أقبلَ السَّعدُ وحلَّتْ سُعادُ
فسَرَى الحُزْنُ وارْتَعشَ الفُؤادُ
وتوارى الغمامُ فارْتَحلَ السُهادُ
رِيمٌ تَبدَّا على رَبْوةٍ
بالحُسْنِ جَادَ
حُرُّ الهامَةِ لا يَعْرفُ القِيَادَ
***
حَرْفِي باتَ مَغْلُولَ القَيْدِ في رَوْضِ الجَمَالِ
فَغَدا العَجْزُ مِلْئِي
ومِلْئِي عَذْبُ البَيَانِ
هَذي اُرْجُوزَتِي
تَفُوحُ أَرِيجَاً يا بَدْرَ الكَمَالِ
أُبْدِعُهَا عِقْدَاً
يَتَلَأْلَأُ في نَحْرِ الزَّمَانِ
نُوراً يَطُوفُ به الفراشُ في مُحيطِ المَجَالِ
***
في دَوْحِكِ الغَنَّاءُ ألفُ قَصِيدَةٍ
يَشْدو بها البُلبُلُ في مَدْرسَةِ النُبَلاءِ
عَزْمَةُ صَبْرُكِ التى ما نَبَتْ
لها الصَّبْرُ يَخُورُ أمامَ مُدْلَهِمِّ البَلاءِ
حَمْلٌ مَخَاضٌ فَسَهَرٌ
كُرْهٌ تَسْتَعْذِبينَهُ حينَ الجَلاءِ
وإذَا ما أَوْرَقَ الغُصْنُ
أَبْصَرتُكِ
جَمَامَةً تَهْدِلُ عليه بِأَعْذَبِ الألحَانِ
سِرْ إلى فَنَنِ الإلهِ
-إذا ما أنشدَ المؤذّنُ أنشودةَ الفلاحِ-
واشْدُو بِلَحْنِهِ
لِتَعْلَمَ معنى الرِّيَادِ
وللعَصْرِ مِنَّا مَوعِدٌ
سُورَةٌ
تَشُدِّي بها أركانَ إيماني
ف "الإخلاصَ" عَقِيدَتُنَا
و"الكافرونَ" منهجنا
و"الكوثرُ" يا نِعْمَ هَادينا
و"عروسَ القرانِ" بُغْيَتُنا
لنَحْيا في فسيحِ ألآءِ بَارينا
ولليْلِ مِنَّا مَوْعِدٌ
أُقْصُوصَةٌ مِنْ سِفْرِ الصَّالحِينَ
غَرَسْتِ فينا هِمةً قَعْسَاءَ تَرنو
إلى صِدْقِ أبي بَكْرٍِ
وعَدْلِ فَاروقٍ
ومُضَاءُ خالدٍ حَادِينا
شَيَّدْتِ صَرْحاً يعلو بالمفاخِرِ
والجَنَّةُ تحت ظِلالِ غَرْسِكِ تُنادِينا
***
بِداعي الهُدى أَصْبِغُ لوحَتي وَرْداً
تَموجُ بأنغامِ الحنانِ
في الحَشا حَشْدٌ
جَحَافِلٌ وألويَةٌ
تَكِرُّ بلا هَوانِ
بَيْدَ أنَّ الرِّيشَةَ ضَاقَتْ
عَنْ رَسْمِ فَصِيحِ الأوْزانِ
أُمي
عذَارى الشِّعْرِ تَهْتِفُ
عُذْراً إليْكِ
فالحرفُ والفظُ والشاعرُ كُلّهُمْ
عَجَزوا عَنْ نَظْمِ مَعْنَاكِ
أمي
أنا قيثارة
وأنت لحن حياتي
***
[right]