لم يتمالك الرئيس المصري المنتخب، الدكتور محمد مرسي، دموعه التي غالبته أثناء أدائه صلاة أول جمعة بعد انتخابه رئيساً لمصر، في الجامع الأزهر، قبل أن يتوجه إلى ميدان التحرير، ليوجه كلمة إلى الشعب، من الميدان الذي شهد انطلاق ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، التي أنهت 30 عاماً من حكم الرئيس السابق، حسني مبارك.
ونقلت كاميرات التلفزيون المصري، الذي أذاع شعائر صلاة الجمعة من الجامع الأزهر، صورة الرئيس مرسي وقد تساقطت الدموع من عينيه، عندما تحدث خطيب المسجد، الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي، وزير الأوقاف بالحكومة الانتقالية، إلى واقعة "تدنيس" الجنود الفرنسيين للجامع الأزهر، أثناء الحملة الفرنسية على مصر، أواخر القرن الثامن عشر.
وحرص خطيب الجمعة على توجيه بعض النصائح إلى الرئيس المصري الجديد، مستشهداً بسيرة "أمير المؤمنين"، عمر بن الخطاب، أحد صحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وثاني "الخلفاء الراشدين"، والذي كان يتميز بخصال "الحزم"، و"العدل"، و"الحفاظ على مواطنة الدولة"، داعياً الرئيس المنتخب إلى التميز بهذه الخصال.
كما تحدث القوصي عن معاملة عمر بن الخطاب، الملقب بـ"الفاروق"، للمسيحيين عندما زار إحدى الكنائس في "بيت المقدس"، مدينة القدس حالياً، حيث آمنهم علي حقوقه، وعاهدهم علي أن تبقي كنائسهم وبيوتهم مصونة، وحين أُقيمت الصلاة وكان وقتها في صحن الكنيسة، خرج منها ليؤدي الصلاة، لكيلا يقول أحد أن ابن الخطاب صلي في الكنيسة، وحتى لا يصلي أحد من بعده في الكنيسة، حرصاً منه علي المواطنة.
وقال خطيب الجمعة إن "ولي أمر المسلمين هو ولي الجميع، بلا إقصاء ولا تمييز جماعة على جماعة، ولا فصيل عن فصيل، وهذا هو الدرس الذي نأخذه عن الفاروق عمر، الذي بحنكته كون الدولة الإسلامية أعظم تكوين"، وأضاف أن "هذا الوطن وطن الجميع وطن المشاركة والمواطنة، التي تسوي بين الأفراد.. وطن الديمقراطية الحقة التي يعبر فيها كل عن رأيه."
إلا أنه استطرد قائلاً: "ولكن التعبير يجب أن يكون مضبوطاً بضوابط الخلق، وفي حاجة لزرع القيم.. ولا ينبغي أن نصم آذاننا عن استماع الرأي والرأي الآخر.. ويجب أن يتسع صدرنا، وأظن أن الرئيس مهيأ لأن يقود الأمة التي نبني فيها بلدنا، ونعلي فيها من شأن أفرادنا."
واستقبلت جموع المصلين الرئيس مرسي، أثناء وصوله إلى الجامع الأزهر، بالهتافات، حتى أن بعضهم استمر في ترديد الهتاف أثناء خطبة الجمعة، مما دعا خطيب المسجد إلى تذكير المصلين بأن هذا يُعتبر "لغواً"، مطالباً إياهم بالصمت أثناء الخطبة، حتى لا يضيع ثواب الجمعة.
ومن المتوقع أن يتوجه مرسي إلى ميدان التحرير، في وقت لاحق الجمعة، للمشاركة في مليونية "تسليم السلطة"، حيث يوجه كلمة إلى "الشعب المصري العظيم، صاحب الانتصار في ثورة 25 يناير"، بحسب ما ذكر الدكتور ياسر علي، القائم بأعمال المتحدث باسم الرئيس المنتخب.
ويطالب المشاركون في مليونية الجمعة، بتسليم السلطة بـ"كامل صلاحياتها" إلى الرئيس المنتخب، وإنهاء الدور السياسي للمجلس العسكري، وعودة الجيش إلى ثكناته، بالإضافة إلى الاستمرار في المطالبة بإلغاء الإعلان الدستوري المكمل، وإلغاء قرار حل مجلس الشعب المنتخب، فضلاً عن التأكيد على عدم المساس بالجمعية المنتخبة لإعداد الدستور.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]