خَلفَ أَسوارِ الحنِيْن
مازلْتُ أَقبعُ حَائرةً وحدِي
أُسافرُ في أَروقةِ الأَحزان
بَحثاً عنِّي ...
منذُ أَعلنَ الغيَابُ عنْ نفسهِ
وانطفأَتْ جذْوَةُ الشوقِ والحنِيْن
أصبحَ الوَجَعُ المرسُومُ في ملامِحِي
هُوَ رفيقُ
أمسِي
ويَومِي
وغَدِي
أَحْملُ العُمْرَ بقَايَا حُطَامٍ
وحنِيْنِي المصلوبَ علَى جذْعِ الغيَاب
كـ لحظةٍ هَاربةٍ وقَعَتْ في أَسْرِ الأَوْجَاع
خلفَ أَسوار التَيْهِ
أقبعُ وحدِي
أَسترْجِعُ كلَّ مامضَى
أَنفاسِي الحارةُ المجهدَةُ هيَ الشاهِد
علَى هَذا المارَاثون الطَويل
الذي قطعتُهُ فِي درُوبِ الغيَاب
كَي أَبْحثَ عنِّي ولَمْ أَجدْنِي
تلوكُنِي أَحزانِي كُلَّ مَساءٍ
كـ طفلةٍ يتيمةٍ بائسةٍ دَهَستْهاُ الأَيام
كلمَّا تَمتدُّ يَدي لنقطةِ ضوءٍ تلوحُ لِي
تَتَساقطُ علَى الرُّوحِ الآلامُ
فترجعُ يدي خَاليةَ الوفاضِ منَ الفَرَح
يُغرِقُنِي البكاءُ
وترتدينِي الأَحزانُ كلِّي
أَتوجَهُ إلَى نافذةِ اللَّيل
علَّنِي أتنفَّسُ الفرَحَ فِيها
منذُ شتاءٍ رماديٍّ مضَى
وخريفٍ حَلَّ بعمْري
حين تسَاقَطَتْ فيه كلُّ أَحلامي
كـ أَوراقِ الشجرِ الجافَة
وربيعٌ بلا أحلامٍ أو تمنِّي
مازلتُ أبحثُ عنِّي
مازلتُ أَبحثُ عنِّي[b]