النوم يعمل على تنظيم هرموني الجوع والشبع

النوم يعمل على تنظيم هرموني الجوع والشبع

لايختلف اثنان على أضرار السهر الصحية والنفسيهةوالاجتماعية. وجاء في دراستين منفصلتين حديثتين أن الإفراط في السهر يزيد من مستوى هرمون الجوع، ويقلل من مستوى هرمون الشبع لدى الجسم.
وشملت إحدى الدراستين 12 رجلاً في بداية العشرينات من العمر، وأظهرت أن مستوى هرمون الشبع قد انخفض بمقدار 18% لدى الذين ناموا 4 ساعات فقط من الليل لمدة ليلتين، فيما ارتفع هرمون الجوع بمقدار 28%. كما أظهرت أن المشتركين فيها مالوا إلى تناول الأطعمة السكرية على حساب الفواكه والخضار أو مستحضرات الألبان. وقد يفسر ذلك حاجة الدماغ إلى طاقة سكر الجلوكوز السريعة والتي فقدها نتيجة السهر.
وثبت من الدراسة هذه أن النوم يعمل على تنظيم هذين الهرمونين.
أما الدراسة الثانية فقد وجدت أن أكثر الناس سهراً أو إفراطاً في السهر هم أكثر زيادة في الوزن، ووجدت نفس التغير الهرموني الذي وُجِدَ في الدراسة الأولى، وهو انخفاض مستوى الهرمون الذي يحرك حاسة الشبع، وزيادة مستوى الهرمون الذي يحرك حاسة الجوع لدى الساهرين.

أضرار بدنية متعددة
خلق الله سبحانه وتعالى النهار للعمل والليل للنوم، وفي النهار يصرف الجسم طاقاته ليعوّض في الليل ما صرفه منها، وعدم أخذ القسط الكافي من النوم يؤدي إلى ظهور أعراض وأمراض أخرى منها: التعب، الصداع، الغثيان واحمرار العينين وانتفاخهما، التوتر العصبي والقلق، ضعف الذاكرة والتركيز، سرعة الغضب، الألم في العضلات وبعض المشكلات الجلدية كالبثور
وغيرها.

السهر والكفاءة العضلية
لقد ثبت من خلال التجارب التي أجراها عدد من علماء التربية البدنية أن الوظائف
الجسمية تزداد قوتها وتنقص بين وقت وآخر خلال اليوم ،حيث تظهر الكفاءة العضلية في الزيادة تدريجياً عند الساعة الرابعة صباحاً وتبلغ مداها الأقصى في الساعة السابعة صباحاً وتستمر حتى الساعة الحادية عشرة ظهراً، وعندها يبدأ المستوى في الانخفاض التدريجي لغاية الساعة الثالثة عصراً، وحينها يزداد تدريجياً لغاية الساعة السادسة مساءً، ثم يعود للانخفاض التدريجي مجدداً. والانخفاض الكبير يبدأ في الساعة التاسعة ليلاً ويبلغ مداه في الساعة الثالثة صباحاً.

السهر وجهاز المناعة
إن قلة أو تدني فترة النوم تسبب خللاً في جهاز المناعة وهو خط الدفاع الأول والأخير ضد الأمراض، وعندما يعتلّ هذا الجهاز فهذا معناه وبكل بساطة الانهيار. وقد عكفت على بحث هذا الموضوع جامعة تورنتو بكندا طوال السنوات العشر
الأخيرة، ودافعا لذلك كما قال البروفيسور مولدو فيسكي اختصاصي الأمراض العصبية والنفسية بكلية الطب بالجامعة أن أمراضاً كثيرة كانت خافية وغير معروفة
السبب تبين أن النوم وقلته وتدنيه وراءها، وأن هذا الجهاز مبرمج على ساعات اليقظة
وساعات النوم التي يحتاجها الإنسان، وعند حدوث تغيير في هذه الدورة اليومية يصاب جهاز المناعة بالتشويش والفوضى.

السهر والأرق
وانعدام النوم إنما هو النوم المسهد الذي يكون المرء فيه بين إغفاءة وانتباه، والمؤرَّق حركته دائبة لايستقر على حالة، فهو يستدير نحو كل اتجاه ويحتال على
النوم بشتى الوسائل لكن دون فائدة، وأحياناً يكون الفكر منشغلاً بموضوع السهر إن
كان أمام فيلم تلفزيوني أو أمام الإنترنت أو مسلسل أو مباراة. فإذا ما امتدّ الأرق ليلة وليالٍ انحطت قوى الشخص وتوقف العقل عن الإنتاج وسيطر على المؤرَّق
التشاؤم والميل للوحدة وكره المجتمعات، ويبدأ بأن يكره نفسه ثم يكره الحياة.
فالجسم يحتاج إلى نوم هادىء وطويل يكفي لطرح السموم العصبية التي تراكمت فيه
نتيجة للأعمال الحيوية.

السهر والتشوُّهات القوامية
نتيجة قضاء فترات جلوس طويلة أمام التلفاز وغيره، وخاصة إذا كان الجلوس خاطئاً أو غير سليم يصيب الهيكل العظمي بأضرار وتشوهات في العظام وبالذات فقرات الظهر مما
يؤدي إلى الإصابة بالانحناء في العمود الفقري.

الله يديم الصحة للجميع
و نوما هنيئا للنايمين

ومنورة يا ديمة