يُروى أنّ ( عزّة ) و( بثينة ) ...
كانا يتسامران ذاتَ يومٍ فتراء لهما ( كثير ) صاحب ( عزّة ) ...
فقات بثينة لـ ( عزّة ) : هل تريدين أن أثبت لكِ أن ( كثير ) ...
فيا يُظهرهُ لكِ من ( المحبّة ) غير ُ صادق , قالت : نعم ...
قالت : إذا ً واري ( الخباء ) فتوارت ( عزّة ) ...
ولمّا قدِمَ كثير قالت له ( بثينة ) : يا كثير ...
واللهِ ما تركت فيكَ ( عزّة ) ...
من مُستمعٍ لـ ( أحد ) ...
.
.
قال : ما وددت ...
أنها لي بـ ( شسع نعليكِ ) ...
لقد فُضّلتِ عليها كما فُضّلت الشّمس على سائر الكواكب
ووالله لو أنها كانت أمةً لوهبتُها لكِ , قالت : ...
إن كنت صادقاً فيما تقول أنشدني ...
فأنشد يقول :
فخرجت ( عزّة ) من الخباء ...
وقالت : يا ( مائق ) قد سمعت ( البيتين ) ...
قال فـ ( اسمعي ) الثالث إذا ً ...
ولئن كان ( كثير ) ...
قد تدارك نفسهُ بشاعريّته وسرعة بديهته ...
إلاّ أنّه أصبح أنموذجا ً ودليلا ً قاطعا ً على غدر الرجال ...
وعدم وفائهم لمن يحبّون في حالة الظفر بمن هو أجمل منه ...
فمحبتهم لا تخرج عن كونها عرضيّة غرضيّة ...
لشيءٍ من الأشياءِ تنتهي بزواله ...
لأنهم يتوقون للجمال المُطلق ...
فتهيمُ قلوبهم في كل واد ...
ولهم في كل صورةٍ ...
حسَنةٍ مُراد ...
والأجدر بـ ( حواء ) ...
أن لا يصفو لها ( آدم ) ...
فهو خبيث الطّباع ( مقطّع أربع ) لا خلاق لهُ ولا وفاءَ عنده ...
محبّته مقرونةٌ بالزوال لا تثبت على عهد ولا تدوم على حال ...
وما دام أنّه إلى التجنّي والتعرّض لغيرها يميل ...
فلن تحظى منهُ سوى بـ ( النّزر ) القليل ...
فإن ( رضيت ) فلها الرّضا ...
وإن سخطت فـ ( الباب ) ...
( ياسع جمل ) ...
.
.
.