... وستتواصل الحياة بهدوء; كأن شيئا ما لا يحدث!
هل يحدث شيء؟
بضعة أناس يموتون; .. ربما لا يعون جيدا أن الحياة فرصة ثمينة!!
سنسحب الغطاء على أجسادنا, ونحدق في "الراقصة " على الشاشة اللئيمة تصرح للمذيع أنها ضد العري, ونكسر بأسناننا القوية حبّ البندق!
وفي الصباح سنتسابق لنهنئ بعضنا بأنه: صباح الخير!!
ينهمك حلاق في إقناع فتى أن قصة الشعر الأمريكية أجمل, ويمكر شاب بامرأة مُطلّقة, ويرتاح ضمير مخرج مراوغ لأنه لا توجد نصوص بمستوى الحادثة!
نتوسل أقسى أنواع المهدئات لننسى, وبيننا نشتم الدول الكبيرة فنهدأ, ونحضر حفل زفاف بخمس نجوم ونفخر أن ضلع النجمة السادس لم يُطْبِق علينا!
هي الحياة; فحياة المهزومين أيضاً ينبغي أن تستمر!
نتجول في أسواق الملابس, نتشهّى النساء, نفرك أصابعنا بانتظار المسلسل, ونقسم أنهم أغبياء إن لم يصمدوا!!
هل حدث شيء؟
بضعة قتلى, نسميهم من باب المجاملة "شهداء", ونستدرك في سرِّنا: هل كان يصلي؟!
نعقد نميمة حول الطخّ في الأعراس, وننشئ ندوة لعلوم الجغرافيا, ونهنئ بقدوم مولود ذكر: سيحمل اسم العائلة!!
نلبس البيجاما, نأكل البطيخ, ونغسل وجوهنا, نسمع الموسيقى, ونزور خالاتنا, نربّي العصافير, ونؤلف القصائد, ونفرح إن حملت زوجاتنا ... كيف كنا سنثبت للناس فحولتنا لو لم تحمل زوجاتنا؟!
ستتواصل الحياة كما ينبغي ... كأن شيئا لم يحدث!
هل حدث شيء؟
بضعة أناس يموتون, ... ربما يعون جيدا أن الحياة أثمن مما نرى!.