محضر الشر
24 تموز , 2012
في كل اجتماعاتها ومبادراتها وقراراتها الخاصة بالأزمة السورية، كانت الجامعة العربية وخاطفوها الجدد بمنزلة «محضر» الشر، الذي يصب الزيت على النار أملاً في أن ترتفع وتتسع ألسنة لهب الأزمة أكثر فأكثر.
الجامعة التي لم تقدم للقضية الفلسطينية طوال ستة عقود ونصف العقد سوى التآمر والصمت المذل، تحولت مع الملف السوري إلى مطية خليجية- غربية تحاول مصادرة رأي الشعب السوري وخياره الوطني تنفيذاً لأجندة استعمارية أصبحت أبعادها وملامحها جلية، ولذلك لم يكن مستغرباً أن تخرج اجتماعاتها التي تعقد تحت رعاية البترودولار بتوصيات وقرارات تتكامل وتتزامن مع ما تدعو إليه عواصم الغرب الاستعماري. وبمراجعة بسيطة لتصريحات نبيل اللا عربي وحمد بن جاسم منذ بداية الأزمة السورية لانخلص فقط إلى حجم النفاق السياسي والدجل الإنساني اللذين مارسهما الرجلان ومن يمثلانه، بل يمكن كذلك استنتاج التناقضات الكبيرة التي تُظهر في النهاية أن دخول الجامعة على خط الأزمة السورية لم يكن أكثر من محاولة للاستفادة من مؤسسة إقليمية في تسويق مشروع إسقاط الدولة السورية الذي تتبناه مشيخات الخليج والغرب... وهذا يتضح في المنحى الدائم للجامعة لنسف أي محاولة أو جهد أو اتفاق دولي توافق عليه الحكومة السورية، بدليل موقفها السلبي من خطة المبعوث الأممي كوفي عنان ومحاولتها تجاوز ما خلص إليه اجتماع جنيف من مقررات تستند في جوهرها إلى ما يقرره الشعب السوري ويتفق عليه. والجامعة هنا لا تتحمل البعد السياسي في هذا المشروع، فقد شهدت اجتماعاتها دعوات صريحة من بعض الدول كقطر والسعودية لتسليح المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية ودعوات جماعية لاستصدار قرارات من مجلس الأمن تبيح التدخل العسكري وفرض عقوبات شاملة على الشعب السوري... والأهم صمتها المريب عن الإرهاب الذي يستهدف مختلف مكونات وشرائح الشعب السوري. بمعنى آخر... الجامعة غارقة حتى أذنيها في مشروع إسقاط الدولة السورية، ولا يمكن للترهات والأكاذيب المفضوحة التي تخرج فيها على الشعب العربي تحت عناوين الحرص على سورية وحقن الدماء فيها أن تغطي قذارة دورها ومهمتها في هذا المشروع. تجتمع الجامعة في القاهرة أو في الدوحة أو في الرياض لم يعد مهماً بالنسبة للسوريين... ما تطلب وتقرر وتقترح أمور لا تعني سورية، وذلك على مبدأ أن الباب الذي يأتي منه الشر «سدّو واستريح».
بقلم: زياد غصن
موضوع: محضر الشر 
24/7/2012, 17:06
