما عليه عمل المسلمين من عهد الرسول –صلى الله عليه وسلم- حتى حصل هذا الإحداث ،فإني أخشى أن يكون بدعة ،وقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" ،وقال عليه الصلاة والسلام: "وإياكم ومحدثات الأمور ،فإن كل محدثة بدعة ،وكل بدعة ضلالة" ،ومن أراد أن يتصدق على المحتاجين فباب الصدقة مفتوح ،ولا تغير العبادة عن وجهها الشرعي باسم الصدقة)أ.هـ كلامه.[مجلة الدعوة/العدد