في آخر آلليل ..
آخر آلليل ..
يهدأ المكان ..
يعود الكل لمأواهم ، لبيوتهم
تُنار الغرف ، وأنا ارى تلك الأنوار
من نوافذهم
أسمع أصوات أحاسيسهم
ودقات قلوبهم
وهمساتهم
- شخص يحب القصص
وقرأ قصةً قصيرة قبل أن ينام
- شخص آخر يجهّز حقيبته
ليعود في الغد الى أهله وموطنه
- هذه تسهر على كتابها
فَـ تحقيق طموحها اقترب
- أمٌ تكمد طفلها المريض
- وأبٌ يقرأ لابنته
قصة الأرنب والثعلب
- زوجه تكتب رسائل لزوجها
المسافر لأجل لقمة العيش
هي سويعات ..
فَـ تنطفئ الأنوار
- البعض ينام على أمل تحقيق
أمنيته في الغد
- والبعض يغمض عيناه يوهم
من حوله أنه نائم وهو
يبكي في صدره شوقا لأيام
لن تعوود
- البعض يقضي ليلته وهو ساجد لربه
يبكي له ، ويشكي له ، ويدعووه
- شابٌ غارق في عالم
الذكريات الجميلة لينام وهو
مبتسم
- وأخيه بجانبه يبكي
ألما في جنبه الأيسر من صدره
- زوج يغمض عيناه
يوهم زوجته بأنه في قمة الراحه
وهو يفكر من أين يأتي
بمال خبز الإفطار في الصباح
- وزوجته أغمضت عيناها وهي
ترتجف برداً لأنها أعطت
لحفاها لابنها الوحيد
- بينما ابنها يرتجف برد مشاعر محبوبته القاسية
من هنآ
- شاب يبكي سرا ، شوقا لصوت
خطواته
فقد ملّ الكرسي المتحرك
- فتاة أغمضت عيناها
وهي تُردد آخر ما قرأته في كتابها
- واختها ما أن تفتح كتابها حتى ترسم
ملامحا سكنت روحهآ وعقلهآ
- ووآهمون ينامون وهم حاضنين
صور نجهلها
نظن بأنهم نائمون
ولكنهم لا ينامون قبل طلوع الفجر
ولا يهدأ لهم بال ولهم أمنيات لم تتحقق بعد
لم تهنأ لهم الحياة
ولكنهم مازالوا على قيدها
ولم يهنأ لهم أكل ولا شرب
ولكنهم مازالوا يأكلون ويشربون
يرغبون في عمر أطول
متأملين السعادة فيه
اقبع في هذا الطريق
اراقبهم كل يوم وكل ليلة
في أيامهم يلبسون اقنعتهم
وفي لياليهم يرمونها بشدة
اراقبهم لأعرف من حقق أمنيته
ومن لم يحققها بعد
وفي الحقيقة
انا هنا لميعاد حُدد مكانه دون زمانه
انتظر
لعل الحلم يوماً يتذكرني
فـ يجدني
ولكني اسلي نفسي بسكان الطريق
بأصحاب النوافذ
لم تموت أمنياتهم
ولن تمووت أمنيتي
كل ﭑلقلوب مليئھ بما يكفيھإﭑ