تحفه في الزمان

بســـم الله خـير الأســماء .. السـلام عليكم جميعاً ورحمته تعم عليكم وبركاته تحفكم .. اليــوم كُنت في جـولة ماتعــة بعــد شوقٍ طـويل لذلك المكـان , وجـدت أجنحتـي تُحلق في مكتبـة الجامعة , قطفت منهـا بعض الثمار وأتيت بثمـرة أدبية جميـلة جداً وسلسله وسهـلة وحلوة المذاق , أتشـوق لمشاركتي لـكم لـذة الحظات التي أقضيها بين دفـتيه .. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

في رسـالة من جبران خليل جبران إلى إميل زيدان مُدير دار الهلال
كتــب :
(( كنت تعطفت , وطلبت إلي أن أبعث إليك بترجمة حيـاتي . وهذه يا أخي

مسألة صعبة عليّ . صعبة إلى آخر ما هناك منم الصعوبة , ماذا يا ترى أقول

عن نفسي ؟! .. سوى أننـي ولدت منذ أربعين سنة , ومنذ أربعين سنة
وأنا أشتغــل .. !

هذه هي ترجمة حيـاتي بكاملهـا , يخال إليّ في بعض

الأحاييـن أنّ لي في كل يوم ولادة جديدة , وأن ماضيّ لم يكن

سوى منام حلمته , وأنا في رحم الليالي , وأنت تعـلم أنْ من يـرى

نفسه طِفـلاً يخجـل من تاريخ حياته ويستحي

من عرض ماضيه المبهم الضبابي أمام الناس , إن ما بي

من العزم , و الحبّ , و التمرّد
, و الامتثال لم يتّخذ للآن قالباً حريَّا بالوقوف أمام الشمس , فإذا جاء

الغد وأثمرت ثمرة خليقة بمقابلة الغد , كانــت تلك الثمرة

نفسهـا ترجمة حياتي بكل

ما في حياتي مــن الألم , و الفرح و الوحشة , و الأنس و النار و النور و الدخان )) .

قـبل كتابة هذه الرسالة بأربعين سنـة ولد جبران خليل جـبران في السادس

من كانون الثاني سنة 1883م في بلدة بشري شمال اللبنان , هاجـرت أمه مع أولادها

إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث قطنت في الحي الصيني في بوسطن سنة 1895 م

عاد جبران إلى لبنان سنــة 1898م لدراسة اللغتين العربية و الفـرنسية .

من كتبه :(( الموسيقى )) و (( عرائس المروج )) ((الأرواح المتمردة))
((الأجنحة المتكسرة )) ((دمعة وابتسامة)) ((المجنون))
((المواكب)) ((العواصف))
(( السابق )) (( البدائع و الطرائف )) (( النبي )) (( رمل وزبد ))
(( يسوع ابن الانسان ))
(( آلهة الأرض ))

في خضمِّ هذا العطاء الأدبي النابع من مشاعر متَّقدة ومن شخصية ثائـرة , دفع

الثمـن جسده بقدر من الله تعالـى بعلّة كانت تفتك به يوماً بعد يوم حتى نالت منه

في العاشـر من نيسان سنة 1932م , وفي 21 آب نقل رفاته إلى بشري حيث دفن

في دير مار سركيس . بعد وفاته صدر له (( التائه )) و ((حديقة النبي)) ..

وبقـي الكثير من آثاره ينتظر الكشف و الجمع و الصدرو لذلك
قال أنطوان القوال :
(( يستحق جبران العظيم كل جهد منّا لجمع تراثه ,ووضعه في دائرة
الضوء , لما يمثّل من قيم
إنسانية وأبعاد فكرية , جعلته في طليعة نابغي الأدب في لبنان و العالم ))

فإليكم أروع ماقال هذا المُفكــر , الشاعر , و الفنان جبران خليل جـبران .. =)

❤

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

مشكور حبي
على المرور الرائع

مشكور ميدو على الموضوع

تسلم حبي