تحميل كتاب أم كلثوم إلى الأبد . كتاب أم كلثوم إلى الأبد إيزابيل صياح بوديس
تحميل كتاب أم كلثوم إلى الأبد . كتاب أم كلثوم إلى الأبد إيزابيل صياح بوديس
تحميل كتاب أم كلثوم إلى الأبد . كتاب أم كلثوم إلى الأبد إيزابيل صياح بوديس
قد يبدو صدور كتاب جديد عن أم كلثوم للوهلة الأولى أمرا بعيدا عن الأحداث الجارية، بعيدا عن مأزق الانتخابات الرئاسية فى مصر وقانون العزل وكتابة الدستور، أو عنصرا ثانويا فى اللحظة العربية الحالية التى تسعى فيها بلدان الربيع العربى إلى تحسس طريقها نحو التغيير وإرساء الديمقراطية التى مادام حلم بها مستمعو «أنا الشعب لا أعرف المستحيل». وقد يظن البعض أن صدور الكتاب «أم كلثوم إلى الأبد» فى فرنسا، وليس فى إحدى الدول العربية عنصر فولكلورى جديد يضاف إلى العديد من الإصدارات فى الغرب التى تتسابق فى تناول عناصر الشرق العربى فى لحظة التحول الديمقراطى. غير أنه بمجرد تصفح وريقات الكتاب ال113، ما بين صور فوتوغرافية لأم كلثوم وما بين أعمال تشكيلية معاصرة أعادت اكتشاف الأسطورة من جديد، ندرك أنه بمثابة إعادة انتاج للحظة ثورية مماثلة للحظتنا الحالية وإرهاصة أولى لربيع عربى بدت تباشيره مبكرا ولم يتمم دورته. حيث جمعت الكاتبة إيزابيل صياح بوديس، وهى صحفية جزائرية فرنسية، العديد من الصور التاريخية لسيدة الغناء العربى، التى تلقبها تارة بالزعيمة وتارة بال«ست» كما كانت تلقب وقتذاك جماهيريا، مشيرة من خلال هذه الصور الضوئية إلى الدور الوطنى والنضالى الذى قامت به أم كلثوم فى استعادة وحدة الأمة العربية وخاصة بعد هزيمة 1967. حيث تكتب صياح بوديس فى مقدمة كتابها كيف انطبقت كلمات أغانيها على مسيرتها الحياتية ومواقفها الوطنية «مصر التى فى خاطرى وفى فمى، أحبها من كل روحى ودمى»، وتشير إلى الروح القومية التى تلبستها بعد الهزيمة وكيف كانت «تدفع الأخوة العرب للمقاومة ومحاربة العدو. وبعد حرب الأيام الستة قامت بجولة فى الخارج من أجل مجهودات الحرب وجمع الأموال اللازمة لمواصلة المقاومة، وذهبت لتغرد فى مسرح الأوليمبيا بباريس، وكان الحفل الموسيقى الوحيد الذى أقامته فى دولة غير عربية»، كما تؤكد بوديس فى مقدمة الكتاب. وتترك الكاتبة الصور تتحدث عن نفسها عبر صفحات الكتاب، مكتفية بتعليقات دالة مقتبسة من أقوال أم كلثوم أو كلمات أغانيها أو تعليقات إحدى الشخصيات البارزة. وتعرض صورها مع الزعماء العرب مع الملك المغربى حسن الثانى فى 1968 ومع الأمير فيصل السعودية فى 1968، أومع شيخ الإمارات زايد فى 1970، أو فى بيروت فى نفس العام حيث تضع الكاتبة تعليقا للمخرج المسرحى البلجيكى موريس بيجار الذى صمم عرضا مستوحى من دور سيدة الغناء العربى، قائلا: «بعد حرب لبنان، كانت الرقصات المصممة على أغنيات أم كلثوم مجازا لتمجيد حضارة الشرق كاملا». وتلفت الصور الفوتوغرافية ليس فقط للبعد الوطنى والسياسى الذى لعبته صاحبة الأطلال، ولكن أيضا لدورها الرئيسى فى قضية تحرير المرأة والتأكيد على الصورة الحضارية للمرأة العربية، حيث نراها وسط جمع من النساء العربيات بعد هزيمة 67، وقد اقتبست الكاتبة لكماتها معلقة على الصورة «سيداتى أنتن حاملات الأامل الكبير، أنتن القومة الجديدة للبلاد، كما أرددها دائما أنتن نصف الإنسانية». أو حين هتفت فى السيدات الليبيات عند زيارتها للجماهيرية صائحة فى عام 1972 : «اكشفن عن أنفسكن يا أخواتى، نحن القوة الحامية لمجتمعاتنا، ونستطيع أن نحتفظ برؤسنا مرفوعة وعارية».