أعداء مباشرون
عز الدين الدرويش
هناك أشياء يجب قولها كل يوم ألف مرّة عن الجرائم الإرهابية في سورية وما تخلفه من ضحايا، وهي أن حكام مشيختي آل سعود وآل ثاني يتحملون مباشرة مسؤولية إراقة دماء هؤلاء الضحايا، وستظل هذه الدماء في رقابهم إلى يوم الدين.
وبشكل أدق فإن حمدي قطر وسعود الفيصل ومن لفّ لفهم خليجياً وإقليمياً وخاصة رجب طيب أردوغان أعداء مباشرون لسورية والسوريين، ولا يمكن القول فيهم غير ذلك الآن ولا بعد مئة سنة، لأنهم تورّطوا إلى آخر الحدود في المؤامرة على سورية وفي سفك الدم السوري عبر تمويل الإرهابيين وتسليحهم وإعدادهم، ودفعهم لاقتراف الجرائم في سورية.
وهذا ليس استنتاجاً بل مؤكد ومثبت بعشرات الأدلة القاطعة من خلال اعترافات المقبوض عليهم من هؤلاء الإرهابيين، ومن خلال المعلومات المتوافرة بكثرة لدى الأجهزة المعنية السورية.
وأكثر من ذلك فإن مصادر مطلعة سرّبت قبل أيام أن حمد بن جاسم يرسل مباشرة عبر وسطاء ومهربين نحو مئتي مليون دولار للإرهابيين في سورية، ويستخدم نفوذه الإسرائيلي والمالي كذلك لشراء أحدث الأسلحة الأميركية والألمانية والبريطانية والإسرائيلية، وتهريبها إلى هؤلاء الإرهابيين عبر تركيا ولبنان وخاصة بعد ضخ مبالغ كبيرة إلى جيوب المهربين ومن يدعمهم.
ويقال على هذا الصعيد أيضاً إن سعود شكّل فريقاً ميدانياً وآخر مكتبياً للإشراف على نقل الأموال والأسلحة إلى الإرهابيين في سورية، وإنه يقول إلى أعضاء هذين الفريقين: إن ميزانية مملكته مفتوحة أمامهم.
ولا شروط لحمد وسعود على ضخ هذه الأموال سوى القتل والتخريب، والتظاهر، وتزويد (الجزيرة والعربية) بصور عن هذا القتل والتخريب والتظاهر، ليتم استغلالها حسب الطلب.
إذاً هؤلاء الذين يمولون ويسلحون ويدربون ويفتون بقتل السوريين هم أعداء للسوريين يجوز فيهم ما يجوز بأي عدو، ولن يفلتوا من تبعات ما اقترفوه من جرائم بحق الشعب والدولة السورية.
ربما يكون السوريون قد أُخذوا على حين غرة، وربما لم يتوقعوا أن تأتي الطعنات الغادرة من هذه الجهات، ولكنهم سرعان ما تيقظوا، وبدؤوا يعدّون عدة ردّ الغدر، وها هم الآن يبترون أيدي الإرهابيين الغدارين ويجبرون داعميهم من أمثال سعود وحمد وأردوغان على عضّ أصابعهم ندماً، وعلى البحث عن مخارج لن يجدوها قبل أن يرتدّ الإرهابيون إليهم لتصفية الحسابات.