من الأمراض الشائعة التي تصيب الأطفال.. اليرقان أنواعه وأعراضه وعلاجه

من الأمراض الشائعة التي تصيب الأطفال.. اليرقان أنواعه وأعراضه وعلاجه

يعتبر اليرقان من الأمراض الشائعة التي تصيب الأطفال في أيامهم الأولى وينجم عن عوامل متعددة منه البسيط الذي يشفى بسهولة والخطر الذي قد يهدد حياة الطفل أو يترك عنده بعض العقابيل وتصنف بالتالي اليرقانات الى زمرتين كبيرتين البسيطة أوالغريزية والمرضية.

وأوضحت الدكتورة نسرين مصطفى اختصاص توليد وأمراض النساء في كلية التمريض بجامعة تشرين ان اليرقان الغريزي ينجم من التطابق الدموي مع المحيط الجديد الذي خرج إليه الوليد أي نتيجة انحلال الفائض من الكريات الحمر وارتفاع نسبة الأصباغ الصفراوية المختلفة عن هذا الانحلال في الدم ويظهر في 30 الى 40 بالمئة من الولدان وهو أكثر ظهورا عند الخدج والتوائم والمولودين بحالة اختناق أو بعد ولادات عسيرة ويساعد على شدته ووضوحه التأخر في ربط الحبل السري وتعرض الوليد للبرد.

وعن أهم أعراضه ذكرت الدكتورة مصطفى أنه يظهر بعد اليوم الثالث من ولادة الطفل على الغالب ويتقدم ظهوره احمرار شديد في الجلد ولا تصطبغ الملتحمة العينية بالاصفرار إلا في الحالات الشديدة ويتلو اصفرارها دائما الاصفرار الجلدي وتكون الأحشاء طبيعية كما لا تحدث ضخامة في الطحال او الكبد ولا فقر دم ولا حمى ويكون البول طبيعيا مبينة أن الاشكال البسيطة والمعتدلة من هذا اليرقان تدوم من 7 إلى 15 يوما وتستمر الأشكال الشديدة وهي الحادثة في الخديج خاصة مدة تتجاوز 20 يوما.

وعن أسباب الإصابة شرحت مصطفى أن انحلال الكريات الحمر الغريزي يسبب ارتفاع نسبة البيلروبين غير المباشر في الدم ويبدأ اللون اليرقاني بالظهور إذا تجاوزت نسبته 2-4 ملغ في 100 سنتيمتر مكعب موضحة أن هذا الانحلال لوحده لا يفسر كل حالات اليرقان ولا يوضح لماذا يحدث اليرقان عند طفل ولا يحدث عند آخر ولماذا هو أشد في الخديج.

وبينت أن قصور الكبد النسبي عند الوليد وعجزه عن طرح الاصبغة الصفراوية التي ترد اليه نتيجة الانحلال يفسر هذه التساؤلات حيث يكون هذا العجز أكثر وضوحا في الطفل الذي لم ينضج لافتة إلى أن هذا اليرقان يشفى شفاء عفويا ولا يستلزم أي دواء و تبديل في الترتيب الغذائي.

وعن اليرقانات المرضية أوضحت الدكتورة مصطفى أن أنواعها كثيرة فهناك اليرقان الانسدادي والانحلالي والانتاني وينجم الانسدادي عن غياب أو انسداد أو سوء تشكل الأقنية الصفراوية داخل أو خارج الكبد ويظهر بعد أسبوع أو أكثر على الغالب من الولادة ومن أعراضه أنه يشتد تدريجيا ويكون الاصفرار في الجلد مشوبا بالخضرة او البرونزية كما يكون براز الطفل الوليد مبيضا وعجينيا ويحدث لديه تضخم بالكبد تدريجيا ويتلوه الطحال وقد تحدث مع تقدم المرض نزوف.

وبينت أن الحالة العامة للوليد تبقى جيدة لمدة أسابيع ثم يتدهور الوزن وتضعف الشهية للطعام ويدخل الطفل تدريجيا في السبات ويموت بقصور الكبد في فترة لا تتجاوز 3-4 أشهر مبينة أن أهم العلامات المخبرية هي أن البول يحوي مقدارا كبيرا من الاصبغة والاملاح الصفراوية ولا يحوي الاوروبيلينوجين وفي الدم ترتفع نسبة البيلروبين المباشر والمشعر اليرقاني والشحومات والكولسترول والفوسفاتاز القلوية وتنخفض نسبة البروترومبين.

وعن طريقة التشخيص لفتت مصطفى إلى أن هذا اليرقان يتميز عن الغريزي والانحلالي بظهوره المتأخر وسيره المترقي وغياب اللون من البراز والعلامات المخبرية والحيوية السابقة موضحة أنه عند الحالات الشديدة يجب ان تجرى خزعة كبدية لدراستها من الوجهة التشريحية المرضية.

وعن العلاج أشار إلى أن الطفل يوضع على تغذية فقيرة بالشحوم أي لبن فقير الدسم ويحقن بالفيتامينات الذوابة في الدسم وخاصة الفيتامين/ك/ ويجرى استقصاء جراحي باكر تجنبا لحدوث التشمع الكبدي.

وفيما يخص اليرقان الانتاني أوضحت الدكتورة مصطفى أنه يحدث نتيجة التهاب الكبد بعوامل مرضية كالمقيحات والحمات الراشحة والبريمية الشاحبة ويحدث الانتان بالجراثيم المقيحة بمرورها عن طريق السرة ويترافق بعلامات الانتان الدموي والتقيح كالحرارة والاقياء والاسهال واحيانا اختلاجات وزلة تنفسية.

وأضافت ان الفحص السريري لمريض هذا اليرقان يبدي ضخامة كبد وطحال ونزوفا جلدية أو حشوية ويكشفه فحص البول الاوروبيلينوجين والبيلروبين والاملاح الصفراوية ويكون البراز ملونا والحالة العامة سيئة.

أما التهاب الكبد بالحمات الراشحة فيحدث على الغالب نتيجة إصابة الكبد بالحمتين الراشحتين المولعتين بالكبد (ا و ب) والاصابة بالحمة الأولى تكون غالبا نتيجة عدوى مباشرة عن طريق الهضم ودور حضانتها قصير يقدر وسطيا بثلاثة أسابيع بينما تكون اصابة الوليد بالحمة الثانية نتيجة انتقالها اليه من والدته عن طريق المشيمة ودور الحضانة فيها مديد حيث يتراوح بين شهرين وثلاثة أشهر.

وتتابع.. يظهر اليرقان الانتاني في نهاية الأسبوع الأول من الولادة أو يتأخر قليلا عن هذا التاريخ ويبدأ التلون في الملتحمة ثم يتعمم ويكون براز الوليد تارة ملونا واحيانا فاقد اللون كما يكون البول قاتما يحوي الأصبغة والأملاح الصفراوية كما تكون ضخامة الطحال غير ثابتة.

وعن اليرقان الانحلالي بينت انه قد يكون ناجما عن علة في الكرية الحمراء كما هي الحال في اليرقان الانحلالي الوراثي أو داء الكريات المكورة الوراثي لكن هذا النوع نادر المصادفة في الوليد.