امور يجب الا تعتذر عنها ابدا
كم من مرة شعرت أنك مضطر إلى أن لا تقول الحقيقة لصديقك كونك تعلم تماماً أن سماعه الحقيقة لن يرضيه أبداً؟.
وكم من مرة تمنيت لو يكون بإمكانك قول ما تفكر فيه صراحة أمام الآخرين من دون أن تجامل أحداً؟.
كثيرة هي المواقف التي نضطر فيها إلى القيام ببعض الأمور التي، وعلى الرغم من أنها قد لا ترضينا، إلا أننا نتبعها فقط لإرضاء من حولنا.
فمن الطبيعي أن نشعر بتأنيب الضمير عندما نضطر إلى إخبار صديق بالحقيقة؛ كما أننا سنشعر بالذنب أيضاً إن رفضنا مساعدة أحد الزملاء في العمل، رغم أننا نعلم تماماً أن مساعدته ستحمّلنا المزيد من المسؤوليات والأعباء الكبيرة التي لا نستطيع تحمّلها.
ولكن ولكي تحافظ فعلاً على علاقة جيدة مع من حولك، حاول أن تتخلى عن مشاعر الذنب؛ وتتعرف إلى الأمور التالية التي حددها الخبراء التي عليك ألاّ تعتذر أبداً عند قيامك بها.
يقول الخبراء، إن الكثير من الناس يمكن أن «يعتذروا» لأنفسهم وللشخص أمامهم عندما يضطرون إلى قول الحقيقة أو عند قيامهم بأي أمر لا يرضي من أمامهم، رغم أنه يكون التصرف الأمثل.
فعندما نشعر بالسعادة لأمر ما مفرح للغاية حدث معنا، فإننا يمكن أن نشعر بالذنب ونعتذر من صديقنا الذي عبّرنا أمامه عن هذه المشاعر، لأن هذه المشاعر بعيدة عنه ويملؤه الحزن لسبب ما.
فهل يكون من الضروري أن نعتذر عن استمتاعنا بمشاعر الفرح التي تملؤنا كون صديقنا ليس سعيداً ولا يستطيع الاستمتاع بها أيضاً؟.
وهل يكون علينا أن نعتذر عندما نقول الحقيقة التي من الضروري لمصلحة صديقنا أن يسمعها؟.
هناك الكثير من الأمور التي يجب أن نتوقف عن الاعتذار عنها في حال أردنا فعلاً مصلحة من حولنا وأردنا أن نعزز علاقتنا بهم.
ولكي نستمتع فعلاً بصحبة من حولنا ونقوّي علاقتنا بهم، قام الخبراء بتحديد أهم الأمور التي علينا الابتعاد تماماً عن الاعتذار عنها.
> أولاً..
لا تعتذر عن قولك الحقيقة
يرغب الكثير من الناس في أن يسمعوا الكلام الإيجابي فقط عن أنفسهم وعن علاقتهم مع الآخرين ويكرهون سماع الأمور السلبية، حتى وإن كانوا يعلمون تماماً أن هذا يعني أنهم سيسمعون الكثير من الكلام غير الحقيقي.
ولكن لماذا يسعدون بسماع الأكاذيب التي لا يكون منها أي فائدة؟.
فكلنا يعرف تماماً أن الكذب لا يحيطنا إلا بالمشاعر الإيجابية «المزيفة» والمؤقتة.
على الرغم من أن الحقيقة يمكن أن تكون مؤلمة، إلا أن اعتمادك عليها يساعدك على أن ترى في نفسك الجانب الأمين من شخصيتك وتظهرها، ما يجعلك تثق أكثر بنفسك وتحترم نفسك.
وبالتالي، فإنه من الضروري أن تعتمد أسلوب الصراحة من دون أن تعتذر أو تخجل.
ويقول الخبراء، إن قول الحقيقة للشخص الذي يهمك سيجعله يشعر كم أنت مهتم لعلاقتك به سواء كان هذا الشخص هو صديقك أو قريبك أو زوجك.
وتؤكد له بهذه الطريقة أن علاقتك به لا تقوم على الزيف أو الكذب وهذا هو الجانب الأساسي في علاقاتنا الاجتماعية.
ولذلك ينصح الخبراء أن تمتنع عن «تجميل» الواقع فقط لتجعل الآخرين يبدون سعداء.
وتذكر أن الأشخاص الذين يهمك أمرهم سيكونون أكثر سعادة عندما يعلمون الحقيقة بدلاً من أن يعيشوا في الكذب.
> ثانياً..
لا تعتذر وتخجل من رفضك تقديم المساعدة
يمكن أن يؤلمنا الشعور بتأنيب الضمير في حال رفضنا القيام بمساعدة ما نعلم تماماً أننا لن نكون قادرين على تقديمها بالشكل السليم.
وغالباً ما يشعر معظم الناس أنهم يجب أن يرضوا الجميع من حولهم، وبالتالي فإن قول كلمة «لا» يمكن أن تكون مسألة صعبة بالنسبة إليهم.
ولكن ينصح الخبراء أنه من الضروري ألاّ تعتذر أو تخجل من نفسك لعدم قدرتك على إرضاء الآخرين، خاصة وأن إرضاءهم يأتي على حسابك أنت.
وفي حال اعتقدت أن قول كلمة «نعم» يكون أفضل لإرضاء الآخرين ولكنك شعرت في داخلك أنك تود قول «لا»، فإنه من الضروري أن تتبع ما تشعر به.
وينصح الخبراء أن تسعى لأن تكون دائماً صريحاً مع نفسك.
وليس من الضروري أن تخجل من المشاعر التي تشعر بها وتعتذر عنها.
ولذلك ينصح الخبراء، أنه من الأفضل ألاّ تقوم بتقديم المساعدة في حال لم تكن قادراً على ذلك وحاول ألا تدع مشاعر الذنب تتملكك أو تسيطر عليك.
وتذكر أن علاقتك مع الآخرين ستكون أقوى وأمتن في حال عرفوا أنك تحب دائماً تقديم المساعدة بشكل جيد، وإن لم تكن قادراً على تقديمها بالمستوى الذي يرضيك، فإنك تعتذر عن تقديمها.
> ثالثاً..
لا تعتذر عن استمتاعك بمشاعر السعادة
من منا لم يشعر أبداً أن مشاعر السعادة ولحظات الفرح دائماً ما تمر بسرعة، وأن لحظات الحزن تبقى لفترة أطول؟.
غالباً ما يشعر الإنسان أن مشاعر الفرح هي أقل بكثير من مشاعر الحزن أو القلق أو الخوف.
وعلى الرغم من أن الناس يشعرون أن لحظات السعادة هي قليلة وتمر بسرعة، إلا أنهم قد يشعرون بالخجل لهذه المشاعر، بخاصة إن كان من حولهم لا يشعرون بها.
ولكن من الخطأ أن لا يستمتع أي شخص بمشاعر السعادة أو يعتذر عنها ويشعر بالخجل لاستمتاعه بها.
ويقول الخبراء، إن الكثير من الناس يمكن أن يعتذروا فعلاً عن مشاعر السعادة عندما يكون صديقهم أو أحد أقاربهم غير سعيد.
إلا أنهم لا يعلمون أنه من الضروري أن يشعروا بالسعادة أمام هذا الصديق أو القريب ويساعدوه على اختبار هذه المشاعر أيضاً.
وأشار الخبراء إلى أن الكثير من الناس يمكن ألا يدركوا أن مشاعر السعادة يمكن فعلاً أن تنتقل بين الأصدقاء.
وفي حال كان صديقك أو قريبك الذي يهمك أمره حزيناً أو مكتئباً وكنت تشعر أنت بالسعادة، فإنه من الخطأ أن لا تعبر أمامه عن مشاعرك الإيجابية؛ بل حاول أن تساعده على التخلص ولو لفترة بسيطة من المشاعر السلبية التي تنتابه.
ولذلك ينصح الخبراء أنه ولمصلحة الشخص الذي تحب، حاول أن تساعده على الشعور بالسعادة و»تعديه» بمشاعرك التي تنتابك.
ومن الضروري أن تعرف كيف تستمتع بمشاعر السعادة أمام صديقك بحيث تساعده على الخروج من المشاعر السلبية التي يمر بها من دون أن تجعله يشعر بالمزيد من الأسى على ذاته.