=violet]]بسم الله الرحمن الرحيم
وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ{22} فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ{23} الذاريات
ان اكثر الابواب التى يدخل منها الوسواس على قلب ابن آدم هى باب هم الرزق
ولذلك لما علم الله سبحانه اضطراب النفوس فى شأن الرزق اقسم سبحانه وتعالى فى
الآية السابقة ،حتى صرخت العوالم كلها قائلة من هذا الذى أغضب الجليل حتى أقسم
بذاته العالية ؟
وقالت الملائكة حين سمعت هذه الآية :هلك بنو آدم ،أغضبوا ربهم الجليل حتى أقسم .
ومن علمت ثقته بك لم تحتج الى القسم معه ،واذا علمت اضطرابه فى وعدك وعدم
تصديقه لك أقسمت له .
وفى تفسير الطبرى لهذه الآية [ حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا ابن أبي عدي، عن
عوف، عن الحسن، في قوله( فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا
أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ) قال: بلغني أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: "قاتل
الله أقواما أقسم لهم ربهم بنفسه فلم يصدّقوه"]
وبكى أحد الصالحين عند هذه الآية قائلا :ما الذى ألجأ الرب الكريم الى القسم ؟علم ان
منا من يكذبه فأقسم .
اللهم اجعلنا من الذين يصدقون وعدك أكثر من تصديقهم لما يشاهدونه بأعينهم ،
فأعيننا قد تضللنا وقد يصيبها المرض فتعمى عن الحقائق ،
اما وعدك يا رب فهو الوعد الحق الذى لا ريب فيه ,
واقسم لنا ربنا من رزقك ما تقر به نفوسنا ،ونتبلغ به لجة الدنيا
حتى نلقاك وانت راض عنا ،
وترزقنا دخول جنتك ودار كرامتك ،وصحبة حبيبك الاعظم ونبيك الاكرم
و اهل محبتك وطاعتك
آمين
[/size]