عكست العديد من الأوساط السياسية والفكرية قلقها تجاه ترشيحات نوبل للسلام لهذا العام، والتى ينتظر الإعلان عن الفائز أو الفائزين بها الجمعة، وذلك فى ضوء الأسماء الثلاثة المطروحة حاليا بقوة وهى للأكاديمى الأمريكى جين شارب المتخصص فى المقاومة السلمية للعنف، والناشطة الأفغانية فى مجال حقوق الإنسان وقضايا المرأة سيما سمر، والراهبة المصرية ماجى جبران التى كرست حياتها لخدمة الفقراء فى الأحياء والمناطق العشوائية.
وتطرح شخصيات أخرى نفسها داخل القائمة المرشحة لنوبل للسلام لهذا العام وهى الجندى الأمريكى برادلى مانينج المتهم بتسريب الوثائق السرية الأمريكية إلى موقع ويكيليكس، ورئيسة الحكومة الأوكرانية السابقة يوليا تيموشنكو والمسجونة حاليا بتهمة الفساد، وطبيب النساء الكونغولى دنيس موكويجيه، الذى قام بمعالجة النساء اللاتى تم اغتصابهن من الميليشيات الرواندية.
كما تضم قائمة جائزة نوبل للسلام لعام 2012، الصحفيين السويديين يوهان برسون، ومارتين شيبى، المسجونين فى إثيوبيا بتهمة التجسس، والمنشق الكوبى أوزوالدو بايا سارديناس الذى لقى حتفه هذا العام، والرئيس الأمريكى السابق بيل كلينتون، والناشط السياسى المصرى وائل غنيم، والمستشار الألمانى السابق هلموت كول، والناشطة السياسية التونسية لينا بن مهنى، ورجل الأعمال الأمريكى بيل جيتس مخترع نظام ويندووز، والمدونة الكوبية يوانى مايا سانشيز كورديرو، والناشطة السياسية الروسية لودميلا آلكسييفا، وذلك بخلاف صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "اليونيسيف".
ويرى المراقبون النرويجيون، أن الناشطة الروسية لودميلا آلكسييفا التى يناهز عمرها 85 عاما، التى تم طرح اسمها عدة مرات من قبل تعتبر من بين الشخصيات المفضلة لدى رئيس لجنة نوبل للسلام ثوربيورن ياجلاند الذى يشغل أيضا منصب أمين عام مجلس أوروبا خاصة وأنها ستكون فرصة للتأكيد على استقلال دوره داخل لجنة نوبل عن الاعتبارات السياسية التى ستثير غضب الرئيس الروسى فلاديمير بوتين.
وأضافوا أن اختيار معارض روسى سيعيد مجددا الجدال حول طبيعة "نوبل للسلام" وهل هى جائزة أم ثمنا سياسيا خاصة بعد أن تم منحها من قبل للرئيس الأمريكى باراك أوباما فى عام 2009، وبعده للمنشق الصينى ليو تشياوبو فى عام 2010، منوهين بأن الجائزة تحولت مؤخرا إلى ثمنا لمساندة التغيير السياسى وليس للمبادرات والإنجازات الفردية التى تهدف إلى نشر السلام والاستقرار والتنمية فى العالم.
وأوضح العديد من المراقبين أنهم يتطلعون إلى أن تثير الجائزة لهذا العام الانتقادات داخل الولايات المتحدة الأمريكية أو روسيا الاتحادية بمنحها لمعارضين للنظم السياسية هناك ودون اعتبار للمصالح الوطنية النرويجية، حيث أن منح الجائزة من قبل للمنشق الصينى تسبب فى العديد من المشاكل مع السلطات فى بكين.