أعمل في منزل أسرة "تالا" منذ ثلاث سنوات وألقى معاملة حسنة من كل أفراد الأسرة ، وأخوات "تالا" يعملونني بكل أدب، وكنت أذهب مع "تالا" إلى المسجد لحفظ القرآن الكريم، وأصلي وأصوم، ولكني لست نادمة أوحزينه على قتلي للطفلة تالا، وحاولت الإنتحار بشرب مادة "الكلوركس" السامة، وتقيأت دم بعدها، وفكرت قبل أقتل تالا، ولكني الآن أفكر بأنني "خربانه".
بهذه الإعترافات الباردة أدلت العاملة المنزلية من الجنسية الأندونسية التي قامت بقتل الطفلة المغدورة "تالا الشهري" قبل أيام، للزميله شذا الطيب في محبسها بسجن محافظة ينبع،في حديث ظهر عبر برنامج "الثامنة" مع داود الشريان لأول مرة عبر وسائل الإعلام .
وبررت الخادمة الإندونيسية إرتكاب جريمتها الشنعاء، بوصول رسالة نصية باللغة العربية والإنجليزية على هاتفها النقال، تقول:" أنتي ستذهبين وإنتهت إقامتك" وذكرت أن الرسالة تضمنت جملة " أنها تريد الموت...أرميها بالبحر" تقصد الطفلة "تالا". وقالت القاتلة: "لو لم تصلني هذه الرسالة ، لما كنت أرتكب جريمتي".
وأضافت: "وصلتني رسالة أخرى بتاريخ 27 سبتمبر الماضي مضمونها "ستسافرين"، ولكني لم أخبر أم "تالا" بمضمون الرسالتين".
وقالت أم الطفلة المغدورة "تالا" زينة الشهري ، في مداخلة هاتفية:" لن أعلق على كلام الخادمة ، وأترك الأمر لجهات التحقيق، فهذه جريمة واضحة المعالم والأطراف، وأتمنى ألا تتحول إلى قضية تطول أجرأتها، فهذه جريمة قتل نفس".
وزادت زينة الشهري" أتوجه إلى أعلى سلطة في المملكة ، خادم الحرمين الشريفين للنظر في هذه القضية، وأنا أطالب القصاص، ولن أتنازل عن هذا الحق مهما طالت القضية".
وروت زينة الشهري بحزن بالغ , تفاصيل الجريمة البشعة التي أودت بحياة ابنتها "تالا" التي لم تبلغ ربيعها الرابع على يد خادمتها الإندونيسية , وتقول الأم المكلومة : " في ذلك اليوم عدت بشكل طبيعي إلى المنزل بعد إنتهاء الدوام الرسمي في المدرسة التي أعمل بها , حوالي الساعة الثانية عشر وأربعين دقيقة , وكانت معي ابنتي "جنى" التي تدرس في الصف الخامس , بعد دخولي من باب المنزل توجهت إلى المدخل العائلي وحاولت فتحه لكني وجدته مغلق , فظننت أن المشكلة في المفتاح أو من الباب نفسه , وطلبت من "جنى" أن تقرع جرس المنزل لكن لم نحصل على إجابة , وحتى هذه اللحظة لم يساورني أي شك أبدا وكنت أعتقد أن ابنتي تشاهد التلفزيون بصوت مرتفع لذلك لم تسمع صوت الجرس , فاتصلت على هاتف الخادمة أكثر من خمسة عشر مرة دون أي رد فاعتقدت أنه ربما أغمي عليها في أحد غرف البيت , أمضيت ما يقارب النصف ساعة أمام المنزل دون أي نتيجة فذهبت إلى جارتي (أم عبدالله) ،وسألتها عما إذا كانت قد شاهدت الخادمة وابنتي فقالت أنها لم تراهم , واتصلت على زوجي وطلبت منه القدوم للمنزل كونه يحمل مفاتيح الأبواب الأخرى ،فأتى مسرعا وخلال الطريق اصطدم بسيارة أخرى فكلمني وقال أنه لا يستطيع الحضور بسبب الحادث , فألهمني الله واتصلت على الدفاع المدني ليقوموا بكسر النافذة ،وبعد الدخول سبقوني بناتي للدور العلوي الذي تنام به "تالا" فنزلوا يصرخون بطريقة جنونية وهيستيرية بعد أن وجدوا الخادمة ممدة على الأرض تتحدث بكلمات غريبة ، بعد أن صعدت توجهت لغرفة ابنتي , في الوهلة الأولى كنت مطمئنة بعد سماعي لصوت القرآن ،لكن بعد أن فتحت الأنوار تفاجأت من المنظر , نسأل الله السلامة والثبات " .
وأضافت بالقول : " الحادثة فاجعة هزت المجتمع السعودي بجميع أركانه ، ابنتي ماتت مغدورة على يد خادمة خائنة للأمانة , الخادمة تعمل لدي من ثلاث سنوات ،ولم نجد بها ما يثير الشك ،والكل يشهد لها بحسن السلوك والمعاملة , وكنا نعاملها أن وزوجي وبناتي على أساس أنها خادمة مسلمة أنا مؤتمنة عليها في مقابل أن بيتي وابنتي أمانة عندها عند غيابي".
وتشدد "أم تالا" قائله:" تصرفاتها كانت طبيعية جدا حتى يوم الجريمة , تقوم في السادسة صباحا تساعدني في تجهيز بناتي للذهاب إلى المدرسة , والعلاقة بين الخادمة و"تالا" كانت رائعة جدا لدرجة أنها كانت تناديها (دادا) , وكنت واثقة فيها إلى أقصى درجات الثقة والحمد لله على كل حال , لله ما أخذ وأعطى وأسأل الله أن يتقبلها عنده والمغفرة والرحمة لمن قضى في الحادث المروري الذي تسبب به زوجي , الأخ عبدالرحمن قنديل , وأسأل الله العافية لابنته "فرح" ويمن عليها بالشفاء