كارت احمر ....... بقلم عمر قديسات .
الخطأ والصواب وجهان لعملة واحدة اسمها الحياة، فمن لا يخطئ لا يصيب، وليس لنا عصمة من الوقوع في الاخطاء المقصودة وغير المقصودة …
فقد تتنوع اخطاؤنا وتتعدد شاملة كل سلوكياتنا الفكرية والعملية بكافة مجالات الحياة، ومنها ما لا نؤاخذ عليه ، ومنها ذنوب واثام نقترفها لها اثارها السلبية البينة على مجرى حياتنا، ونسأل الله غفرانها لنا في الآخرة …، ومنها ماهو درس وعبرة لنا، نتعظ بها ونصحح ونجدد المسير، وتكون عنصر بناء في تقويم الافكار والرؤى والسلوك، ودرجة من درجات النجاح، ومنها ما يشوه جوهر الحياة ويعقّد مجرياتها، ويخلط الامور حتى تكون حجر عثرة اوعقبة كأداء في طريق النمو اولتطورللافضل، واكبر آثارها سلبية هو ضعضعة قيم الفضيلة التى ينادي بها ديننا …
الاب الكاذب يقتل فضيلة الصدق عند ابنائه …
الام المستهترة تقتل فضيلة الحياء والعفاف عند بناتها …
الولد العاق يقتل فضيلة البر والاحسان للوالدين …
جار السؤ يقتل فضيلة حسن الجوار التي اوصانا بها ديننا حتى كاد ان يورث الجار.
الصديق الغادر يقتل فضيلة الاخلاص والوفاء بين الاصدقاء…
الباغي الظالم يقتل فضيلة العدل بين الناس والرحمة…
كثيرة لا تحصى تلك الاخطاء التي نرتكبها، تموج بمراكبنا في بحر لجّي، وتلقي بنا على شواطئ الهلاك والدمار، تقتل كل القيم الفاضلة، وتجفف منابع العطاء، وتردي بانسانية الانسان إلى الحضيض، وتشوه غاية خَلقنا ووجودنا وتنحرف بها.
ولكي لا يفوت احدنا قطار التصحيح ويقول ياليتني قدمت لحياتيَ؛ عليه ان يقف مع نفسه وقفة صدق ، ليراجع ويدقق ويتفحص سجلاته ويحاسب نفسه على ما قدم قبل ان يحاسب ، متخذا قول القائل : (حاسبوا أنفسكم قبل ان تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل ان توزن عليكم)، متخذا هذا القول قاعدة يرجع اليها بين الحين والآخر، يحاسب نفسه ويضع النقاط على الحروف، فما كان صوابا نمّاه وعززه وسار عليه ليبقى على بينة من امره، وما كان خطأً تراجع عنه واخذ العبرة والعظة منه ، واستغفر ربه على ماسلف.
وكجلال وجمال لحظة الصدق التي يقفها الانسان مع نفسه لحظات صدق وجمال يلتقي بها الناس على الخير، يتفقون على إحياء فضيلة قتلتها الاخطاء سواء كانت من تعاليم ديننا او من عاداتنا النبيلة، ويتداركون أخطأً اجتماعية اورثتنا عادات سيئة لا تتماشى مع ديننا واعرافنا الراقية.
فتعالوا ليشخص كل منا اخطائه، فيعتبر منها ويتداركها بالتصحيح…
فالخطأ ليس بمصيبة، ولكن المصيبة ان يستمر الانسان على خطئه
والتمادي به …
فلنرفع "الكارت الاحمر" في وجه المصرّ
على الخطأ المتعمد فعله.