اسباب وتفاصيل تنازل منال الحنيطي عن مقاضاة جامعة حائل السعودية
اسباب وتفاصيل تنازل منال الحنيطي عن مقاضاة جامعة حائل السعودية
اسباب وتفاصيل تنازل منال الحنيطي عن مقاضاة جامعة حائل السعودية
السبيل - تنازلت عضوة هيئة التدريس الأردنية منال الحنيطي عن القضية التي رفعتها أمام ديوان المظالم ضد جامعة حائل في السعودية، على خلفية وقفها الشهر الماضي بعد اتهامها بشتم عائلة "الرشيدي" السعودية أثناء إلقائها محاضرة يوم 15/4.
وذكر مصدر أن منال الحنيطي تقدمت بخطاب تنازل عن قضيتها ضد جامعة حائل, موضحة أنها استلمت حقوقها من الجامعة.
وأضاف أنه لم يتم إنهاء عقد عضوة هيئة التدريس كما ذكرت الصحف, بل لم يجدد عقدها وأُوقفت حتى انتهاء عقود باقي أعضاء وعضوات هيئة التدريس الذين لا ترغب الجامعة في تجديد عقودهم.
وأكد المصدر أنه تم يوم أول أمس السبت عقد جلسة ناظري القضية لإصدار صك إثبات تنازل المدعي قبل الموعد المحدد لأولى الجلسات.
وكانت الدائرة الإدارية الرابعة في ديوان المظالم بمنطقة حائل حددت يوم الأحد 27 أيار المقبل موعداً للنظر في القضية.
وكانت الحنيطي تلقت تهديداً من أعضاء منتديات سعودية بالقتل عقب تصريحات صحافية لرئيس الجامعة خليل إبراهيم ذكر فيها أن "الحنيطي اعترفت بشتمها عائلة "الرشيدي" أثناء إلقائها محاضرة يوم 15/4".
وأكدت الحنيطي في حديث لها مع "السبيل" في وقت سابق أنها لم تعتدِ على عائلة "الرشيدي" بالشتم، وأن ما ذكرته إحدى الطالبات من ذات العشيرة بشكواها من أنها شتمت العائلة بألفاظ نابية غير صحيح على الإطلاق، مشددة على أنه لم يتم تشكيل لجنة تحقيق لأجل أخذ أقوالها بشأن التهمة الملفقة لها.
ونفت الحنيطي أنها اعترفت بنعت العشيرة بأنها تمارس "الدعارة والزنا"، وفق ما ادعت طالبات في شكواهن المقدمة للجامعة، قائلة إن تلك العشيرة مشهود لها بالفضيلة والأصالة والأخلاق، ومشيرة الى أنها تمتلك الأدلة وشهود من طالبات تزيد أعدادهن عن 30 طالبة ممن حضرن المحاضرة.
ولخصت الحنيطي ما حدث بقولها إنها في ذلك اليوم حملت المحاضرة التي ستلقيها على الطالبات عنوان "العشائر والانفتاح"، وبدأت تحاور الطالبات، وسألت أحدهن إن كانت عشيرتها وهي من عائلة "الرشيدي" تسمح قبل نحو 30 سنة بتدريس الإناث، فنفت الطالبة وجود ذلك الأمر سابقا".
وأضافت الحنيطي أنها اعتبرت ذلك تمهيدا لمحاضرتها، ومن ثم انتقلت للحديث عن التطور والانفتاح الذي بدأت تعيشه العشائر السعودية وغيرها، على حد قولها، وتفأجات الحنيطي في 17/ 4 باستدعائها من قبل المشرفة العامة على أقسام الطالبات في الجامعة حنان العامر، وسؤالها لها عن صحة ما ذهبت إليه طالبات من عشيرة الرشيدي، رفعن شكوى بها، فنفت الحنيطي كل ما جاء في الشكوى، وأرسلت معلمة الفيزياء للشعبة للاستماع لأقوال الطالبات اللواتي نفين أيضا ما جاء في الشكوى، مؤكدات أن الحنيطي لم تشتم العائلة.
وتابعت الحنيطي أن الطالبات أعددن كتابا ينفين فيه قيامها بالشتم في المحاضرة، وقدمنه لإدارة الجامعة، وتفأجات عقب ذلك بالتصريحات المتضاربة لرئيس الجامعة التي تفيد أن الحنيطي اعترفت بالتهمة المسندة لها، وعلى إثرها قامت الجامعة بفسخ عقد عملها.
غير أن الحنيطي أكدت أن ممثلين عن السفارة الاردنية في السعودية تحدثوا اليها، مؤكدين أنه لم يتم فصلها من الجامعة، وإنما كل ما حدث هو توقيف فقط.
إلا أن إعلان رئيس الجامعة أن الحنيطي اعترفت بشتمها العشيرة، استفز عددا من طالبات الجامعة فاعتدين عليها بالضرب غير المبرح، محملة رئيس الجامعة المسؤولية بعدم صحة ما أعلن عنه من اعتراف.
وأكدت الحنيطي أنها تلقت تهديدات بالقتل من قبل أشخاص مجهولين على المنتديات، الى جانب مطالبتهم النيابة العامة التحقيق الفوري معها وإقامة الحد عليها وجلدها، في حال ثبوت ادعاء الطالبات.
ولفتت الى أنها لم تستلم جواز سفرها حتى ساعة إعداد التقرير، في حين أكدت السفارة الاردنية في الرياض لها أنها غير ممنوعة من السفر ومغادرة السعودية.
وطالبت الحنيطي التي تبلغ من العمر 42 عاما السفارة الاردنية بتوكيل محام للدفاع عنها وإنصافها، مستنكرة فصلها من التدريس في الجامعة بسبب ادعاءات أكدت مرارا نفيها، الى جانب وجود شهود شددوا على ما ذهبت اليه، مشيرة الى أنها حاولت وزوجها توكيل محامٍ غير أنه طلب كلفة عالية كدفعة أولى نحو 3 آلاف دينار اردني، وحينما يباشر عمله في القضية يحتاج الى المزيد من التكاليف المالية التي اعتبرتها الحنيطي تفوق إمكانياتها.
يشار الى أن الحنيطي كانت تعمل مديرة لمدرسة الثنية للبنات في محافظة الكرك، في حين كان يعمل زوجها مدخل بيانات في المحكمة الشرعية في ذات المحافظة.
الى ذلك حاولت "السبيل" التواصل مع رئيس الجامعة غير أنه غادر البلاد للمشاركة في مؤتمر، وحاولت كذلك التواصل مع عميد كلية العلوم التربوية في جامعة حائل يوسف اسويفي إلا أنها وجدت هاتفه مغلقا، فلم يتسن الوقوف على تفاصيل الحادثة من وجهة نظر إدارة الجامعة.
من جهتها نفت السفارة الاردنية في الرياض مؤخرا ما تناقلته بعض المواقع الالكترونية من قيام السلطات السعودية بفصل مواطنة اردنية من عملها كمدرسة في جامعة حائل، قائلة إنه سيتم تنفيذ حكم الجلد بحقها لتهجمها لفظياً على بنات إحدى القبائل السعودية.
وقال رئيس قسم الاعلام الناطق الرسمي باسم السفارة وليد القزاز في بيان له السبت الماضي إن ما نشر على المواقع الالكترونية الاردنية حول موضوع منال الحنيطي من معلومات غير دقيق ومبالغ به.
وأضاف أن السفارة اتصلت أكثر من مرة بالحنيطي وبزوجها اسماعيل المبيضين المقيم معها كمحرم في منطقة حائل، واستفسرت منهما شخصياً عن ملابسات الحادثة، كما وجهت مذكرة خطية لوزارة الخارجية السعودية طلبت بموجبها مخاطبة جامعة حائل للاستيضاح منها عن حقيقة ما جرى.
وأوضح أن الحنيطي نفت أن يكون قد تم التحقيق معها بتاتاً، ولم تتقدم بأي اعتراض في هذا الخصوص، كما أنها لم تفصل من عملها ولم يصدر أي قرار خطي بالاستغناء عن خدماتها، وإنما أوقفت عن التدريس إلى أن ينظر في الموضوع ويبت في أمرها.
كما لم تصدر بحقها أي عقوبة سواء جلد أو تعزير أو غيرها من أي جهة كانت.
واشار الى أنه في مثل هذه الحالة لا يتم جلد الشخص المعني وإن ثبتت بحقه التهمة وإنما قد يكتفى بالاستغناء عن خدماته كون الموضوع إداريا جامعيا أكاديميا بحتا ولا علاقة له بالأحكام الشرعية.
وقال القزاز إن المبيضين أفاد أن بعض أبناء عشيرة آل رشيد تقدم بشكوى بحق زوجته إلى أمير منطقة حائل وبأنه طلب لقاء الأمير للنظر في الشكوى.
كما أكد المبيضين أن المواقع الإلكترونية المحلية التي نشرت الخبر بالغت كثيراً ولم تتحر الدقة، ولم تتثبت من حقيقة ما جرى قبل نشر المغالطات المذكورة.
وتؤكد السفارة أنها تتابع شؤون الجالية الأردنية في المملكة العربية السعودية بكل الوسائل القانونية والطرق الدبلوماسية المعهودة وفي ظل الإمكانيات المتاحة من خلال طاقم من الموظفين المهنيين الذين يقومون بعملهم على مدار الساعة حتى بعد انتهاء ساعات الدوام الرسمي وفي أيام العطل، وأن السفارة لن تألُ جهداً للاستماع لأي شكوى أو مظلمة تقدم لها من أي مواطن أردني من أبناء الجالية الأردنية المحترمة.