أبهرت اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية "لندن 2012"، 60 ألف مشاهد بالملعب الأوليمبى بالعاصمة الإنجليزية وحوالى مليار متابع عبر شاشات التلفزيون حول العالم، بحفل افتتاح استمر قرابة أربع ساعات كاملة.
تكلف الحفل 27 مليون جنيه إسترلينى، من إخراج الإنجليزى دانى بويل الحائز على جائزة أفضل مخرج "الجولدن جلوب" عام 2009 عن فيلم المليونير المتشرد، وبدأ الاحتفال بدقات ساعة بيج بن بالإضافة إلى الآلاف من أجراس الكنائس وأجراس الأبواب وأجراس الدراجات.
وتنوعت فقرات حفل الافتتاح التى جاء على رأسها فى البداية تحويل أرض الاستاد الأوليمبى بشكل كامل إلى مدينة ريفية، وكيف تحولت إنجلترا من دولة زراعية إلى دولة صناعية ضخمة، بالإضافة إلى مرور إنجلترا بالعديد من المراحل فى تاريخها مثل الثورة الصناعية والطبية والتكنولوجية والسينمائية.
وحضرت بديلة للملكة البريطانية اليزابيث صاحبة الـ86 عاما فى طائرة هليكوبتر برفقة الممثل الإنجليزى دانييل كريج أحد من أدوا شخصية جيمس بوند السينمائية الشهيرة، ونزلت بديلة الملكة وبوند من الطائرة باتجاه الاستاد وبعد لحظات أخرى دخلت الملكة بنفسها.
وقرع برادلى ويجينز - المتوج مؤخرا بسباق فرنسا للدراجات أكبر جرس فى العالم إيذانا بانطلاق مراسم حفل الافتتاح.
وسيتنافس آلاف الرياضيين من 204 دول فى 26 رياضة خلال 17 يوما فى المدينة الوحيدة التى استضافت الألعاب الأولمبية الحديثة ثلاث مرات.
وفى حفل الافتتاح، الذى أقيم مساء الجمعة، أوضحت الملكة إليزابيث الدور الذى لعبته العائلة المالكة البريطانية بعد إعادة إحياء الألعاب الأولمبية فى أثينا عام 1896.
وقالت "هذه ستكون ثالث أولمبياد فى لندن، افتتح جدى الأكبر ألعاب 1908 فى وايت سيتى، افتتح والدى ألعاب 1948 فى استاد ويمبلى. وأخيرا هذا المساء سأنال شرف إعلان افتتاح دورة لندن الأولمبية 2012 فى ستراتفورد بشرق لندن".
وأضافت "خلال الأشهر الأخيرة.. كثيرون فى هذه الجزر شاهدوا بحماس متزايد رحلة الشعلة الأولمبية حول المملكة المتحدة، مع مرور الشعلة بالقرى والمدن جذبت الناس معا كعائلات ومجتمعات".
وتابعت: "بالنسبة لى الروح الحميمية هذه أهم جزء من مثالية الأولمبياد، ويمكن للشعب البريطانى أن يفخر بالجزء الذى لعبه فى الحفاظ على هذه الروح".
واستلهم حفل الافتتاح من مسرحية "العاصفة" لوليام شيكسبير التى كتبها فى أواخر حياته حول العمر والفناء.
ونقلت الشاشات العملاقة فى الاستاد مشاهد وأصوات جوقة من الأطفال، وهم يغنون فى إنجلترا واسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية أربع أغنيات مختلفة تم مزجها معا لتعبر عن النمط الموسيقى لبريطانيا.
وبدأت اللقطات المعبرة عن التاريخ البريطانى فى الحفل بوصف للريف ليصل بعد ذلك إلى الثورة الصناعية.
واختتم الحفل بأكبر مساهمة بريطانية فى الثقافة الشعبية والموسيقى فى القرن العشرين، وتم الاحتفال بها بأداء لعضو فريق بيتلز السابق بول مكارتنى.
وحتى الأيام القليلة الماضية سيطر على تغطية وسائل الإعلام اعتراف شركة الأمن جى.4.اس بأنها لن تستطيع توفير العدد الكافى من أفراد الأمن للملاعب الأولمبية.
وتم الدفع بالآف الجنود الإضافيين فى اللحظات الأخيرة رغم وجود عقد بعدة ملايين من الدولارات بين الشركة والحكومة.
وقلل المسئولون عن مكافحة الإرهاب من مخاوف حدوث هجوم على الألعاب الأولمبية، وقال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إن إقامة دورة آمنة على قائمة أولوياته.
وقال: "هذه أكبر عملية أمنية فى وقت السلم فى تاريخنا.. ولم نترك شيئا للصدفة".
وتسببت هجمات انتحارية على لندن فى السابع من يوليو 2005 فى اليوم التالى لمنح العاصمة البريطانية حق استضافة الأولمبياد فى مقتل 52 شخصا، وهذا العام تأتى الألعاب الاولمبية فى ذكرى مرور 40 عاما على مقتل 11 من الفريق الأوليمبى الإسرائيلى فى دورة ميونيخ فى 1972.
شهد حفل الافتتاح مشاركة رياضيات سعوديات لأول مرة مرتديات الحجاب ومن المقرر أن تشارك وجدان على سراج عبد الرحيم شهرخانى وسارة عطار فى منافسات وزن 78 كيلوجراماً فى الجودو وسباق 800 متر، عدوا على الترتيب بعدما خالفت السعودية عادتها فى المشاركة برياضيين رجال فقط فى أكبر حدث رياضى.
وحمل هشام مصباح لاعب الجودو علم مصر فى طابور العرض وهو الحاصل على الميدالية البرونزية فى دورة الألعاب الأوليمبية فى بكين عام 2008.
ويرأس اللواء أحمد الفولى بعثة مصر فى دورة الألعاب الأوليمبية، والتى تضم 117 لاعباً ولاعبة وهى أكبر نسبة مشاركة لمصر مقارنة بمشاركتها فى الدورات السابقة، وتأمل البعثة المصرية فى تحقيق ميداليات خاصة فى ألعاب التايكوندو والمصارعة ورفع الأثقال والجودو.
لن يرتدى لاعبو المنتخب الأوليمبى المصرى قمصاناً صينية مقلدة بعد الآن خلال مباريات دورة الألعاب الأوليمبية.
وكشف بعض اللاعبين المصريين عن وجود ملابس مضروبة خلال تواجدهم بلندن، وأعلنت شركة نايك للملابس الرياضية أنها تبرعت بملابس للاعبين المصريين، وجاء إعلان الشركة بعد يومين من تصريح رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية، أن اللاعبين ذهبوا للدورة بقمصان مقلدة نظرا للتكلفة المرتفعة للغاية لمنتجات نايك.
وقالت إدارة الشركة فى بيان أصدرته الجمعة "نحن سعداء للغاية لأن الرياضيين المصريين، الذى يشاركون فى أعظم حدث رياضى فى العالم، سيتمكنون من ارتداء منتجات نايك الأصلية".
وقال رئيس الوفد المصرى فى لندن اللواء أحمد الفولى، إن مصر عرضت دفع ثمن ملابس نايك ولكن الشركة قالت الجمعة، إنها ستقدم كل شىء مجاناً، وستصل المنتجات إلى لندن اليوم السبت.
فاجأ الإنجليزى ديفيد بيكهام لاعب وسط لوس أنجلوس جالكسى الأمريكى، الحضور بقيادة مركب نهرى خلال مشاركته فى حفل الافتتاح الأولمبياد حاملا شعلة الأولمبياد.
كان بيكهام قد رفض الكشف عن دوره فى حفل الافتتاح منذ أيام، حتى تكون مفاجأة لكل حاضر حفل الافتتاح وكل المتابعين له عبر شاشات التليفزيون.
وأوقد الشعلة الأولمبية فى نهاية الحفل الكورى الجنوبى بان كى مون، الأمين العام للأم المتحدة ومحمد على كلاى نجم الملاكمة الأمريكى، وناشد كى مون جميع الدول المشاركة فى فعاليات أولمبياد لندن 2012، بمراقبة الهدنة الأولمبية بين جميع الرياضيين.
قال بان كى مون، إن الرياضة والمناسبات الرياضية مثل الأولمبياد، حدث يجمع أشخاصا من مختلف دول العالم، وهو ما يساعد على مراقبة الهدنة الأولمبية خلال فعاليات الأولمبياد.