حذر أحدث تقرير لوكالة الناسا الأمريكية من عواصف شمسية عاتية عام 2012 NASA WARNS OF SUPER SOLAR STORM 2012 ففي أحدث تقرير لوكالة الفضاء الأمريكية (NASA) والذي نشر في 8 أيار عام 2009 يحذر من حدوث عواصف شمسية عاتية تعرف ب (CORONAL MASS ENJETION) واختصاراً تعرف ب (CME). وهذه عبارة عن جسيمات مشحونة تنبعث من سطح الشمس وتعرف أيضا بالبلازما (PLASMA).
ويورد التقرير أن إنبعاثات البلازما، التي تختلف عن أشعة الشمس المعهودة تصل ذروتها مرة واحدة كل (11) سنة او تعرف ب (SOLAR MAXIMA).
ويجمع علماء الناسا بأن ذروة الدورة المقبلة سوف تكون في عام 2012.
إن هذه الإنبعاثات الشمسية ليست غريبة على بني البشر فلقد حدث أن تعرضت الأرض الي موجة عاتية من هذا النوع عام 1859 في بداية شهر أيلول وأدت إلى تدمير كافة شبكات التلغراف في أوربا وأمريكا بالإضافة إلى إحداث العديد من الحرائق في أماكن متعددة على الأرض.
يبين العلماء أن ما حدث عام 1859 هو حدث فريد شهدته الإنسانية الحديثة والذي شهد خرق لمجال الأرض المغناطيسي(IONOSPHERE) والذي يعتبر الدرع الواقي لإنبعاثات هذه الجسيمات من الشمس.
وكما هو معلوم بأن كوكب الأرض يتميز بوجود المجال المغناطيسي الذي يحمي الأرض من الجزيئات ذات الشحنات الكهربائية والتي تتعرض لها الأرض من وقت إلى آخر.
إن سبب وجود المجال المغناطيسي للأرض هو وجود الحديد في باطن الأرض ولولا وجود الحديد لما تشكل المجال المغناطيسي للأرض.
ولعل أهم وأقدم استعمال للمجال المغناطيسي هو البوصلة المغناطيسية.
فالبوصلة استعملت ولا تزال حتى يومنا هذا تستعمل في الملاحة الجوية والبحرية والبرية.
وفي هذا السياق نرى نعمة الله عز وجل حيث خص الحديد في سورة كاملة بالقرآن الكريم( سورة الحديد) }وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس•••}(الحديد: 25).
ولعل السلف الصالح الذي سبق رأى في قدرة الحديد والمنافع الاخرى العديدة والادوات البسيطة من السيوف والدروع والخناجر والرماح والمخارز وعلى غرار ذلك فإن الانسانية الحديثة ترى في قدرة الحديد الركيزة الاولى في تطوها العلمي وازدهار حضارتها التي نعيش في كنفها هذه الايام.
فعنصر الحديد يدخل في كافة حياتنا اليومية فكما هو معروف بان ميزات الحديد بما يتصف به من قدرة جهد ومرونة نعيشها يوميا. ابتداء من تسليح باطون البناء الذي يدخل بالاسقف والجدران الى شبكات المياه الى السيارات والطائرات والاواني المعدنية التي لا غنى لنا عنها, والقائمة تطول ولا حصر لها.
ولكن المنافع الاخرى تتعدى ذلك ومن اهم هذه المنافع وجود المجال المغناطيسي للارض, فلولا ان انزل الله عز وجل الحديد في باطن الارض لما كان هناك مجال مغناطيسي الذي يعد من اهم اركان الحياة على الارض.
فكما هو معلوم ان وجود اكسيد الحديد المعروف ب Magnetite)) واصطلاحه العلمي هو (Fe3O4) لما كان هناك مجال مغناطيسي يحيط بالارض.
وكما هو معلوم فإن المجال المغناطيسي يحمي الكرة الارضية من الرياح الشمسية المشحونة مغناطيسيا ويعمل كدرع واقي من وصولها الى سطح الارض.
ولولا وجود هذه الخاصية لغدا كوكبنا ككوكب المريخ الذي هو ابعد من الارض عن الشمس ولكنه اضحى كوكبا قاحلا وجافا وحارا وعديم الحياة بسبب افتقاره الى الدرع الذي يحميه من الرياح الشمسية.
وكما هو معلوم فإن المغناطيسية هي سبب توليد الطاقة الكهربائية والعلاقة بين المجالين متكاملة الابعاد. بحيث يتم تقطيع المجال المغناطيسي بالدوران ثم توليد الكهرباء والعكس صحيح تماما فإنه يمكن توليد المجال مغناطيسي من المجال الكهربائي.
وكلنا يعلم اثر الكهرباء على حضارتنا الانسانية المعاصرة ولولا وجود الكهرباء لعادت المدينة الحديثة والحضارة المعاصرة اكثر من 100 عام الى الوراء وهذا امر بديهي لا لبس فيه.
اضف الى ذلك الامواج الكهرومغناطيسية التي تشكل اساس الاتصالات اللاسلكية مردها المغناطيسية والكهرباء.
وهنا تتجلى عظمة القرآن الكريم الذي جاء للانسانية لكافة العصور والازمان بأن جاءت سورة الحديد سورة كاملة خصها الله عز وجل في محكم آياته الكريمة لتكون بيان لبني البشر على مر القرون ولازمان.
ومن سورة الحديد ننتقل إلى سورة الرحمن التي ورد في آياتها الكريمة،(30) سنفرغ لكم أيها الثقلان(31) فبأي آلاء ربكما تكذبان(32) يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون الإ بسلطان (33) فبأي آلاء ربكما تكذبان(34) يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران(35) فبأي آلاء ربكما تكذبان(36) فإذا إنشقت السماء فكانت وردة كالدهان(37) فبأي آلاء ربكما تكذبان(38) فيومئِذٍ لا يُسأل عن ذنبه إنس ولا جان (39) فبأي آلاء ربكما تكذبان(40).
في سياق هذه الآيات الكريمة وكما يجمع المفسرون أن تكرار قول الحق (فبأي آلاء ربكما تكذبان) التأنيب والوعد والوعيد للكفرة من الجن والإنس لعدم إقرارهم بقدرة الله عز وجل.
ومن ثم الإشارة إلى الخروج من أقطار السموات والأرض وهي المعجزة العلمية التي تكونت عند بني البشر بفضل الله تعالى بخروجه من الغلاف الجوي للارض بعد أن تمكن من وصول إلى سرعة 40,000 كم في الساعة ألأمر الذي مكن بني البشر من الوصول والنزول على سطح القمر ووضع الأقمار الصناعية والمحطات الفضائية التي تدور حول الأرض وآخرها مسبار على سطح المريخ.
هذا الإنجاز الذي هو من قدرة الله عز وجل انعم عليه لبني البشر أشار الله تعالى له (بسلطان).
وفي سياق الآيات التي وردت بعد ذلك ْْ{يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران} وهل هي رسالة واضحة لجماعات الإلحاد والكفر التي لا تؤمن بالله عز وجل ووجود خالق الكون ظناٌ أن هذا الإنجاز وهذه الطفرة العلمية هي فقط من صنع بني البشر ومن قدراته الذاتية فقط؟؟؟
وكما نقر ونشهد بأن العلم هو لله ومن عند الله عز وجل وما يحيط به بني البشر من علم ومعرفة هو بما شاء الله عز وجل {ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء} سورة البقرة.
وتأسيسا على ما سبق فإن المشهد الاخر الذي ورد في سورة الرحمن وكأنه يظهر جلياً في تقرير العلماء الروس والأميركان التي ظهرت مؤخرا والتي هي مثار قلق علماء العالم كافة.
ففي تقرير لدراسة مفصلة اعدها العالم (( DR.ALEXY N DEMETRIEV بعنوانPLANETO PHYSICAL STATE OF EARTH AND LIFE
عام 1997 وترجمت الى الانجليزية في 8 كانون الثاني عام1998 تشير الى تغيرات فيزيولوجية في المجموعة الشمسية الامر الذي قد نتج عنه آثار لا رجعة عنها وخاصة ما ينال كوكب الارض من هذه الاثار.
وفي الحديث عن الكاتب (( DR.ALEXY N DEMETRIEV يعد عميد العلماء الفيزيوجولوجين في روسيا الذي درس وعمل على مدار الارض سنوات طويلة هو وفريق من العلماء التغيرات الكونية التي ترصدها المحطات الفضائية الدائمة والتي تدور حول كوكب الارض.
وخلاصة هذه الدراسة بأن هناك تحولات كبيرة تشهدها المجموعة الشمسية ناجمة عن تكون مجال مشحون داخل المجموعة الشمسية هذا المجال سيزيد من اثار الطاقة المنتشرة بين الشمس والكواكب الاخرى.
إن آثار هذه الظاهرة على كوكب الارض ستظهر بتغير اقطاب المجال المغناطيسي للارض (polar shift) بإلاضافة الي تغير كبير في مناخ الارض ما سينجم عنه من زيادة في حدة العواصف والاحوال الجوية وتغير في درجة حرارة الارض.
وموازاة مع ما ورد اعلاه قامت وكالة الفضاء الاميريكة (NASA) بإطلاق مركبة ابحاث five (THEIMS) من مهامها الرئيسية هو دراسة المجال المغناطيسي للارض في شباط 2007.
بحسب تقرير وكالة (NASA) عن نتائج مركبة الابحاث فإن المعلومات التي رصدت بانها مخيفة ومرعبة حسب ما وصفها علماء(NASA) في تقريرهم في 2008/1/16 ومن اهم معالم هذا التقرير ما يلي:
A Giant Breach in Earth’s Magnetic Field
ان هناك ثغرة كبيرة في مجال الارض المغناطيسي اكبر بكثير مما كان يتوقعه العلماء. ان حجم هذه الثغرة تبين انه اكبر بعشر مرات مما كان متوقعاً العلماء ويقدر حجم هذه الثغرة التي تسمح بدخول الجسيمات الشمسية المشحونة اربع اضعاف حجم الكرة الارضية.
ان المجال المغناطيسي للارض اضحى ضعيفاً جداً امام الرياح الشمسية والجسيمات المشحونة وقد تم قياس حجم وكم هائل من هذه الانبعاثات تقدر ب 10للقوة(27) بالثانية من الجزيئات التي تعبر المجال المغناطيسي بسهولة وهذا يعد كم مخيف ومرعب حسب رأي العلماء.
ردة فعل المجال المغناطيسي وكأنها محفزة ومساعدة بدلا من ان تكون مانعة للامواج الشمسية مما يزيد اثار وحدة هذه الرياح.
وبناء على ما سبق فإن علماء (NASA) يتخوفون من موعد ذروة الامواج الشمسية وآثارها على الارض عام 2012.
وهناك شبه استنفار بين الوكالات العلمية في اميركا وخاصة هيئة (NOAA) التي تقوم برصد انبعاثات الشمس على مدار الساعة لتحديد حجم وحدة العواصف الشمسية.
وكما هو معلوم فإن وكالة(NOAA) واسمها National Oceanic and Atmospheric Administration
وهي من المراجع العلمية الاساسية في الولايات المتحدة التي تقوم برصد التغيرات والاحوال الجوية المؤثرة في الاجواء والبحار والمحيطات.
وتأسيساً على ما سبق فان التوقعات من وكالة(NASA) و(NOAA) بان حدوث العواصف الشمسية سيكون في ذروته عام 2012 وهو ما يعرف ب (SOLAR MAXIMA) وفي تقرير لوكالة البحار والاجواء (NOAA) بأنه ليس مستبعدا ان تحدث هذه العواصف خلال 2011 لانه حسب رايهم بان هناك الدورة المئوية للعواصف الشمسية لم تحدث في القرن الفائت ويخشى ان تتزامن مع الدورة المقبلة عام 2012.
وتصنف الوكالة المذكورة أعلاه (NOAA) بالاخطار المتوقعة على النحو التالي:
المرحلة الأولى: تدمير وإعطاب كافة الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض وما يتبع ذلك من نهاية للاتصالات اللاسلكية عبر الأقمار سواء من تلفونات متنقلة الى شبكات الإنترنت والمعاملات وما يتبع.
المرحلة الثانية: تدمير كافة شبكات الكهرباء السلكية على الأرض بسبب زيادة الشحنات الكهربائية للشبكات وتدمير محولات الكهرباء وهذا يعني تعطيل الحضارة الإنسانية التي شهدها العالم منذ إكتشاف الكهرباء في القرن التاسع عشر.
المرحلة الثالثة: حدوث حرائق على الأرض نتيجة التفريغ الكهربائي وإرتفاع درجات الحرارة تبعاً لذلك.
وفي تأملنا لهذا المشهد وتدبرنا للقرآن الكريم في سورة الرحمن،(34)
يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران(35) فبأي آلأء ربكما تكذبان(36) فإذا إنشقت السماء فكانت وردة كالدهان(37) فبأي آلاء ربكما تكذبان(38)
ولقد ورد ذكر النحاس للمرة الأولى والوحيدة في القرآن الكريم فإن دراستنا لخواص النحاس بأنه موصل للكهرباء والحرارة اكثر من الحديد علماً بأن درجة انصهار الحديد أعلى من النحاس.
الجدول التالي يبين هذه الخواص :
درجة الإنصهــــــــار النحاس الحديد
(MELTING POINT C )-1 1083 C 1530 C
2- قدرة التوصيل كهربائيا
ELECTRICAL CONDUCTIVITY S/M
SIEMENS/ METER 59.6 X (10) X6 18.00 X (10) X6
3-قدرة التوصيل حراريا
THERMAL
CONDUCTVITY
WM - 1 K -1 401 54-80
كما يظهر في الجدول اعلاه فإن درجة التوصيل الحرارية للنحاس تصل إلى 8 اضعاف قدرة الحديد وقدرة توصيل الكهرباء هي تزيد على 3 أضعاف قدرة التوصيل لدى الحديد, وهذا يعلل سبب إستعمال النحاس في شبكات الكهرباء البيوت والمرافق العامة بسبب هذه الخاصية في حين يستعمل الحديد لتسليح الأبنية والجدران.
علما بان الحديد المنصهر يزيد ب500 درجة مئوية تقريبا على النحاس وبالتالي فان اثار صليه وحرقه أعلى واشد من النحاس.
ولكن الله عز وجل ذكر النحاس وللمرة الوحيدة في القرآن الكريم وحين نتدبر القران واياته الكريمة نتساءل؟؟؟
هل جاء النحاس اشارة الي الجسيمات (CME) التي يغلب عليها الطابع المغناطيسي والكهربائي؟؟؟
لقد وصف الله عز وجل لون السماء بأنه( وردة كالدهان) وكما هو معروف بان العواصف الشمسية التي يصاحبها الوان خلابة تعرف ب (AURORA) تأتي نتيجة شحن ذرات الهواء الخارجية وتهيجها من الجسيمات الشمسية وكأنها (مصابيح النيون) المعروفة حاليا
في عام 1859 امتد وهج السماء بتلك الأضواء من القطب الشمالي وكان يرى في سماء روما.
وفي تدبرنا للآيات الكريمة هل وصف السماء كوردة كالدهان هو اللون الاحمر الذي يتم رصده لانبعاثات الشمس؟؟؟
هل هو اختراق الغلاف الجوي للارض بسب فشل المجال المغناطيسي من حمايتنا كما ورد ونقل عن العلماء الروس والاميركان؟؟؟
علما انه قد ورد في القرآن الكريم آيات عديدة عن انشقاق السماء.
وتجدر الاشارة هنا بانه في الحديث عن عام 2012 يجري هناك خلط وربط مع تنبؤات قوم المايا في اميركا الجنوبية او تنبؤات العالم الفرنسي (نسترداموس) وعلى النقيض فان بحثنا وجل اهتمامنا هو خلاصة ما توصل اليه العلم الحديث من امكانيات ورصد وجمع وتحليل معلومات بنيت على أسس وقواعد علمية حديثة من قبل اكثر دولتين تقدما في العالم الولايات المتحدة وروسيا.
وفي الختام نجزم دائماً كحال المؤمنين كافة أنه لا يعلم بالغيب إلا الله عز وجل ولكن أمرنا الله عز وجل أن نتدبر القرآن الكريم وأن نقول ونكتب لنتذكر ونخشى.
والحمد لله رب العالمين.
1830